عندما انشأ إسماعيل فريد أول محافظ للدقهلية مصيف جمصة في عام1962 لم يكن الوصول إليه بالأمر السهل حيث لم يكن هناك سوي طريق واحد وهو طريق أبوالنوم القديم الذي يخترق محافظة دمياط. وكان علي الذاهب للمصيف أن يتوجه من طلخا إلي شربين ثم إلي نقطة مرور السلام وهناك يتجه يسارا حتي يصل إلي الركابية ومنها يدخل جمصة عن طريق مدخل قديم بعد عبور كوبري متهالك علي المصرف الرئيسي.. واستمر الوضع علي هذا الحال حتي تولي مسئولية العمل محافظا للدقهلية وأشار عليه البعض بالاستفادة من جسر طريق عمار جمصة بطول35 كيلومترا وهو جسر غير مؤهل ولم يكذب الشربيني خبرا بعد أن اقتنع بالفكرة ووجدها فرصة سانحة لتحويل مسار الطريق من أبوالنوم القديم إلي طريق يخترق مركزي شربين وبلقاس بدلا من دمياط واختصار المسافة إلي جمصة ونجح في انتشاء هذا الطريق وتعديله.. كما نجح في إقامة مدخل جديد للمصيف لايزال شاهدا علي جهوده المتميزة والتي يذكرها له شعب الدقهلية بكل خير حتي الآن.. غير أن هذا الطريق الذي كان يبدأ من طلخا ويمر ببطره ثم بسنديلة كان يسبب عنتا للمواطنين المتجهين إلي جمصة خاصة في فصل الصيف بسبب ضيقا الطريق أمام سنديلة والذي كان يمثل عنق زجاجة ضيق, مما كان يؤدي إلي تعطل حركة المرور بالساعات وحلا لهذه المشكلة تفتق ذهن المسئولين بالمحافظة إلي ضرورة الاستفادة من جسر مصرف آخر يقع بين مدينة المنصورة من ناحية الجنوب وكوبري عمار من ناحية الشمال بطول13 كيلومترا, وهي المسافة التي أطلق عليها فيما بعد المرحلة الأولي من رافد جمصة المنصورة وعندما تولي الدكتور أحمد سعيد صوان مسئولية العمل محافظا للدقهلية تبني هذه الفكرة ووقف وراءها حتي انتهت المرحلة الأولي تماما وبدأ العمل في المرحلتين الثانية والثالثة من كوبري عمار حتي جمصة.. ولكن العمل في هاتين المرحلتين سار ببطء السلحفاة وتسببت أعمال إنشاء الطريق في وقوع العديد من حوادث الطرق التي راح ضحيتها أبرياء.. إلي أن جاء اللواء سمير سلام محافظ الدقهلية فأعطي لهذا الطريق اهتماما غير مسبوق وراح يتصل بالمسئولين لدفع العمل بالطريق وتوفير الاعتمادات المطلوبة للانتهاء منه خاصة المهندس أحمد المغربي وزير الاسكان الذي دفع العمل بالرافد دفعة قوية وغير مسبوقة حتي أن الشركات المنفذة كانت تتسابق لإنهاء أعمال ازدواج الطريق قبل حلول فصل الصيف الحالي.. وقد شارف العمل في هذا الرافد الذي يربط المنصورة بجمصة ويختصر المسافة بينهما15 كيلومترا بالمقارنة بطريقي أبوالنوم القديم أو بسنديلة علي الانتهاء باستثمارات تزيد علي250 مليون جنيه. ولكن هذا الرافد لا يزال يشهد في كل يوم حوادث نزيف الأسفلت التي يروح ضحيتها مواطنون أبرياء وذلك ليس بسبب أعمال الرصف هذه المرة ولكنه بسبب عدم إنارة الطريق حتي الآن.. ورغم تركيب أعمدة كهرباء في المسافة الواقعة فيما بين المنصورة وكوبري عمار بطول13 كيلومترا والتي انتهي العمل منها بنسبة100% إلاأنه لم يتم اطلاق الكهرباء في لمبات هذه الأعمدة والغريب أن هذه المسافة قد شهدت خلال عام واحد تحطم أكثر من45 عامودا حتي الآن بسبب هذه الحوادث.. كما لاتزال المرحلتان الثانية والثالثة من كوبري عمار حتي جمصة بطول35 كيلومترا ينقصها تركيب الأعمدة في الجزيرة الوسطي.