خلال أسابيع قليلة، تحول زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون من «إرهابي» و «أبوالصواريخ» والقنابل النووية الذى يهدد الأمن والاستقرار فى آسيا إلى رجل سلام تسعى كل الدول «الأعداء» سابقا لخطب وده، ودعوته لزيارتها والالتقاء به فقط لأن الولاياتالمتحدة غيرت رأيها بشأنه بعد موافقته على عقد لقاء قمة مع نظيره الكورى الجنوبى فى 27 ابريل الحالى وقمة أخرى مع الرئيس الأمريكى ترامب فى مايو المقبل. وها هو يقوم بالفعل بأول زيارة خارجية له منذ توليه الحكم فى عام 2011 إلى الصين الحليف الأول له فى العالم، ويقابل الرئيس الصينى شين جين بيج.. ومن المؤكد أن ثمة قضايا مهمة وأسرار كثيرة بحثها الرجلان خلال قمتهما فى بكين، وليس سرا أن الصين لعبت دورا رئيسيا فى الوساطة بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة خلال الأشهر الماضية بعد أن تصاعدت الأمور بصورة غير مسبوقة وكادت تنذر بحرب «نووية» بين واشنطنوبيونج يانج وتهدد العالم كله وليس آسيا فقط بالدمار الشامل. ثم ها هى اليابان أيضا تعرض عقد قمة بين رئيس الوزراء «شينزو أبي» وكيم يونج أون، وهو عرض لم يكن ممكنا أبدا حتى الشهور الأخيرة من عام 2017 إذ إن طوكيو تعتبر كوريا الشمالية الدولة الأكثر خطورة وتهديدا للأمن والسلم فى آسيا.. وقد أطلقت كوريا الشمالية خلال العام الماضى عدة صواريخ تستهدف الأراضى والجزر اليابانية أصابت اليابانيين بالذعر. وسوف يتوقف الكثير من التطورات فى شبه الجزيرة الكورية وغيرها على نتائج القمة المرتقبة بين زعيمى الكوريتين، وعلى سبيل المثال، هل سوف تتخلى كوريا الشمالية عن قدراتها النووية والصاروخية كما فعل القذافى حتى تعود إلى «أحضان» المجتمع الدولي، وترضى عنها واشنطن وترفع عنها العقوبات؟ وهل موافقة بيونج يانج على التخلى عن البرنامج النووى تعنى انهيار النظام الحاكم أو على الأقل بداية مطالبة كيم يونج أون بالتخلى عن السلطة وتنظيم انتخابات «ديمقراطية» والسماح بالتعددية السياسية والأحزاب، وفتح بلاده أمام الأجانب دون مواربة؟ وهل سوف يشترط «كيم يونج أون» ضمانات من الغرب ببقائه فى السلطة مقابل البرنامج النووى والصاروخي؟ أم أن الصين سوف تقنع الغرب وهى قادرة على ذلك بأن تصبح كوريا الشمالية نموذجا مصغرا للصين أى يحكمها حزب شيوعى ولكنها تجرى اصلاحات واسعة ومنفتحة على الشرق والغرب على السواء أى أن تكون «فيتنام أخري» دون أسنان «نووية» أو أنياب «صاروخية»! لمزيد من مقالات منصور أبوالعزم