أعلم أن الدكتور طارق شوقي أكثر ما يسمعه معاناة أولياء الأمور من مهازل فعلتها شركة المدرسة، فقد وصلوا لمرحلة السعار المادي، فأصبحوا يطالبون بزيادة سنوية تزيد على 50% من مصروفات العام السابق «تعالى ادبحك تنزل مصروفات» وذلك تحت غريزة التوسع الاستثماري. عايشت تجربة شركة المدرسة بعيون أكثر من 200 ولي أمر في مدرسة ابنتي، كما تابعت وتحدثت مع بعض أولياء الأمور من اجمالي ال 200 مدرسة التي صرحت الوزارة بأنهم مصدر الأزمة، وتحدثت مع مسئولين في كل مكان ممكن، واطلعت على القوانين المنظمة، ملخص معاناة آلاف الأسر الأسيرة عند شركة المدرسة، إنهم يشعرون بتهديد كبير لأملهم الوحيد وهو ما يولد طاقة غضب كبرى! شركة المدرسة أصبحت من أخطر أنواع الشركات اليوم، لأنها تحولت في لحظة واحدة إلى كائن قادرة على ابتلاع عملائه أحياء، واستخدموا كل شيء بداية من ستار احترام المعلم وصولا إلى البلطجة والاستقواء بالخارج!! جشع هؤلاء أصبح أكبر من طاقة وقدرة المواطن، وأكثر ما ممكنهم من أولياء الأمور تأخر اتخاذ القرار معهم وقد استغلوا بطء البيروقراطية المصرية في اقناع الناس بأنهم قوة لا تقهر. ربما هي القيود القانونية التي تفرض على الوزارة ان تنتظر المخالفات الجسيمة، لكن مشهد طفل يقف على باب مدرسته مترجيا الناس ان يجدوا له حلا للاستمرار هو في حد ذاته كارثة، ومشهد آخر لطفل لا نستطيع رؤيته لطفل وهو حبيس المكتبة بسبب مطالبات مالية غير قانونية كل تلك المشاهد تحتاج إلى حل سريع. الأزمة ليست في إخراج كل ما نملكه من أجل تعليم أبنائنا، الجوهر هو استخدام الإكراه لإفراغ الجيوب دون حق. لمزيد من مقالات ◀ مصطفى الغمرى