بعد نحو عام من صدور قرار الهدم، بدأت الشركة القابضة للسياحة والفنادق، إجراءات هدم فندق "كونتيننتال" التاريخي والذي كان من أهم فنادق مصر وأكبرها. وسجل المبنى ضمن المباني ذات الطراز المعماري المتميز، وهو يخضع لرؤية التنسيق الحضاري، لكن المبنى لم يسجل كأثر على الرغم من قدم تاريخ تشييده لأنه تعرض للتعديل والبناء والهدم لأكثر من مرة تغيرت خلالها الكثير من معالمة. أما كازينو الفندق فكان من أكبر الكازينوهات وقتها ويطل على ميدان الأوبرا وحل عليه عدد من ملوك وملكات أوروبا، خلال الاحتفالات بافتتاح قناة السويس، وكان أيضا ملتقى رجال الأحزاب المصرية في العهد الملكي.وبعد مرور سنوات طويلة حل مكان هذا الكازينو الكبير المطل على الميدان محال تجارية تخصص معظمها في بيع الملابس الرجالي والأقمشة، ما زالت موجودة حتى الآن، ويوجد خلف هذه المحال ممر يصل بين شارعي فؤاد وعدلي يسمى ممر الكونتننتال. وفي عام 1990 بعد أن طالت يد الإهمال الفندق العريق، تم تحويله مقر لشركة الفنادق المصرية «إيجوث»، وفي عهد رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور أحمد نظيف ووزير الاستثمار السابق محمود محيي الدين، تم الاتفاق على بيع الفندق البالغ مساحته 10 آلاف و733 مترًا، وإخلاء أصحاب المحال الموجودة به، وبيعه شاملا لمستثمر سياحي، بعد أن رأت الدولة أنه أصبح يمثل خطورة داهمة وتتوجب إزالته. وقضت المحكمة بتنكيس العقار وهدم غرف السطوح، وإخطار الشركة المالكة للفندق وإلزامها بالقيام بأعمال الترميم للمباني بالجزء الأوسط، إلا أنه تم الطعن على هذا الإجراء من جانب الشركة مالكة الفندق، واستمر الخلاف بين المستأجرين في ساحات القضاء، في ذات الوقت كان الخبراء يؤكدون أن الفندق من الثروات الوطنية المهدرة التي تقدر قيمتها الاستثمارية، بنحو 3 مليارات دولار. وبعد مرور أعوام كثيرة من الإهمال وعام كامل من الجدل والخلافات، أصدرت محافظة القاهرة رخصة الهدم النهائية الخاصة بفندق «الكونتننتال» بشارع 26 يوليو والتابع لحي عابدين، والذي أعلنت المحافظة منذ عام عن إزالته وتعويض أصحاب المحلات التي تقع أسفله بالمقابل المناسب لتفض الجدل الدائر بين أصحاب المحلات وشركة إيجوث باعتبار الفندق أحد أكبر وأهم المباني الواقعة بمنطقة ميدان الأوبرا بوسط القاهرة. ووافقت وزارة التخطيط على إنشاء شركة بالتعاون مع مصرف الاستثمار القومي كشريك مع إمكانية طرح جزء من تمويل المشروع للمستثمرين أو المطورين العقاريين لتمويل مشروع إنشاء الفندق على أن يتم إسناد عملية الهدم والتطوير للشركة الهندسية للقوات المسلحة بعد الانتهاء من المفاوضات الجارية مع المستأجرين.