تربي علي حب القرآن الكريم وحفظه كاملا وهو في الثامنة من عمره, كان يلازم والده الشيخ عوضين المغربي قارئ القرآن الكريم في جميع الإحتفالات الدينية التي إقترب خلالها من كبار القراء والمنشدين والمبتهلين أمثال الشيخ مصطفي إسماعيل والشيخ محمود علي البنا . فعشق أصواتهم التي كانت تشدو بآيات الذكر الحكيم, في طفولته كان يعلم بقرب شهر رمضان عندما ترشح وزارة الأوقاف والده للسفر لإحياء ليالي رمضان في إحدي الدول العربية أو الإسلامية فيحضر كتب الجغرافيا ليخبر والده بالطقس في تلك الدولة ويختار له نوعية الملابس التي لابد أن يرتديها, وعند عودة الوالد في نهاية شهر رمضان لم يكن يفرح بهدية قيمة يقدمها له بل كان يطلب المذكرة التي يدون فيها والده يوميات تلك الرحلة, كان لابد لنا أن نقترب من ذكريات الدكتور محمد نجيب عوضين المغربي أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وأحد القلائل المتخصصين في التطبيقات والقضايا المعاصرة في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية.. وإلي نص الحوار. في البداية نود أن نعرف ذكريات مع شهر رمضان ؟ ذكريات شهر رمضان بالنسبة لي لها طابع خاص فقد تربيت علي القرآن الكريم لأن والدي رحمه الله كان من كبار قراء القرآن الكريم وهو من جيل الشيخ مصطفي إسماعيل والشيخ محمود علي البنا, وكان والدي يسافر كل عام لإحدي الدول العربية أو الإسلامية لإحياء ليالي رمضان وكان يستعد قبلها بأيام وكنا نستعد معه وكانت له طقوس تشعرنا بقدوم هذا الشهر الكريم, أيضا هناك بعض الطقوس التي تتميز بها مصر في مظاهر الإحتفال بالزينة وسلوكيات الناس ونشعر معها بقدوم شعر رمضان ونجد ذلك في تعامل الناس مع بعضهم حتي في حركة الشارع نجد أن هناك إستعداد وتأهب لإنتظارهذا الشهر المبارك وهذه الطقوس ربما لم تعد موجودة اليوم, حتي في القرية كانت هناك بعض الذكريات الخاصة بشهر رمضان فنقوم بتحضير أماكن الموائد وإستقبال الضيوف, وعندما إنتقلت للدراسة بالقاهرة كنت مرتبطا بتلك الذكريا وأذهب للقرية لأمضي أول أيام رمضان مع الأهل ونستعد للقيام بمناسك هذه الشهر الكريم من قراءة القرآن وصلاة التراويح وغيرها بما غرس فينا من محبة لهذا الشهر الكريم. حدثنا عن ذكرياتك مع الوالد فضيلة الشيخ عوضين المغربي وزياراته للخارج في رمضان وأهم الدول التي زارها ؟ والدي رحمه الله ساعدني في حفظ القرآن الكريم كاملا خلال أقل من عامين ودخلت مسابقة علي مستوي الجمهورية في حفظ القرآن الكريم وكنت في سن الثامنة وفزت في تلك المسابقة التي عادت علي بالنفع وهذا بفضل الوالد رحمه الله فقد كان من خدام القرآن الكريم وكانت وزارة الأوقاف في هذه الفترة تقيم مسابقة لإختيار أفضل قراء القرآن الكريم لإرسالهم لإحياء ليالي رمضان مع المسلمين في الخارج وكان والدي يسافر كل عام وقد قام بإحياء ليالي شهررمضان في34 دولة عربية وإسلامية, وخلال تلك الفترة كنت أبحث له في كتب الجغرافيا والأطالس عن الطقس في تلك الدولة وأحدد له نوعية الملابس التي لابد أن يأخذها معه, لكن كانت سعادتي الغامرة عندما يعود والدي كنت أطلب منه المذكرة