تعلمنا من دروس التاريخ أنه كلما أفرط جيش محتل فى استخدام القوة ضد الشعب الخاضع للاحتلال كان هذا دليلا على ضعفه وخوفه وإيذانا بقرب زوال الاحتلال لأنه فى هذه الحالة سيدفع أصحاب الضمير الحى فى العالم الخارجى وفى دولة الاحتلال نفسها للتعاطف مع الضحية والمطالبة بالتوصل إلى تسوية تضمن وقف العنف والإفراط فى القتل وإعادة الحق لأصحابه. هذه القاعدة المستمدة من التجارب السابقة سيتم تطبيقها إن آجلا أو عاجلا على الشعب الفلسطينى الأعزل الذى يتعرض لاعتداءات لا تنتهى من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلى آخرها ما حدث يوم الجمعة الماضى حيث نقلت كاميرات الفضائيات للعالم كيف حولت إسرائيل اعتصام ومسيرات اللاجئين الفلسطينيين من سكان غزة بمناسبة ذكرى يوم الأرض إلى مذبحة وحشية راح ضحيتها 17 شهيدا و1800 مصاب بينهم 100 بترت أطرافهم دون أن يحمل أى منهم أى نوع من أنواع السلاح. والمؤكد أن المسئول الأول عن جريمة الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض هو رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو لأنه وحده سيتحمل مسئولية تلك المذبحة . أعتقد أن نيتانياهو اتخذ قراره باستخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين العزل على أمل أن ترد الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ من غزة فى اتجاه البلدات الإسرائيلية فيكون هذا بمنزلة مبرر لقيام جيش الاحتلال بشن عدوان موسع على القطاع يخلط الأوراق ويجعل الشعب الإسرائيلى يلتف حول حكومته ورئيسها الذى يتم التحقيق معه بتهم تتعلق بالفساد ولكن الجانب الفلسطينى أفسد على نيتانياهو مخططه ولم يرد وترك الأمر للضمير العالمى والمحلى مما يعنى أن زعيم الليكود انتحر على أبواب غزة بغبائه السياسى وعنجهيته الفارغة والتى تسببت فى مزيد من العداء والعزلة لإسرائيل. لمزيد من مقالات أشرف أبو الهول