5 علينا أن ندرك أننا نعيش عصرا جديدا لم يعد هناك مجال لمشروعات تحمل رايات التضامن والتكامل العربى بينما لا تتوافر الظروف الملائمة لإنجاحها. لقد أصبحت قمة الحلم لأمتنا العربية هى أن يعود الوعى والرشد للعقول التى جرفتها تيارات الحضارة المزعومة وثقافة التغريب بعيدا عن قيم وتقاليد مجتمعنا العربى الذى عاش سنوات الهناء والسعادة بمفهوم القناعة التى لاتعرف التواكل وحق الطموح الذى لا يقترب من المستحيل ومنهج الصمود الذى لامجال فيه للتنازل أو الاستسلام. ولست أتحدث فى المطلق أو أبتعد عن الواقع عندما أقول: إن الأمة العربية ليست بحاجة إلى شىء الآن قدر احتياجها إلى تعلم واستيعاب أساليب التفكير الصحيح وبما يمكننا من امتلاك روح جديدة ترتكز إلى فكر جديد يتواءم مع الأوضاع الدولية الراهنة وما استجد بها من قوانين مستحدثة ومتسارعة. إننا أمام أوضاع جديدة وحسابات متغيرة تقتضى سرعة التوصل إلى حد أدنى من وحدة الفكر العربى المشترك حول كيفية التعامل مع هذه الأوضاع والحسابات والموازين الجديدة وهو ما يتطلب منا أن نعيد قراءة الواقع الجديد وأن نجيب عن أسئلته الإجبارية وأهمها: أين نحن من هذا الواقع الجديد؟. وكيف نتعامل معه؟ وما السبيل لكى نأخذه لمصلحتنا؟ ولماذا لا نفوت الفرصة على من يريدون أن يوظفوا هذا الواقع الجديد لمصلحتهم وعلى حساب حقوقنا ومصالحنا المشروعة. ومعنى ذلك أن وضوح الرؤية وجدية الأداء هما أهم ما نحتاجه الآن لكى نشعر بأننا نفعل شيئا يرتقى لمستوى ما نجابهه من تحديات لكى يصبح الحديث عن الأمل فى غد عربى مشرق أمرا منطقيا ومقبولا . وغدا نواصل الحديث خير الكلام: فإن تصبك من الأيام جانحة.. لم نبك منك على دنيا ولا دين! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله