لم يخالجنى أدنى شك فى - يوم من الأيام - أن وعى الشعب المصرى ورغبته فى الحياة والتقدم والنهوض سوف تظل أقوى وأبقى من كل دعوات التطرف التى ابتذلت كافة القيم الإنسانية الرفيعة بأفكار تخريبية هدامة تخاصم روح الولاء والانتماء للوطن وتسعى لتغذية الفتنة الطائفية والمذهبية. لقد أثبت شعب مصر على مر العصور أنه يسبق بصدق وعيه وقوة حدسه كل من يرتدون مسوح الدين والدين منهم براء بالقدرة الذاتية المكتسبة فطريا والتى تمكنه من التمييز بين الحق والباطل وبين الحقيقة والدجل والانصراف عن الاستماع للجهلاء والمنحرفين من حملة الأفكار المسمومة والدخيلة على مجتمعنا الوسطى وحضارتنا العريقة. والحقيقة إننى لم أجد أحدا التقيته على مدى الأيام الأخيرة منذ أن أطلق بعض الموتورين دعوتهم المريبة إلى رفع المصاحف وإقحامها فى المهاترات إلا ووجدت رفضا قاطعا لأولئك المخادعين والكاذبين الذين يريدون إشعال نيران الفتنة فى شوارع مصر وميادينها بينما يواجه الوطن حربا على أرض سيناء ضد شراذم الإرهاب الأسود. إن شعب مصر المسلم يعرف أن ألف باء الإسلام هو رفض العنف وعدم الانزلاق نحو ترويع الآمنين.. وشعب مصر المسلم يدرك - وعن يقين - أن الخروج على الدولة وقتال المسلمين محاربة لله ورسوله.. ولهذا سوف يصعب على الذين يمتهنون تجارة إشعال الحرائق والفتن عبر الفضائيات العابرة للحدود أن يتمكنوا من هذا البلد الآمن. لقد أرادوها فتنة تحرق الأخضر واليابس باسم راية الجهاد كما فعلوا فى بلاد شقيقة مجاورة ولكن هذا الشعب العظيم الذى يعرف دينه جيدا أفسد مخططاتهم الخبيثة مرات ومرات - على مدى السنوات الأخيرة - ولسان حال مسلمى مصر يقول بكل الوضوح أن الجهاد ليس بتوجيه أو تحريض أو إيعاز من أحد ولكنه أمر مخول للدولة والحاكم ومن ثم فإن من يخرج على سلطة الدولة يكون خارجا على الأمة. إن شعبا بهذا القدر الرفيع من الوعى يصعب استدراجه بعيدا عن الفهم الصحيح للدين ولهذا سوف تظل مصر إلى أبد الآبدين أرض أمن وأمان مهما تآمر عليها الجاهلون والكاذبون والحاقدون... سلمت يا مصر وسلم شعبك الطيب الأصيل! خير الكلام : ما عابنى إلا اللئام.. وتلك إحدى المناقب! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله