لماذا فشلنا إعلامياً فى الخارج حتى أصبحنا ملطشة للفضائيات فى تزوير الحقائق عنا وتشويه صورتنا.. لماذا نتركهم يبثون حقدهم وهم ينهشون فى سيرتنا.. وأين وزير الإعلام من افتراءاتهم علينا؟ لم نسمع أن أحداً من المستشارين الإعلاميين لنا فى الخارج خرج على إحدى الفضائيات الأوروبية لتصحيح صورتنا أو أن رئيس هيئة الاستعلامات التقى بالمراسلين الأجانب فى مصر واستثمر وجودهم بيننا كشهود عيان على إنجازاتنا للرد على مثل هذه الافتراءات. للأسف وزارة الإعلام بأجهزتها أعلنت عن فشلها لأنها لا تملك أدوات التصدى لمثل هذه الحملات ولأن وزيرها مشغول بشؤون التليفزيون واختيار ما يعجب القيادة السياسية واستبعاد ما لا يعجبها سواء فى برامج الحوار أو نشرة الأخبار.. لم نسمع أنه أجرى حواراً ليذاع فى الخارج.. أو اصطحب المراسلين الأجانب فى رحلة لتربيط العلاقات إلى الأقصر أو شرم الشيخ لينقلوا بالصوت والصورة كيف تتعامل مصر مع السياح الأجانب على أراضيها.. على الأقل تتحسن صورتنا. مواقف كثيرة تعرضنا لها وكنا فيها أصحاب حق، لكن خصومنا نجحوا فى تزوير الحقائق وتشويه صورتنا فى الخارج ومع ذلك وقفنا عاجزين لم نسمع أحدا يرد غيبتنا أو يدافع عنا، يكفى موقفنا مع الجزائر بعد هدف المونديال.. لقد نجحنا فى تعبئة النفوس داخلياً، وشحناهم بالتعصب وطالبناهم بمقاطعة الجزائر والجزائريين بعد أن ضربناهم وضربونا.. أما هم فقد نجحوا فى الوصول إلى البيت الأوروبى والبيت الأمريكى.. شوهوا صورتنا واعتبرونا متخلفين.. معتدين.. لأنهم كانوا بارعين فى الوصول إلى الفضايات فى الخارج.. تحدثوا.. وتحاوروا.. وقاموا بتغذية هذه المحطات بالسموم ضدنا.. ووجدوا من يستجيب لهم.. وجدوا مكبرات صوت مفتوحة.. وكاميرات تلتقط كل تكتيك خبيث.. وبدأنا نسمع صرخات أولادنا المصريين فى الخارج وهو يسألون عن إعلامنا المصرى.. يريدون مسؤولاً يخرج عليهم وهو يدحض هذه الافتراءات، على الأقل ينقل الحقيقة إلى الشعوب التى امتلأت صدورها بالأكاذيب ضدنا.. أولادنا فى الغربة يعيشون حياة عصيبة، تلاحقهم الأكاذيب والافتراءات ولا يجدون من يساندهم.. نسمعهم على الفضائيات وهم يئنون ويتوجعون من الصدمات.. ونحن هنا فى مصر نتجاهل قضيتهم.. فالقضية معروفة أن مصر مكسورة الجناح إعلامياً خارج حدودها.. حتى أصبحنا ملطشة للأصوات التى تبيع ضمائرها بحفنة من الدولارات. وموقف الإعلام الخارجى من مصر ليس فى قضية الجزائر وحدها.. بل امتد إلى زيارات الرئيس مبارك فى الخارج.. لم تجد زيارات الرئيس مبارك إلى أوروبا أى اهتمام لا فى الصحافة العالمية ولا فى الفضائيات الأجنبية والسبب ضعف المسؤولين عن الإعلام الخارجى فهم هناك يعتبرون أن هذه الزيارات تخص الإعلام المصرى. من هنا رفعوا أقلامهم وكاميراتهم عنا، حتى تجردت نشرات أخبارهم من الإشارة إلى أخبار الرئيس مبارك مع رؤساء العالم.. أذكر أننى كنت فى لندن وقت زيارة خادم الحرمين إلى إنجلترا وقد رأيت جميع القنوات الإنجليزية تبرز هذه الزيارة بالصور والأخبار والتحليل.. قلت فى داخلى وأين نحن من الانفتاح على القنوات الإنجليزية.. للأسف اكتشفت أن فريقاً من الإعلاميين السعوديين جاءوا إلى لندن قبل أن يبدأ خادم الحرمين زيارته.. ونسقوا مع الفضائيات والقنوات أى رتبوا أنفسهم على إبراز هذه الزيارة لكن عندنا فى مصر يسافرون للبحث عن الفنادق وكيف تكون إقامتهم مع الرئيس.. أما عن اتصالهم بالإعلام الخارجى فلم نسمع أن وزير إعلامنا عقد مؤتمراً صحفياً مع الصحف الأجنبية أو محطات التليفزيون قبل زيارة الرئيس.. أو أن رئيس هيئة الاستعلامات قام بفتح قنوات اتصال مع محطات التليفزيون أو الصحف المحلية.. ولذلك نرى زيارة الرئيس فى الخارج «فطيس» لا يشعر بها إلا المصريون على اعتبارها حدثاً داخلياً.. فتراها تتصدر نشرات الأخبار ومانشيتات الصحف القومية.. ورسائل رؤساء التحرير المصريين لصحفهم. مع أن مبارك لم يعد الرئيس داخل مصر بل مكانته أصبحت دولية ومن حقنا أن نراه فى الصحافة الدولية وعلى الفضائيات وفى القنوات الأوروبية.. لكن قدره أن إعلامه الرئاسى ضعيف فى الاتصالات وفى التكتيكات.. فالعلاقات فى مثل هذه الحالات أقوى من البيانات.. ويوم أن تكون لنا صداقات بأصحاب الأقلام ضمنا مساحات.. لكن نتكلم مع من؟ أنا أعرف أن المصريين غاضبون من تهجم الإذاعات والقنوات فى الإعلام الخارجى علينا بعد الأكاذيب التى نقلوها عن مصر بعد الاضطرابات مع منظمى قافلة «شريان الحياة 3».. هم ضربونا فى ميناء العريش وأصابوا رجال الشرطة واستولى الناشطون على الميناء ورشقوا قوات الأمن بالحجارة وأشعلوا النيران فى الميناء.. ومع ذلك راحوا يهللون فى الإعلام الخارجى ضد مصر.. وكأن القنوات والمحطات كانت تتوعدنا وهى تذيع أكاذيب وافتراءات عنا.. شوهوا صورتنا فى الخارج.. وأخذنا نصرخ فى وجوه بعضنا على المهازل التى لحقت بنا.. وانبرت الأصوات وهى تتسابق فى الشتائم واللعنات، كيف يضربوننا على أراضينا.. ولماذا تسكت الحكومة.. هل لأنها باعتنا وباعت كرامتنا.. كل هذا الصياح فى الفضائيات التى تصدر من داخل أراضينا.. أما فى الخارج ولأنهم محترفون فى تزوير الحقائق فقد صورونا للشعوب الأوروبية على أننا شعب لا يعرف الإنسانية ولا الرحمة.. ونسوا مواقفنا مع الشعب الفلسطيني.. وملايين الأرواح التى راحت منا فى سبيل القضية الفلسطينية.. والسبب فى كل هذا فشل إعلامنا الخارجى. فقد أثبتت الأحداث أننا فى حاجة إلى وزير إعلام وليس وزير تليفزيون.. فهل يقبل أنس الفقى أن يغسل يده من التليفزيون ويتفرغ للإعلام.. وإذا كان يحب أن يعمل وزيراً للإعلام، فإننا نريد أن نراه وهو يتحرك فى الخارج.. نشعر به وهو يصد الهجمات التى نتلقاها من المأجورين.. فى مقدوره أن تصبح لمصر مساحة فى الفضائيات الأوروبية، ونرى الإعلام الغربى وهو يتحدث عنا بصورة تليق بنا كمصريين وتليق به كوزير للإعلام.. لكن هل هو على استعداد أن يصبح وزيراً للإعلام.. على أى حال اسألوه!! [email protected]