عندى يقين بأن عواصف الكراهية ضد الإسلام التى تصاعدت فى الآونة الأخيرة سوف تخمد خصوصا داخل أمريكا لأنه يصعب على هذه القوة العظمى أن تواصل سياسة الخوف والتخويف من الإسلام وعدم مراعاة تعددية العالم الدينية والثقافية التى تمثل أحد أهم ركائز استراتيجية الحفاظ على المصالح الأمريكية المنتشرة حول العالم. ربما تطول فترة هبوب العواصف المعادية للإسلام داخل أمريكا نتيجة التداعيات السلبية لإشكالية التعامل الأوروبى الراهنة مع الإسلام عقب أحداث باريس والذى ارتد إلى الخلف تحت تأثير اليمين المتطرف الذى زاد من ترويجه لأكذوبة صعوبة التعامل مع الإسلام كنمط حياة وقيم ودون مراعاة لمخاطر دخول أوروبا هذه الدائرة الحساسة بالنسبة للعالم الإسلامى ولأعداد المسلمين الكثيفة فى أوروبا. وليس من شك فى أن اليمين الأمريكى المتطرف الذى عبر عنه جون ترامب المرشح الرئاسى المحتمل بدعوته العنصرية إلى منع دخول المسلمين إلى أمريكا بتمنى إطالة أمد اشتعال الجمر المعادى للإسلام فى أوروبا والذى يتغذى بوقود التحريض الذى تغذيه بعض المنظمات الصهيونية ذات التأثير الكبير فى توجيه الرأى العام الأمريكى اعتمادا على غباء الجماعات الإرهابية التى تتوهم أن استمرار ارتكاب جرائمها سيؤدى إلى إجبار أمريكا وأوروبا على تغيير سياساتها تجاه العالم العربى والإسلامي. وهنا يأتى دور الأمة العربية والإسلامية فى السعى والتنسيق الجاد لعزل وتعرية وتصفية هذه الأوكار الإرهابية التى ترقص بوعى أو دون وعى على أنغام العديد من أذرع اللوبى الصهيونى فى أمريكا وأوروبا التى بدأت تجاهر علانية بضرورة مخاصمة نظريات الحرية والمساواة والتعايش وتفاعل الحضارات لأن هذه النظريات على حد زعمهم باتت تمثل تهديدا للحضارة الغربية. وما لم ينتبه عقلاء وحكماء العالم إلى تطابق المصالح بين داعش وأخواتها من ناحية واليمين الغربى المتطرف والمتحالف مع بعض أجنحة الصهيونية العالمية من ناحية أخرى فإن الجميع سيتحمل مسئولية نثر بذور حرب دينية مهلكة ربما تدمر الحضارة الإنسانية كلها ! خير الكلام : خاطب العقلاء أعداء كانوا أم أصدقاء فإن العقل يقع على العقل ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله