هل يمكن لأى مواطن عربى أن يراهن على قمة عربية وشيكة لكى تسفر عنها نتائج مهمة وقرارات بارزة تعبر عن حجم الإحساس بالمخاطر التى تواجهها الأمة. والجواب وبكل أسف.. لا لا يمكن الرهان على واقع عربى يرثى له وينتهج منذ سنوات بعيدة لغة الالتفاف على الأحلام المشروعة بتكرار الحديث فى كل قمة عن تحديد خطوط سياسية عريضة يتضمنها بيان مشترك ليس به خطط محددة توحى بوجود رغبة صادقة فى فتح الأبواب أمام آفاق التعاون الممكن. وأمامى الآن وأنا أكتب هذه السطور مجموعة كبيرة من الصحف العربية، وجميعها للأسف الشديد إما متجاهلة للحدث الوشيك أو متضمنة كثيرا من الغمز واللمز الذى لا يجوز الانزلاق إليه.. وذلك فى اعتقادى ليس أمرا عفويا وإنما التجاهل من ناحية والغمز واللمز من ناحية أخرى يؤشر لرغبة كامنة لدى البعض فى الفرار والهروب من مواجهة التحديات التى تداهم الأمة بعنف على مدى السنوات الأخيرة. بل إن البعض بدأ يشكك فى جدوى وضرورة انعقاد القمم العربية ويراها نوعا من الأوهام التى تلازمنا منذ إنشاء الجامعة العربية. وليس دفاعا عن الجامعة العربية التى تشرف الآن بأمين عام من أفضل حكماء الدبلوماسية العربية وأوفرهم جسارة وشجاعة فى قول كلمة الحق أن أقول أن العيب ليس فى الجامعة ولا فى آلية العمل العربى المشترك والذى تمثل القمة الدورية كل عام ذروته ولكن العيب فى عدم وفاء معظم الدول العربية بإسهاماتها من أجل بناء القوة الذاتية العربية ولست أقصد بذلك الإسهامات المادية لدفع الرواتب وإنما أتحدث عن إسهامات التنمية والبناء. وخلاصة القول إن الجامعة العربية هى انعكاس لأحوال الأمة ومدى جدية حكوماتها ولن ينصلح الحال إلا بالتخلى عن سياسة الفرار والهروب من التحديات واستمرار التمسك بمنهج المنح والمنع فى أجندة المعونات والمساعدات! خير الكلام: تباعدوا فى الديار تقاربوا فى المودة ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;