أحيانا يتحول الانتماء إلى كلمة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب يستخدمها البعض للدفاع عن مصالحهم كما يحدث فى الأهلى حاليا وذلك بعدما وصفوا عبد الله السعيد وأحمد فتحى بأنهما عديما الانتماء للنادى لمجرد اعتراضهما على تجديد عقديهما لعدم مجازاة المقابل المادى، ومادمنا نتحدث عن الانتماء فلماذا اختفى عام 92 عندما تم الاستغناء عن نجوم الفريق طاهر أبوزيد وربيع ياسين وعلاء ميهوب ومحمود صالح وهم فى قمة العطاء، وألم يكن نوعا من عدم الانتماء أن يترك حسام البدرى تدريب الفريق فى 2013 لتدريب أهلى طرابلس من أجل مائة ألف دولار شهريا ثم يعود لتدريب الأهلى فى 2016 ولا يسأله أحد عن الانتماء الذى طرد بسببه عصام الحضرى من جنة الأهلى بسبب انتقاله إلى سيون السويسرى، حتى أن أحمد فتحى نفسه ترك الأهلى للاحتراف فى قطر 2014 ولم يبال بأن الفريق كان فى أشد الحاجة إليه وسمح له بالعودة ثانية فى الموسم التالى وكأن شيئا لم يكن. ومن المتناقضات أن ترفض الإدارة زيادة عقد عبد الله السعيد بحجة أنه سيشعل الفتنة بين اللاعبين فى الوقت الذى تعاقدت فيه مع الناشئ صلاح محسن نحو 37 مليون جنيه بخلاف ما سيتقاضاه اللاعب ويبرر المسئولون ذلك بأن المبلغ سيحصل عليه إنبى وليس صلاح وكأنه سيخرج من خزينة أخرى وليس من الأهلى، ولكن ماذا لو حدث العكس وقرر المدرب الاستغناء عن السعيد مثلما حدث مع الكثيرين من قبله فلن يستطيع أحد التحدث بحجة أن هذا حق أصيل للجهاز الفنى، وعامة هذا أفضل توقيت لرحيل السعيد بعدما حجز مقعدا فى تشكيل المنتخب فى المونديال الذى ربما يفتقده لو انتقل فى الشتاء إلى فريق لا ينسجم معه ويتأثر مستواه ويخسر مقعده. أما بالنسبة لأحمد فتحى فإن الأهلى لن يتمسك به إذا لم يوافق على القيمة التى حددها له للتجديد وذلك لوجود أكثر من بديل له سواء محمد هانى أو باسم على بعكس عبدالله السعيد كما لاننسى ملف التجديد لحسام البدرى وأعتقد أنه سيكون سهلا بالرغم من العروض الخارجية التى تلقاها وذلك لأن رفضه سيكتب نهاية علاقته التدريبية بالنادى للأبد.