خلال الأيام الماضية سلطنا الضوء علي حالة الفرقة والتشرذم التي كانت سائدة علي الساحة السياسية ، وحالات الخلاف التي كانت قائمة بين العديد من الفاعليات والقوي والائتلافات النشطة والمتحدثة باسم الثورة في جميع الصحف والفضائيات والمتواجدة في المواقع والصفحات الالكترونية. واليوم نوجه الدعوة لجميع القوي والتجمعات والائتلافات بنبذ الفرقة والانقسام والبدء فورا في العمل بكل الاخلاص والجدية علي وحدة الكلمة والصف، سعيا لتحقيق الأهداف النبيلة والسامية التي نادي بها الشعب في الخامس والعشرين من يناير، انطلاقا من إيماننا الكامل بأن ذلك هو الهدف الذي يجب أن يعمل من أجله الجميع، وتتوحد من أجله كل الجهود. وفي هذا الإطار نؤكد بوضوح ، بأن جموع الناس من أبناء الشعب يشعرون بقلق بالغ تجاه ما يرونه من فرقة واختلاف بين جميع القوي السياسية حول جميع القضايا، وكل الموضوعات موضع الاهتمام،.. وانهم باتوا يتطلعون إلي اليوم الذي تنتهي فيه هذه الفرقة وتلك الخلافات وتبدأ فيه عملية البناء تحقيقا لما نادوا به في الثورة من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية في ظل سيادة القانون وفي رحاب الدولة المدنية الحديثة. ونؤكد أيضا علي ما نحن مؤمنون به دائما وأبدا بأن الضرورة الوطنية تحتم علي الجميع الآن جمع الشمل وتوحيد الكلمة لتحقيق آمال وطموحات الشعب في ثورته وتحقيق دولة القانون والديمقراطية. وقلنا ونقول اليوم أيضا إن الديمقراطية تعني التعددية، وهذه تعني القبول بالرأي الآخر، واختلاف وجهات النظر في إطار السعي الواجب والمسئول للوصول إلي أفضل السبل، وأوفق الطرق، لتحقيق المصالح العليا للوطن والمواطن،..، واذا كانت جميع القوي والفعاليات السياسية، وجميع الائتلافات تؤمن بالديمقراطية وتطالب بها باعتبارها من المباديء الأساسية التي نادت بها الثورة، فإن المسئولية والواجب الوطني يقتضي من الجميع تطبيق ذلك وتحويله من مجرد شعار إلي واقع معمول به.