طريق المنصورة جمصة أو ما يطلق عليه رافد جمصة الجديد الذي يربط الطريق الدولي الساحلي بالدقهلية وباقي محافظات الجمهورية والذي تكلف نحو240 مليون جنيه انهار قبل3 سنوات من تنفيذه وأصبح من أسوأ الطرق السريعة التي تم انشاؤها في الفترة الأخيرة علي مستوي الجمهورية. وذلك بسبب تقاعس الشركات المنفذة عن إصلاح العيوب التي أصابت هذا الطريق الحيوي ورفض جهاز تعمير الساحل الشمالي تسلمه بشكل نهائي حتي أصبح طريقا بلا صاحب. فقبل10 سنوات تقريبا كان حلم ابناء الدقهلية ان يكون لهم طريق سريع ينقلهم إلي جمصة في أسرع وقت ممكن بدلا من طريقي المنصورة بسنديلة عمار وأبو النوم القديم الذي يخترق محافظة دمياط, وبالفعل تحقق هذا الحلم وبدأ العمل في الرافد الجديد في عام2004 بعد أن تم الاتفاق بين جهاز تعمير الساحل الشمالي و3 شركات مقاولات كبري علي تنفيذ المشروع بطول52 كيلومترا علي أن تقتسم هذه الشركات الطريق وتنفذ كل منها قطاعا من3 أجزاء بواقع قطاع لكل شركة إلا أن إحدي الشركات انسحبت من المشروع. لكن الأمر الغريب أن هذا الطريق بالرغم من مرور أقل من3 سنوات علي تنفيذه أصبح من أسوأ الطرق علي مستوي الجمهورية بسبب الاحمال الضخمة علي طبقة الأسفلت, مما أدي إلي حدوث تخددات وزحف لطبقات الرصف نتيجة الأحمال الزائدة علي الحمل التصميمي للطريق خاصة أن اسطول سيارات النقل الثقيل الذي يعمل في ميناء دمياط الجديد يتخذ من رافد جمصة وسيلة أساسية للانتقال إلي القاهرة والمحافظات بالاضافة الي اساطيل السيارات الخاصة بشركات البترول والسكر بمنطقة أبو ماضي بالدقهلية ورواد مصيف جمصة فضلا عن قيام أهالي القري الواقعة علي هذا الطريق بعمل عشرات المطبات الصناعية غير المطابقة للمواصفات الأمر الذي يؤثر علي سير السيارات التي تستخدم هذا الطريق الي جانب التسبب في وقوع حوادث الطرق خاصة أن هذا الطريق ربما يكون الوحيد علي مستوي الجمهورية الذي تم تصميمه وتنفيذه بدون طبان وكان من المفترض ان تهتم الشركتان بعمل طبان حتي لا تتوقف السيارات في نهر الطريق الأمر الذي يزيد من نسبة وقوع الحوادث وتوقف الطريق. وبالرغم من أن المحافظ الحالي صلاح الدين المعداوي قد خاطب وزراء النقل علي مدي الشهور الستة الماضية بضرورة نقل تبعية هذا الطريق من هيئة تعمير الساحل الشمالي الي الهيئة العامة للطرق والكباري لتكون للأخيرة الولاية عليه وإصلاح عيوبه إلا أن شيئا لم يحدث حتي الان ويرفض جهاز التعمير استلامه بشكل نهائي( وله الحق) إلا بعد إصلاح الشركتين جميع العيوب حيث لم تنته فترة الضمان.. ولا يزال الطريق حائرا بين الجهاز والشركتين المنفذتين فلا الجهاز يقبل استلام الطريق بصورته السيئة التي هو عليها حاليا ولا تقوم الشركتان بأية أعمال إصلاح لأن ذلك معناه تكبدها ملايين الجنيهات والمواطن هو المتضرر الوحيد من هذا الوضع الغريب.. ويري بعض المختصين في مجال الطرق أن يتولي جهاز التعمير تنفيذ الإصلاحات علي نفقة الشركتين أو قيامه بإصلاح هذا الطريق من موازنة الطريق الساحلي الدولي الذي يجري حاليا إعادة رصفه. وإذا كان ذلك هو حال طريق جمصة المنصورة من ناحية الرصف فإن حالته من ناحية الإنارة لا تقل سوءا حيث قامت الشركتان المنفذتان بتركيب أسوأ أنواع الأعمدة الكهربية المصنوعة من الفبر بدلا من الحديد المجلفن الأمر الذي جعل هذه الأعمدة عرضة للكسر والتحطم لدرجة أن المرحلة الأولي الممتدة من طلخا الي كوبري عمار بطول نحو17.5 كيلو مترا أصبح بها أكثر من60 عامود كهربائيا محطما.. ناهيك عن عدم وجود إضاءة ليلية في مسافة طويلة من المرحلة الثانية وعدم تشغيل إنارة المرحلة الثالثة الأمر الذي يؤدي إلي وقوع حوادث طرق يروح ضحيتها آلاف الأبرياء سنويا وحادث مصرع3 من أسرة واحدة في المصرف المجاور للطريق لايزال ماثلا في الأذهان.. فهل يتحرك أحد قبل فوات الأوان وقبل أن يروح ضحيته مئات الأبرياء ويزداد الطريق سوءا علي ما هو عليه الآن ويحتاج إلي تكاليف مضاعفة لإعادة رصفه وترميمه؟!