اختارت الأغلبية د. محمد مرسي رئيسا لمصر والمصريين بكل طوائفهم وصنوفهم ومستوياتهم الاجتماعية وانتماءاتهم الفكرية والسياسية بينما استمر الانقسام والتشرذم والتحزب علي الساحة السياسية بين القوي والفعاليات السياسية.. الأمر الذي يمثل ظاهرة خطيرة تهدد الاستقرار والأمن. وما من شك في ان هناك الانقسامات بين هذه القوي علي غرار الانقسامات التي نشبت عقب ثورة يوليو 52 بين المؤيدين والمعارضين للثورة من زعماء الأحزاب وكبار الساسة ولكن سرعان ما انتهت وذابت بعد أن تحققت أهداف ومكتسبات الثورة في القضاء علي الاستعمار واقامة عدالة اجتماعية واتاحة مجانية التعليم واقامة السد العالي وتأميم قناة السويس وانصاف الطبقة الكادحة والمهمشين من المزارعين والمنتجين وهذا ان دل علي شيء فإنما يدل علي ان تحقيق مكتسبات أي ثورة هو أقرب الطرق لتوحيد الصفوف. لقد اتسعت هوة الخلافات بين هذه القوي مع بداية الاستفتاء علي الدستور وانتخابات مجلسي الشعب والشوري ثم معركة الرئاسة وما تضمنته من دعاية انتخابية ساهمت في نشوب الانقسامات. وفي ظل هذا المناخ تشرذمت أغلب القوي والفعاليات علي الساحة السياسية وفقدت دورها الحقيقي ومواقعها الفعلية التي ينبغي أن تكون عليها متجاهلين دماء الشهداء ومصابي الثورة.. متجاهلين الأموال التي نهبت وتم تحويلها إلي الخارج.. متجاهلين خطورة المشكلات المتراكمة والمزمنة التي تواجه هذا الشعب مثل مشكلة التعليم والصحة والبطالة ومشاكل الزراعة والصناعة والسياحة وانحدار احتياطي النقد الأجنبي وقلة موارد الدولة ونقص الخدمات وانهيار الوضع الاقتصادي والاجتماعي وانتشار العشوائيات وما نحو ذلك وكلها تؤدي في النهاية إلي التخريب والتدمير والمتاجرة بهذا الشعب, ولو استمر هذا الوضع بما هو عليه من انقسام وتشرذم بين هذه القوي فسيؤدي إلي أخطار تهدد سلامة هذا الوطن وأمنه وسلامة أراضيه وكلها تهدف في النهاية إلي تحويل مصر إلي حلبة صراع دائم ومستمر وخصومات متدنية يصعب التغلب عليها. د. حسن علي عتمان نائب رئيس جامعة المنصورة