التي كان يدون فيها يوميات تلك الزيارات فقد كان شغوفا بذلك, فكنت أجد في تلك المذكرات الكثيرمن المعلومات التي تضيف لي, فمثلا زار الهند ثلاث مرات وتقابل مع رئيسها مرتين وكان مسلما وهو الدكتور ذاكر حسين وكان أيضا وزير الخارجية الهندي في ذلك الوق مسلما, فكنت أجد والدي يكتب في تلك المذكرات زرت اليوم مسجد تاج محل أو ولاية أسام شمال الهند, وكل ذلك ساعدني علي معرفة الكثيرمن الأمور التي لم تكن متاحة لغيري وأثرت علي بالقطع, ودائما ما أجد نفسي أقلب في الأوسمة التي حصل عليها والدي من زعماء الدول العربية والإسلامية وأستمع إلي التسجيلات النادرة له وأتذكر تلك المواقف التي كانت مرتبطة دائما بشهر رمضان كما أن لدي أكثر من10 آلاف صورة لوالدي تمثل تلك الزيارات المتعددة التي ترتبط بشهررمضان المبارك, أيضا عندما كان والدي يذهب لإقامة حفل ديني في قرية أو مدينة كان يصحبني معه في صغري وكنت أسمع منه القرآن الكريم وهذا جعل لدي أذن موسيقية أستطيع من خلالها أن أميز بين القراء وإن كنت أعشق سماع القرآن من الشيخ مصطفي إسماعيل والشيخ محمود علي البنا. وما الكلمة التي توجهها للمسلمين في رمضان كيف تقضي يومك في هذا الشهر ؟ أولا قبل أن أجيب علي السؤال أطالب جميع المواطنين بأن يكون رمضان شهرا للعمل والعبادة, لأن هناك الكثير من العادات المرفوضة فالبعض يعتقد أن رمضان فرصة للراحة والنوم وعدم العمل والتكاسل بدعوي الصيام وهذا مرفوض, لأن الإنسان لابد أن يختبر صيامه, فكيف يتحقق حديث الرسول صلي الله عليه وسلم عندما قال إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب وإن سابه أحد فليقل إني صائم إني صائم فكيف يتعرض الصائم لهذا الإختبار وهو لا يحتك بالناس, أما عن يومي في رمضان فأنا أذهب لعملي بالجامعة وكذلك بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية وأقوم به بشكل طبيعي, وأقوم بتقديم درسين في الأسبوع بأحد المساجد القريبة من منزلي هذا بالإضافة للدروس التي أقدمها بين صلاة التراويح كل يوم, وذلك بجانب تخصيص وقت لقراءة القرآن الكريم. كيف تري الجدل الدائر الآن حول المادة الثانية من الدستور ؟ أريد أن أشير إلي أن المادة الثانية من دستور عام1971 لم تطبق بشكل فعلي بل كانت مجرد برواز وضع في الدستور مبادئ الشريعة المصدر الرئيس للتشريع, وهنا أقول بشكل قاطع إنني أؤيد موقف الأزهر الشريف عندما طالب بعدم المساس بالمادة الثانية من الدستور وأن تظل مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع وذلك منعا للفتنة والحفاظ علي إستقرار الوطن, لكن السؤال هنا هل نحن نريد أن تكون المادة الثانية في الدستور الجديد كما كانت في دستور1971 من ناحية عدم التطبيق ؟, فإذا كنا نريد تطبيق الشريعة الإسلامية فعلا فلابد أن يتم تنقية القوانين الحالية لأن بها العديد من الثغرات وأن نقوم بتهيئة المجتمع لتطبيق الشريعة وأن تكون مبادئ الشريعة في المادة الثانية من الدستور الجديد مقدمة لوضع قوانين إسلامية أو تنقية القوانين القائمة ليتم تطبيق الشريعة فعلا, لكن إذا كنا نريد أن تكون المادة الثانية من الدستور عبارة عن برواز لا يطبق كما كانت في دستور1971 فمن الأفضل أن نقول أحكام الشريعة الإسلامية وليس مبادئ الشريعة الإسلامية, ومرحليا لا مانع مما إقترحه الأزهر لعدم إثارة الشكوك في المجتمع علي أن يتم تهيئة الجو العام بالتدرج ولا أفضل الحديث عن الأحكام أو الحدود في هذا الوقت بل يجب أن يكون في مرحلة متأخرة بعد تهيئة المجتمع, وأؤكد مرة ثانية أن الأفضل حاليا يتمثل في ما أكده الأزهر الشريف وهو عدم المساس بنص المادة الثانية وتظل مبادئ الشريعة في المادة الثانية ولا نثير المشاكل والفتن علي أن يصاحب ذلك تهيئة للمجتمع وتنقية القوانين, ونؤكد أيضا أن تطبيق الشريعة الإسلامية لا يتعارض مع حقوق الأقباط لأن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين الإسلام والمسيحية والملتقيات كثيرة والفروق في بعض المسائل العقائدية والأخوة المسيحيين إرتضوا منذ عشرات السنين أن تطبق عليهم أحكام الميراث الذي أصبح لكل المصريين, أما فيما يتعلق بأحوالهم الشخصية من زواج وطلاق وغير ذلك فلابد أن يرجعوا لشريعتهم عند الإحتكام لهذه الأمور. نريد أن نوضح الفرق بين أحكام ومبادئ ومقاصد الشريعة الإسلامية لأن هناك إلتباس لدي الكثير حول معاني هذه المصطلحات ؟ هناك تداخل فيما بين هذه المصطلحات, فأولا كلمة الشريعة كلمة عامة تشمل التوحيد والأخلاقيات وأحكام الفقة الإسلامي والقضاء والقدر وغيرها, ونحن نطبق الشريعة الإسلامية في المعتقدات ونسعي لأن نطبقها في الأخلاقيات لكن لا نطبقها في المعاملات, وبالنسبة للمبادئ فإن المحكمة الدستورية العليا فسرت معني مبادئ الشريعة الإسلامية تفسيرا قاصرا وخاطئا فقالت إنه لا يعد من مبادئ الشريعة الإسلامية إلا ما كان قطعي الثبوت وقطعي الدلالة وهذا خطأ كبير, لأن الأمور قطعية الثبوت وقطعية الدلالة لا توجد إلا نصوص القرأن الكريم وكلها قطعية الثوب وليست كلها قطعية الدلالة فهناك نصوص في القرآن الكريم تأتي بأكثر من معني لأن القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ومتجدد وهذا التفسير الخاطئ يعني أننا لن نأخد كل معاني القرآن الكريم كمصدر للتشريع, ويترتب علي هذا التفسير أيضا إستبعاد السنة النبوية الشريفة بالكامل لأن نصوص السنة ليست كلها قطعية الثبوت ولا قطعية الدلالة, فهل معني ذلك أن السنة ليست مصدرا من مصادر التشريع!, ثم تأتي باقي المصادر كأقوال الصحابة والإجماع وهي تخرج أيضا عن إطار تفسير المحكمة الدستورية لمعني مبادئ الشريعة ولذلك أقول إنه تفسير قاصر. كما أننا في ظل هذا الجدل وجدنا البعض يزعم ويقول أي شريعة نطبق فهناك أربعة مذاهب وهناك السنة والشيعة ؟ وكل هذا زعم يراد به باطل, لأنه يوجد عندنا في الشريعة الإسلامية نصوص راجحة وعند التعارض نرجح أقوي الأدلة فيما يخص الفروع, لكن الثوابت ثوابت بمعني أن الزنا حرام ولن نجد من يقول إنه حلال, ونرد عليهم بأن الإجتهاد يكون في الفروع, بل إنني أقول إننا نجحنا في تطبيق قوانين إسلامية تخرج عن كلمة المبادئ فجميع قوانين الأحوال الشخصية ذات مرجعية إسلامية وتم تطبيقها ونجحنا في ذلك فلماذا نفشل في غيرها من القوانين ؟. أما عن الأحكام فهي أكثر دقة, فهناك خمس أحكام لكل فعل يصدر عن الإنسان إما أن يكون هذا الفعل حرام أو واجب أو مكروة أو مندب أو ومباح, فعندما يسأل شخص ما حكم الفائدة الربوية ؟, ما حكم العربون ؟ أقول إن الشرع قال كذا وكذا, فهذا هو الحكم الشرعي وهو أدق لكنني أري أن هذا لابد أن يأتي في مرحلة متأخرة لأنه لابد أن يكون هناك تدرج في تطبيق الشريعة ولابد أن يتم تهيئة المجتمع قبل الحديث عن الأحكام. وبالنسبة لمقاصد الشريعة وتسمي الكليات فهي الأسس والقواعد التي تقوم عليها الشريعة الإسلامية وتسمي بالكليات الخمس وتشمل الدين كله وهي حفظ النفس والمال والعرض والدين والعقل, والشرع وضع عقوبات لمن يعتدي عليها وطلب أن نحافظ عليها, فالمقاصد هي قواعد عامة وأسس تحكم كثير من الأمور, أما الأحكام فهي عبارة عن حكم مباشر علي أمر من الأمور. كيف تفسر قلق البعض من وصول الإسلاميين للحكم ؟ أحب أن أقول أنه لابد أن يكون هناك حالة من الهدوء وعدم الإستعجال في الحكم علي الإسلاميين لأن المشكلة التي دائما ما يتحدث عنها أصحاب التيارات الليبرالية والعلمانية أن الإسلاميين سيفعلون كذا وكذا وسيمنعون النساء من السير في الشوارع وأن هناك تضييق علي الفن وغير ذلك, وهنا أقول لابد أن ننتظر ولا نردد لفظ سيفعلون, لكن في رأي هنا أن أصحاب التيارات العلمانية والليبرالية لهم إنتماءات معينة ويخافون من القيود, فمثلا إذا قلت لأحدهم إن المشاهد الإباحية في الأفلام تتعارض مع القيم الدينية يرد بأنها حرية تعبير مع أننا لو قلنا له إنها تتعارض مع القانون قد يقتنع, علي الجانب الأخر فإن الإسلاميين من وجهة نظرهم يسعون لإحياء الرقابة بين العبد وبين الله عز وجل فيخرج الطبيب الذي يؤدي عمله بإتقان والمدرس الذي يرعي الصالح العام بمعنب أنهم يريدون نشر القيم الدينية بما يعود بالنفع علي المجتمع, وهنا أقول إن الخوف من وصول الإسلاميين للحكم هو خوف غير مبرر في كثير من الأحيان لأن الإسلاميين مصريين وطنيين لهم عيوب ومميزات لكن طبيعة المرحلة خلقت هذا الجو, كما أن الإسلاميين أنفسهم ساعدوا علي ذلك لأنهم دائما يستعجلون الأمور ويريدون كل شئ ولابد أن يكون هناك تدرج ونستخدم فقه الأولويات, كما أنهم لا يظهرون كل ما يفكرون فيه فيعلون شئ وبعد ذلك نفاجئ بأشياء أخري فالشفافية تختفي وبالتالي يتم إصطياد مثل هذه الثغرات ضدهم وبالتالي فمطلوب من التيارات الإسلامية أن تكون هناك شفافية أكثر لكسب مصداقية الناس, علي الجانب الأخر فالتيارات والأحزاب الليبرالية عليهم أن يعملوا جاهدين ويلتحمون بالناس وأن يجهزوا أنفسهم للإنتخابات القادمة وأن يعدوا العدة فهناك أكثر من60 حزب ليبرالي بعد الثورة ومع ذلك الناس لا تعرف هذه الأحزاب لعدم وجود منهج واضح عكس الإسلاميين الذي لديهم وجود في الشارع بشكل كبير ما تقييمك لتجربة الإسلاميين في الحكم والنصائح التي تود أن توجهها للحركة الإسلامية بوجه عام ؟ الحكم علي تجربة الإسلاميين في السلطة يتطلب المزيد من الوقت ولابد أن يحصلوا علي فرصة ليقدموا ما عندهم, لكن نريد أن نوضح أن الإسلاميين الذين يحكمون حاليا ليسوا مجاذيب ولا شيوخ طرق لكن هناك40 ألف أستاذ جامعي ضمن أبناء الحركة الإسلامية, ومنهم عقول مصرية قادرة علي الإنجاز ولديهم من يعرفون في الإقتصاد, لكن حدثت بعض الأمور التي ربما أحدثت بعض المشكلات في طريقهم وعلي الأقل من وجهة نظرهم أن الحكومة لم تكن متعاونة مع مجلس الشعب وكان هناك من يقف ضد تنفيذ الكثير من الأمور, وهم أيضا يقدمون بعض النماذج فمثلا عندما نجد أن بعض أعضاء مجلس الشعب المنتخبين من تيارات أخري يطالبون بإسقاط البرلمان وغير ذلك من الأمور التي قد يتم ذكرها لتبرير أي تقصير مثلا, وأنا أري أن هناك خطأ كبيرا وقع فيه الإسلاميون عندما تم إذاعة جلسات البرلمان علي الهواء فكان يتم إصطياد الأخطاء وعلي الجانب الأخر نجد أن لجان المجلس كانت تعمل في هدوء وبعيدا عن الأضواء وناقشت أكثر من30 مشروع قانون, فالإعلام هاجم البرلمان وظهرت بعض الأمور التي إستغلها البعض ضد البرلمان مثل ختان الإناث ومضاجعة الوداع وكل ذلك أثر علي المواطن العادي الذي يعاني وكان ينتظر الكثير من البرلمان وبالتالي حكم الناس بالفشل علي البرلمان نتيجة لأخطاء مشتركة من الإسلاميين والتيارات الأخري. بماذا تفسر الهجوم المستمر علي الأزهر في الفترة الحالية من جانب بعض التيارات الدينية ؟ الأزهر كالجبل لا تؤثر فيه الرياح وليست هذه المرة الأولي التي يتعرض فيها الأزهر لمثل هذا الهجوم, وأنا أري أن بعض التيارات الدينية التي لا تحب الوسطية تقف وراء هذا الهجوم, لأن الأزهر رمز الوسطية والإعتدال ومعني هذا أنه لن ينحاز لتيار علي حساب أخر بل يكون لكل الناس ويعلي مصلحة الوطن العليا, وعندما حدث خلاف علي المادة الثانية من الدستور وكان رأي الأزهر مخالفا لهم, حاول البعض الهجوم بشكل عنيف وظهرت أصوات تطالب بضم الأزهر والأوقاف والإفتاء أو المطالبة بالحصول علي وزارة الأوقاف لأن الأزهر لم يقف معهم كما يعتقدون ولو حدث ذلك فلن يتعامل معهم أحدا من الخارج, وهنا أقول إن الأزهر مؤسسة راسخة ولن يستطيع أحدا أن يعرقل مسيرتها, وأنا أري أن هذا الهجوم ليس من قيادات ولا حكماء هذه التيارات بل من بعض الشخصيات التي تريد إشعال الموقف بشكل مستمر لأن قيادات تلك التيارات يترددون علي الأزهر وكانوا مشاركين في التوقيع علي وثيقة الأزهر. ما هي خطة تطوير لجان المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وماذا عن أحدث الإصدارات ؟ وضعنا العديد من الخطط الخاصة بتطوير عمل لجان المجلس وكان ضروريا إعادة النظر في عمل بعض اللجان وتم ضم اللجان المتشابهة لعدم التضارب والتركيز علي القضايا التي تناقش في تلك اللجان كذلك تم إستبعاد بعض الشخصيات من اللجان لأنه لم يكن لهم أي دور, وكذلك تم تشكيل لجنة جديدة وهي لجنة الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية وهذه اللجنة تضم مجموعة من العلماء من جامعة الأزهر كما أنهم أساتذة في اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية وعدد آخر من اللغات, كذلك قام المجلس في الفترة الأخيرة بطباعة عشرات الآلاف من الكتب التي نفذت, كما صدر عن المجلس منذ أيام موسوعة الإخلاق الإسلامية التي أعدتها نخبة من كبار الفلاسفة المعاصرين, كما صدر كتاب جوانب من سيرة النبي صلي الله عليه وسلم, وذلك ضمن أعمال لجنة السيرة والتاريخ التابعة للمجلس, وسوف يتم ترجمته إلي بعض اللغات الأجنبية, وكذلك تم افتتاح منفذي بيع لمطبوعات المجلس الأعلي للشئون الإسلامية, الأول بمقر جامعة الأزهر بالدراسة بجوار قاعة الإمام محمد عبده, والثاني بمقر كلية دار العلوم جامعة القاهرة بالدور الأول بجوار رعاية الشباب, وذلك في إطار جهودالمجلس لنشر ثقافة الإسلام الوسطية ولدينا بعض المنافذ بمحافظة الإسكندرية وسيتم قريبا تعميم هذه التجربة في جميع محافظات الجمهورية وخلال أيام سيتم افتتاح منفذ بيع بمدينة البعوث الإسلامية وكليات جامعة الأزهر بمدينة نصر, أيضا حققنا مبيعات كبيرة من خلال المشاركة في معرض الكتاب هذه العام, وسنبذل كل جهد من أجل تطوير عمل المجلس لخدمة الدعوة الإسلامية والمسلمين في الخارج. تم إلغاء ملتقي الفكر الإسلامي والذي إعتاد الناس عليه في رمضان فهل ستكون هناك بدائل للملتقي ؟ ملتقي الفكر الإسلامي كان يعقد كل عام أمام مسجد الحسين لكن في ظل الظروف الحالية تم إلغاء الملتقي وكان هناك إقتراح بأن يتم عقد الملتقي عبر سلسلة من الندوات واللقاءات لكن اتضح أن أهداف الملتقي لن تتحقق لأنه كان يخاطب العامة الذي يترددون عليه لمتابعة كبار علماء الدين ورجال الأزهر الشريف, لكن سيكون هناك اتفاق مع الدكتورعبد القوي خليفة محافظ القاهرة بأن يتم تخصيص مكان بجوار باب مسجد الحسين ليكون منفذا لبيع إصدارات المجلس لمدة16 ساعة يوميا طوال شهررمضان بأسعار رمزية, أيضا هناك معرض تقيمه وزارة الثقافة بشارع فيصل في شهررمضان وسيتم المشاركة في هذا المعرض بالإضافة لعقد الكثير من الدورات التدريبية للآئمة والدعاة بمقر المجلس, وكل هذه المشاركات ستكون تعويضا عن النشاط الخارجي للمجلس الذي كان يتمثل في معسكر الإسكندرية الذي لم يعقد هذا العام وكذلك ملتقي الفكر الإسلامي. وماذا عن دور المجلس في التواصل مع الأقليات الإسلامية في الخارج والخدمات التي تقدم لهم ؟ هناك جسورتواصل مع الأقليات الإسلامية في الخارج من خلال ترجمة إصدارات المجلس لعدد من اللغات الأجنبية وإرسالها عن طريق إدارة العلاقات الخارجية بالمجلس, ولدينا أيضا بالمجلس قسم رعاية الوافدين ويتم من خلاله رعاية الطلاب الوافدين وقيام المجلس بتوفير السكن لهم والإنفاق عليهم ومنحهم معونات شهرية وهناك مئات من الطلاب الوافدين الذين يقوم المجلس برعايتهم والانفاق عليهم, كما أن قسم التصدير والمكتبات يقوم بإرسال كتب المجلس بشكل دوري للخارج ونلبي جميع مطالب الدول العربية والإسلامية وأبناء الأقليات الإسلامية في الدول الغربية, ولدينا سيديهات في أركان الإسلام مترجمة بعدد من اللغات الأجنبية ويتم إرسالها بشكل مستمر للمسلمين في الخارج, وفي الفترة الأخيرة التقيت بعدد كبير من سفراء الدول العربية والإسلامية وهناك الكثير من خطوات التنسيق في هذا المجال, ويتم شهريا إرسال مجلة منبر الإسلام والإصدارات الشهرية للمجلس لجميع سفارات الدول العربية والإسلامية.