الملياردير الامريكي «ترامب» هو المرشح الأبرز في الحزب الجمهوري - حتي الآن - لخوض انتخابات الرئاسة القادمة. الرجل معروف بتصريحاته الديماجوجية والمستفزة ولكنه لم يصل في الحماقة إلي ما وصل إليه قبل يومين، حين طالب بمنع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدةالامريكية باعتبارهم خطرا علي أمنها القومي وأعداء للمبادئ التي تقوم عليها!! الرئاسة الامريكية ردت علي الفور ونددت بالتصريحات، وكل زعماء الحزب الجمهوري ومنافسه الديموقراطي هاجموا هذا المجنون الأحمق، لكن المشكلة التي ينبغي أن نلتفت إليها هي أن جمهور هذا المرشح المجنون لم يتأثر، وشعبيته لم يلحق بها أي أذي.. بل ربما كان العكس هو الصحيح!! هذا يعني أن فرصة «ترامب» مازالت الأكبر حتي الآن ليكون مرشح الجمهوريين في انتخابات الرئاسة في مواجهة المرشح الديموقراطي «هيلاري كلينتون علي الارجح» لنكون امام احتمال كبير بأن نجد هذا المهووس المتعصب الجاهل.. رئيسا لأمريكا!! ولن نذهب بعيدا إذا توقفنا أيضا أمام الانتخابات المحلية التي جربت في فرنسا قبل أيام، والتي احتلت فيها الجبهة التي تمثل اليمين شبه الفاشي بزعامة ماري لوبان المرتبة الاولي، وأصبحت في طريقها للسيطرة علي المحليات، ولتكون مرشحة رئيسة في انتخابات الرئاسة القادمة.. بنفس العنصرية التي يمثلها «ترامب» في أمريكا، ولكن بصوت أكثر تعقلا.. إن كان للتعصب علاقة بالعقل من الاساس!! قبل تفجيرات باريس الاخيرة كان حزب «ماري لوبان» لا يحلم إلا بالتقدم في اثنين من الاقاليم التي جرت فيها الانتخابات، بعد الاحداث اكتسح الانتخابات في ستة أقاليم.. والفضل للدواعش ومن يدعمونهم ومن يتصورون أن جرائمهم هي جهاد في سبيل الاسلام.. وليست طعنا فيه وحطا من مبادئه التي هي مثال التسامح والإخاء بين البشر. وقبل أحداث كاليفورنيا في أمريكا، كان أوباما مستمرا في الاحتفال بغياب بلاده عن التأثير في أحداث العالم، وكان يتباهي بأن الارهاب بعيد عن أمريكا.. بفضل حكمته كما يقول، أو بفضل الاعتراف بالجميل من جانب منظمات الارهاب لمن دعموها ووقفوا وراءها!! بعد أحداث كاليفورنيا، ثبت للأمريكيين ما كان قد ثبت لدي العالم كله من فشل السياسة الامريكية، ومن ضلوعها في دعم الارهاب، ومن دعمها للدواعش الذين دخلوا البيت الابيض تحت لافتات عديدة، ونالوا «بركات» أوباما وحلفائه وهم يدفعون المنطقة العربية للفوضي «التي يدعون أنها خلاقة!!» ويحاول تحويل الإسلام من رسالة محبة وسلام بين البشر إلي «جهاد» مزيف لا هدف له إلا تدمير العالمين العربي والاسلامي، باستخدام جماعات لم تكن المخابرات الامريكية إلا صانعا لها أو داعما أو حليفا.. بدءا من الإخوان إلي القاعدة إلي داعش وأخواتها!! فلتحاكم أمريكا سياسة حكامها التي انتجت داعش، وانتجت أيضا «ترامب» وأمثاله وأنصاره. ولتحاكم فرنسا كل السياسات الخاطئة التي أوصلت «ماري لوبان» لتكون بسياستها العنصرية الصوت الأقوي بين أحزاب فرنسا!! أما نحن «عربا ومسلمين» فعلينا أن ندرك حجم الكارثة التي تقودنا إليها جماعات الارهاب « من الاخوان إلي الدواعش» وعلينا أن نقاتل - بالفكر الاسلامي المستنير قبل السلاح - لكي نقول للعالم كله أن الدواعش هم إنتاج سياسات أمريكا وحلفائها لزرع الفوضي. وأن الاسلام برئ من كل ما يفعله الدواعش ومن يدعمونهم، أو من يستغلون جرائمهم.. سواء في عالمنا العربي المنكوب، أو في أوربا وأمريكا حيث نري «ترامب» في أمريكا، و «لوبان» في فرنسا، وغيرهما .. ينضمون إلي «الدواعش» وإن كانوا لا يعلمون!!