6 ليس لدى ما أقوله فى سياق هذه الخواطر عن رحلة خاطفة لدول محورية وقائدة فى الساحة الأوروبية سوى أن أقول صراحة إننا إزاء أزمة ارتياب تعشش فى عقول وصدور الأوروبيين وتسمح بتنامى واتساع ما يسمى «فوبيا الإسلام» وهو أمر لا أقول به تحت رايات التهويل ولكننى فى نفس الوقت أحذر من خطيئة التهوين. إن العالم الإسلامى يحتاج إلى دعاة يمتلكون الحس والعقل السياسى المستنير الذى يواكب متطلبات العصر ومتغيراته ولكنه لا يحتاج إلى أمراء يصدرون أحكام التكفير بغير علم ويدعون إلى ردة فى الفكر باسم الأصولية وحتمية العودة إلى الجذور مع أن أحدا لا يختلف حول المنابع الأساسية للإسلام كفكر وعقيدة لكن أنماط السلوك شيء آخر جد مختلف وقابل للاجتهاد فى كل عصر وزمان. إن العالم الإسلامى لا يحتاج إلى رايات وشعارات يرفعها البعض هنا أو هناك ولكنه يحتاج إلى معرفة مصالحه الاستراتيجية وكيف يمكن تحقيقها بالتعاون المثمر بين الدول والشعوب الإسلامية وليس بالتناحر والتنازع ومحاولة تحقيق مكاسب من بعضه البعض إلى الحد الذى اختلطت فيه الأوراق وتداخلت الأهداف المشروعة مع الطموحات والأحلام المحرمة! هكذا أصبح حالنا يدعو للرثاء! فى علاقتنا مع بعضنا البعض تورط إلى حد التلبس بتصدير الإرهاب والتحريض على قلب الأوضاع وتشجيع القتل دون تمييز وخلق مناخ من البلبلة والإحباط والعجز التنموى ومحاولة تكريس واقع يصبح فيه خيار الأمن متعارضا مع خيار الديمقراطية. وفى علاقتنا مع الآخرين.. سلوك - يستمرئه البعض - من أجل استنفار القوى المعادية لنا والكارهة لنشوء أى صحوة جديدة يمكن أن تساعد العالم العربى والإسلامى على عبور أزمة التخلف الثقافى والاجتماعى والتكنولوجى والحضارى . أتحدث عن واقع تريد قلة منظمة أن تفرضه علينا بالإرهاب وعلى الآخرين بالاستفزاز لتكون النتيجة فى النهاية صراعا واقتتالا وخرابا ودمارا لن يدفع معظم فاتورته الباهظة سوى أمتنا المغلوبة على أمرها! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: اليأس هو أول خطوة على طريق الهزيمة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله