على الرغم من إعلان النظام الإيرانى انتهاء انتفاضة «لا للغلاء» التى خرجت احتجاجا على تردى الأوضاع الاقتصادية ورفعت شعارات سياسية منذ اليوم الأول، وطالبت بإسقاط نظام المرشد الأعلى على خامنئي، وأسفرت عن سقوط حوالى 50 قتيلا واعتقال الآلاف ، فإن المعارضة الإيرانية فى الخارج تؤكد أن وهج الاحتجاجات على تردى الأوضاع السياسية لم ينته . وأشار المعارض الإيرانى محمد محدثين رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية فى تصريحات خاصة ل«الأهرام» أن الانتفاضة ضد الفقر والغلاء والفساد والقتل والإعدام وحبس النشطاء السياسيين والمعارضين ستبقى مستمرة بعزيمة وإرادة الشعب الإيراني، وأكد أن هذه الانتفاضة تثبت مجددا أن هذا النظام ضعيف وواهن للغاية. وشدد محدثين على أن الانتفاضة لم تنته رغم استقدام النظام كل قواه ، بدءا من قوات الحرس وقوات الباسيج والمخابرات والأمنيين المتنكرين ومختلف مرتزقته وأفراد الشرطة للسيطرة على المدن التى تشهد احتجاجات واتسع نطاقها إلى 120 مدينة. وقال إنه «سرعان ما أدرك الشعب الإيرانى الذى جرب هذا الحكم منذ أربعة عقود، أن الحل الوحيد لهذه المشكلات والمسائل، هو إسقاط النظام، واتجهت شعارات المواطنين منذ البداية نحو إسقاط خامنئي، وغالبية المواطنين فى المدن مثل أراك أو قم أو رشت أو كرمانشاه كانوا يهتفون الموت لخامنئى أو الموت لسيد علي، أو استح يا سيد على واترك الحكم. وشعارات من هذا القبيل وكانت رسالة تلك الشعارات فى كلمة واحدة هى إسقاط النظام. وعن أهداف المعارضة الإيرانية التى تسعى إليها فى الخارج، أشار محدثين إلى أنه بعد مجزرة 1988 التى راح ضحيتها 30 ألفا من مجاهدى خلق على يد النظام، سعت المعارضة الإيرانية فى الخارج إلى فضح ممارسات طهران أمام العالم بداية من القمع فى الداخل إلى تطوير البرنامج النووى والصاروخى إلى جانب محاولات هذا النظام العبث فى المنطقة وفرض نفسه عبر نشر الفوضى فى سوريا والعراق واليمن، وأن يجد له منفذا على البحر المتوسط . وأضاف: «لا نريد من الغرب إسقاط النظام الإيرانى ، بل طلبنا الوحيد هو أن يتخلى الغرب عن سياسة المداهنة والاسترضاء حيال هذا النظام وأن يتخذ موقف الحياد «، موضحا أن المعارضة الإيرانية ترى أنه لا بديل عن سقوط هذا النظام الشمولى والتوسعي، وإعلان إيران كنظام جمهورى ، وأنه لا يوجد إصلاحيون ومتشددون فى إيران بل نفس العقلية التى انتجها فكر الخميني. وذكر أن «اتخاذ موقف متشدد ضد النظام الإيرانى هو أمر ضرورى للسلام والأمن فى المنطقة والعالم. لذلك أتمنى أن يتحرك المجتمع الدولى بهذا الاتجاه .» وحول حقيقة الصراع بين المتشددين والإصلاحيين فى إيران، أكد محدثين أنه «لا يوجد إصلاحى داخل النظام. الصراع بين أجنحة ديكتاتورية مختلفة وهو فى واقع الأمر صراع بين الذئاب لكسب المزيد من الحصص فى السلطة. إن مزاعم الإصلاحية كانت وما زالت سلعة مزورة داخل نظام تأتى لاستهلاكها فى الدول الغربية ولتبرير سياسة المساومة مع النظام . وحول مدى تدخل النظام الإيرانى فى شئون المنطقة خصوصا فى سوريا والعراق، قال المعارض الإيرانى إن النظام الحالى هو عائد إلى قرون الظلام، لقد كان ولايزال معتمدا منذ بداية سلطة الخمينى وحتى الآن على ممارسة القمع فى الداخل وتصدير الإرهاب والتطرف إلى الخارج لضمان استمرار حكمه. قادة النظام ولاسيما خامنئى نفسه أعلنوا مرات عدة أن سوريا والعراق ودولا أخرى من دول المنطقة تشكل الخط الدفاعى لهم لمواصلة حكمهم فى طهران وأكدوا أكثر من مرة أنه إذا لم نقاتل فى سوريا فسوف نضطر إلى القتال فى شوارع طهران واصفهان وسائر المدن الإيرانية لحفظ سلطتنا. إن الحل الوحيد لأزمات الشرق الأوسط وتوقف تدخلات النظام هو إسقاط النظام .» وتابع أن روحانى اعترف بأنه قد كسب امتيازات وتنازلات فى المفاوضات النووية بسبب وجود النظام فى سوريا والعراق، وأن الرئيس الإيرانى قال: «لو لم يكن قادتنا الأشاوس يصمدون فى بغداد وسامراء والفلوجة والرمادي، ولو لم يساعدوا الحكومة السورية فى دمشق، لما كان لنا الأمن لكى نتفاوض تفاوضا جيدا»، فى تصريحات بتاريخ 8فبراير .2016 وأكد محدثين أن «قوات الحرس هى الآلة الرئيسية للنظام للتدخل فى كل بلدان المنطقة حيث تتدخل بشكل واسع فى كل شئون دول مختلفة. وقيام أمريكا بإدراج قوات الحرس هو خطوة إيجابية ولكن حسبما صرحت مريم رجوى رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية فإن هذه التسمية يجب أن تكتمل بخطوات عملية مؤثرة مثل طرد قوات الحرس والميليشيات الموالية لها من سوريا والعراق ودول أخرى فى المنطقة ومنع نقل المقاتلين والأسلحة من قبلهم إلى هذه الدول، وطرد عملاء قوة القدس الإرهابية وكذلك عملاء المخابرات الإيرانية من الدول الأوروبية وأمريكا والدول العربية، وربط العلاقات الدبلوماسية والتجارية بوقف التعذيب والإعدام فى إيران.