من الطبيعى أن نحلم بيوم قريب يسدل فيه الستار عن مشاهد الخراب والدمار التى تمزق الأمة العربية لكى يحل السلام والوئام من جديد.. ولا شك أن عودة مصر لممارسة دورها القومى بكل الوسائل والآليات المشروعة هو الذى شجع العديد من الكتاب والمحللين العرب على تسطير المقالات عن تطور جديد ستشهده المنطقة قريبا كإحدى النتائج الإيجابية لوحدة الموقف المصرى الخليجى فى التعامل مع قطر وسياستها التخريبية والذى يقوى ويتدعم بتحركات سياسية خارجية على مستوى القمة تمثل زيارة الرئيس السيسى الحالية لألمانيا أحد أهم ملامحها. ثمة أحاسيس وتمنيات بأن يعود الأمن والاستقرار لأوطان الأمة كما كان وأن تهدأ حدة العواصف وتنقشع حزمة الغيوم لتصفو السماء العربية وتشرق الشمس من جديد مؤذنة بمرحلة جديدة خالية من الخصام والمناكفة بعد استئصال الإرهاب من جذوره وعزل وتعرية من يدعمونه. والذين يقولون بذلك ليسوا حالمين وإنما يحاولون قراءة المشهد الراهن بروح الأمل والرجاء فى ارتفاع السياسات الرسمية العربية إلى مستوى الحلم والطموح لشعوب متعددة يجمعها أنها تنتمى لأمة واحدة وتنتسب لتاريخ مشترك وتحلم بمستقبل واحد. والحقيقة إن أعظم ما أكدته الأحداث الأخيرة رغم قسوتها ومرارتها - أن التضامن العربى - وبرغم العواصف العنيفة التى هبت على المنطقة مازال قائما وموجودا والفضل فى ذلك لوجود قيادات حكيمة تتفق وتتناغم فى رؤيتها مع نبض الشارع العربى الذى مازال يراهن على إمكانية استعادة التضامن العربى مجددا. وكم أتمنى أن تكون المرحلة المقبلة مدخلا لتحريم وتجريم سياسات زرع الفتنة وبث التحريض انطلاقا من أن ذلك السلوك المعيب يتعارض مع أبسط استحقاقات التضامن العربى الذى نتغنى به جميعا كسبيل وحيد لإعادة تجميع الصفوف ولم الشمل وبما يمكننا من مواجهة تحديات ومخاطر ليست خافية على أحد.. وكفى تباعدا للمسافات على أرض جعلها الله بغير حواجز.. وليتنا نردد سويا: «لسة الأمانى ممكنة»! خير الكلام: إن باعدت بينكم الديار تقاربوا فى المودة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله