من السابعة صباحا حتى الخامسة مساء، تتواصل يوميا أعمال الهدم فى فندق «الكونتننتال» التاريخى بميدان العتبة، بعدها يبدأ مستأجرو المحلات فى تنظيف بضاعتهم، ومسح أرضيات محلاتهم مما خلفه الهدم من أتربة وغبار على مدار اليوم، على أمل أن تشهد الفترة المسائية انتعاشا نسبيا فى حركة البيع ، مقارنة بالفترة النهارية. بعد مرور 40 يوما على بدء الهدم، يبقى الوضع كما هو عليه فيما يتعلق بأوضاع مستأجرى المحلات، الذين ينتظرون بدء التفاوض مع كل منهم على حدة من قبل ممثلى الشركة المالكة «إيجوث». طارق أحد مستأجرى المحلات الكبيرة بالفندق يرى أن التعويض الذى أعلنت عنه الشركة زهيد للغاية، وقال: «إذا كنت أدفع الان إيجارا قيمته 500 جنيه، فهذا يعنى أنى سأحصل على خمسة آلاف جنيه شهريا حتى الانتهاء من إعادة بناء الفندق، فهل يكفينى هذا المبلغ للمعيشة والإنفاق على أسرة، وماذا عن باقى العمالة التى تعمل لدى فى المحل، وعددهم أربعة أفراد. هل أقوم بتسريحهم وتشريد أسرهم؟!». الحل وفقا لطارق هو أن يتم تحديد قيمة كل محل حسب مساحته بالأمتار وفقا للقيمة السوقية فى المنطقة، وحينها سيحصل كل مستأجر على تعويض حقيقى يستطيع به العيش بشكل كريم. أما خالد- مستأجر آخر- فقد ذهب بالفعل الى مقر الشركة المالكة والتقى أحد محاميها، وطلب منه الأخير أن يترك مقترحاته ووعده بالنظر فيها. خالد كانت لديه تساؤلات بشأن طريقة دفع التعويض، وهل ستكون شهرا بشهر أم سيتم دفعها دفعة واحدة، وماذا عمن لايرغب فى الحصول على محل فى الفندق الجديد، وما هو الموقف اذا ما تمت تسوية أوضاع بعض المستأجرين، بينما لم تقبل البقية بشروط الشركة؟! فى جولتنا فى محلات الفندق، كانت الشكوى المتكررة من الجميع هى موقف العاملين فى المحلات، فوفقا لياسر الذى يعمل فى أحد محلات ممر الكونتننتال، فإن مستأجرى المحلات سيحصلون على تعويضات بينما سيبقى العاملون بلا مورد رزق فما العمل؟! من ناحيته اكتفى شريف بندارى «رئيس شركة إيجوث» بقوله إن المفاوضات مع مستأجرى المحلات لاتزال جارية. على جانب آخر؛ لا تزال واجهة الفندق المطلة على شارع عدلي، والتى من المفترض الابقاء عليها دون هدم، بلا «صلبات» حتى الآن، رغم قرب الانتهاء من هدم الدور الثالث، علما بأنه كان من المفترض صلبها قبل الشروع أصلا فى أعمال الهدم.