دعوات للاستفادة من الإعلاميين المصريين بالخارج وتساؤلات عن غياب هيئة الاستعلامات اتفق خبراء إعلام على فشل القنوات المصرية «حكومية وخاصة» فى دحض أكاذيب وسائل الإعلام الغربية ضد مصر، رغم نزوحهم بشكل جماعى إلى مدينة شرم الشيخ. ورأوا أن ما يفعله الاعلام المصرى، المتواجد حاليا فى شرم الشيخ، مجرد محاولة لرفع الروح المعنوية للمصريين، أما فيما يتعلق بالرد على الحملات الدعائية العالمية، للنيل من سمعة مصر بعد سقوط الطائرة الروسية «فلم ينجح أحد». وقال د.صفوت العالم، أستاذ الدعاية والإعلان بكلية الإعلام، جامعة القاهرة: صمتت مصر لمدة يومين ونصف اليوم بعد ترويج شائعات وأكاذيب خاصة بتفسير أسباب سقوط الطائرة لم تثبت صحتها، وجاء الرد ضعيفا من خلال مؤتمر صحفى بشكل تقليدى، وحينما بدأت القنوات المصرية التعامل مع الموضوع، لم يكن هناك أى تخطيط مسبق أو تنظيم، فقدموا لنا إعلاما كالحليب يفور فى دقيقة ويهدأ فى الدقيقة التالية، منفعلا،وغير مدروس، ودون الاجابة عن السؤال المهم «من هو المستهدف بالرسالة التى يقدمونها من هناك؟». وأضاف: «وجدنا إعلاميين يتجولون بكاميراتهم فى أسواق شرم الشيخ وهم لا يجيدون الإنجليزية أو حتى العربية، وكاميرات تنقل لنا صورا لسائحين يجولون بالمدينة على أنها أدلة وشواهد أن شرم الشيخ آمنة، دون إجراء لقاءات هامة مع السائحين المقيمين، والزائرين بلغتهم الأصلية وترك المجال لهم ليتحدثوا عن إقامتهم، لأن السائح هو خير من يقدم حملة دعائية إيجابية لمصر. واعتبر العالم أنه حان الوقت لتطوير قناة النيل للأخبار، فمن الممكن لهذه القناة أن تكون رافدا إعلاميا قويا بتوفير كل المقومات المادية والبشريه وتطبيق القواعد المهنية، وفى هذا الإطار أود الحديث عن الهيئة العامة للاستعلامات وهى الجهة المفروض أن تكون حائط صد لمصر، فهناك الكثير من الغموض يحيط بهذه المؤسسة التى تبدو أنها بلا صاحب، وأتعجب كيف يمكن إسناد قيادة هذا الكيان الاعلامى بالأساس لسفير يؤدى خدمة مؤقته، دون إدارك أهمية هذا المنصب. واتفقت معه د.ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، وقالت: «لا زلنا نفتقد لوسيلة إعلام تخاطب الآخر، والتكنولوجيا التى تساعدنا فى النهوض بقناة النيل الدولية لتخاطب الآخر بلغته وبمنطقة وتصحيح المعلومات المغلوطة والتى تعتمد على خيال كاتبها، ولا أنكر أن مصر تتحمل جزءا من المسئولية فليس لدينا آلية للرد على هذا الهجوم فى ظل وجود هيئة استعلامات ضعيفه ودورها غير واضح وغير مفهوم، فلم نسمع أن الهيئة استدعت المراسلين الأجانب وأوضحت لهم الصورة الحقيقة أو اصطحبتهم فى طائرة وذهبوا لشرم الشيخ والغردقة وقاموا بجولة فى المطارات المصرية». وأضافت: «رغم الجهد الذى تبذله القنوات المصرية التى انتقلت لشرم الشيخ لتبث برامجها من هناك كرسالة أن المدينة آمنة، لكن هذا ليس هو المطلوب، فاذا كانت هذه الرسالة تهدف المصريين والعرب بالمقام الأول، لكنها لا ترد على الهجوم الشرس الذى تتعرض له مصر من وسائل الإعلام العالمية، فهنا الإعلام المصرى لا يخاطب سوى نفسه ولم نجد تنسيقا بين القنوات لبث ولو ساعة يوميا بلغات مختلفة لدحض هذه الأكاذيب، ومن هذا المنبر أدعو القنوات بالتحرك والتكاتف، لأن الموضوع ليس بسيطا وتبعياته خطيرة». أما د.فاروق أبوزيد، عميد كلية الإعلام الأسبق، قال: «الإعلام فى شرم الشيخوالقاهرة لا يخاطب سوى المواطن المصرى والعربى فقط، ولا يتخطى هذا، ولا يصل للرأى العام الدولى ولا يمكنه، لأنه لا توجد دول تمتلك وسائل إعلام دولية سوى أمريكا وفرنسا وإنجلترا فقط، وعليه ما يحدث فى شرم الشيخ حاليا هو استجابة لتوصيات رئيس الجمهورية فى تقديم مواد إعلامية تبث روح التفاؤل والأمل فى نفوس المصريين، ولكن فى نفس الوقت نحن بحاجة لاتخاذ خطوات للرد على حملات الهجوم ضدنا». وأضاف: «هناك خطوات لا يمكن تجاهلها أبدا، أهمها أن نخاطب الرأى العام العالمى من خلال وسائله، فحق الرد مكفول لنا بحكم القانون وبقرار من الأممالمتحدة، وإذا رفضت هذه الوسائل نشر الرد، نلجأ للقضاء ونحصل على تعويضات كبيرة، كما أننا كمصريين لدينا كوادر بشرية كبيرة منتشرة فى جميع وسائل الإعلام الغربى، وعلى الدولة أن تتواصل معهم ليساهموا فى نشر الحقيقة للرأى العام العالمى، وهناك 192 سفارة وظيفتها الأساسية إعلام وتوصيل المعلومات، ونحو 35 مركزا إعلاميا تابعا للهيئة العام للاستعلامات غير مستغلة تماما. ورفض أبوزيد فكرة تأسيس وسيلة إعلام دولية، لأن هذا الأمر تتطلب سنوات طويلة حتى تمكنت الدول الثلاث فى امتلاك وسائل إعلامية دولية، فها هى ألمانيا وروسيا والصين وغيرها من الدول فشلوا فى امتلاك إعلام دولى، فمع تطوير النيل للدولية أو الفضائية المصرية وغيرها يظل المتلقى واحد هو عربى أو مصرى، إما مقيم بالداخل أو مهاجر، ومن يستشهد أن الجزيرة وسيلة عالمية فهو كاذب، فالجزيرة لا يراها سوى العرب فى جميع أنحاء العالم، بدليل أن الجزيرة الناطقة بالإنجليزية فشلت فشلا ذريعا.