تتعرض مصر من آن لآخر لحملات إعلامية تتضمن أكاذيب وتضليلا وتلفيقا للكثير من القضايا التى تعيشها فى السنوات الأخيرة وتزداد هذه الحملات كلما أضاء مصر إنجاز جديد، حيث تصاب بعض وسائل الإعلام بالإنزعاج كلما خطت خطوة للأمام.. وفى نفس الوقت لا أحد ينكر جهد ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات الذى أعاد الروح للهيئة بالمواجهات السريعة لهذه الحملات والردود القوية.. وكان أقوى رد هو مقاطعة بى بى سى بعد عرضها تقريرا غير صحيح عن حالة الاختفاء القسرى لإحدى الفتيات وثبت كذب ادعائهم بعد ذلك.. والسؤال هنا بشكل عام.. كيف نتعامل مع مثل هذه التقارير المفبركة والمضللة والتى اعتادت بعض وسائل الإعلام العالمية نشرها وبثها عن مصر هل بالمقاطعة أم بالرد وكشف الحقائق للراى العام الداخلى والخارجى؟ يقول دكتور صفوت العالم أنا ضد فكرة مقاطعة وسائل الإعلام بشكل عام لعدة أسباب: إن المقاطعة ربما تضر أكثر خاصة مع شبكات وميديا عالمية لأنك ستترك المساحة للأعداء يستغلون هذه الفرصة للهجوم على مصر. أيضا ستترك أثرا بأننا غير قادرين على رد الحجة بالحجة واننا أصحاب رأى واحد ولانقبل الرأى المخالف. ويضيف من وجهة نظرى نشر بعض الأمور غير المؤثرة يجب ألا تبعدنا عن قضايانا الكبرى وهى الانتخابات الرئاسية ومحاربة الإرهاب والاستقرار الأمنى ومراحل البناء والإنجازات، ونحن نمشى بخطوات جيدة فى الرد على هذه المهاترات خاصة ما تقوم به هيئة الإستعلامات ورأيى الشخصى ان الرد القوى وكشف زيفهم وفضح هذه الوسائل أمام الرأى العام يجنى الثمار أفضل كثيرا من فكرة المقاطعة وتقديم الشكاوى والبلاغات ومطلوب منى تقديم المعلومات الدقيقية أولا بأول ولا أخسر كل الإعلام الخارجى، خاصة أننا فى حاجة الى التواصل بفاعلية مع الخارج لتصحيح الكثير من الأمور المغلوطة ونحتاج فيها الى كل وسائل الإعلام الخارجية وأتمنى من وسائل الإعلام الغربية تصحيح هذه الأخطاء حتى لاتفقد مصداقيتها وتسبب الكثير من المشاكل بين الكثير من الأطراف. وتقول الدكتورة مها الطرابيشى أستاذة الإعلام: علينا أن نفرق بين إعلام معاد لمصر ويحاول بث روح الهزيمة ونشر الفوضى وإعلام لديه بعض الأخطاء المهنية ومن هنا دراسة القرار مهمة وهل هذه القناة كررت الأخطاء وهل هى أخطاء فى المعلومات أم فى مهنية المراسل ومدى تأثير هذا الخطأ على المجتمع؟. ويقول الدكتور عادل صالح أستاذ الإعلام فكرة المقاطعة فى الإعلام لم يعد يصبح لها التأثير الكبير مع انتشار فضائى رهيب ومواقع، والمنطق يقول ان هناك إعلاما عالميا فيه أصحاب المصالح والمحايد والمنحاز والمضلل وهناك تابع لسياسات دول وبالتالى نحن أمام حروب إعلامية رهيبة ومن وجهة نظرى هناك بعض القنوات لابد من مقاطعتها لأنها تمول الإرهاب وتعمل بأجندات معروفة تابعة للتنظيم الإرهابى وهناك إعلام منحاز ولكن من الممكن أن تجد نفسك فيه وتتواصل معه وممكن تؤثر فيه وتجعله ينحاز لصالحك بشىء من بذل الجهد سواء بالمراسلين أو المكاتب الإعلامية المصرية فى الخارج، فنحن إذن فى حاجة الى خطة للتعامل مع كل المواقف التى تواجهنا على المستوى الخارجى، ونحن لسنا فى حاجة الى خلق أعداء بل نحن نريد مد جسور التواصل وتقديم المعلومات والبراهين على سلامة مواقفنا لان العالم الخارجى لايعمل بالعواطف ولكن من خلال حقائق وقناعات ومعلومات ورأى ورأى آخر، ومصر تستطيع التعبير عن نفسها بالعديد من الطرق والوسائل بعيدا عن فكرة المقاطعة وفى نفس الوقت كشف هذه المؤامرات والأكاذيب على الرأى العام.