لم تتوقف ظاهره التحرش بالفتيات والسيدات فى مصر هذا العام ولا تراجعت نسبة التحرش رغم القوانين التى تم تعديلها فى عام 2014 فمن خلال متابعة متأنية لمسارات هذه القضيه المجتمعية التى يعاقب عليها القانون من سنة الى 5 سنوات تبعا لكل حالة الا انها لم تحدث الردع المطلوب حتى يومنا هذا ،، بل ان نظرة الى اخر الأرقام التى رصدت حالات التحرش فى 26 يونيو الماضى مثلا اى فى اول يوم عيد الفطر المبارك تعكس لنا ضرورة التحرك لمواجهتها ومن ثم التصدى لها والقضاءعليها . فاننا لابد ان نتوقف عند عده نقاط مهمة: أولها: انه رغم وجود قوانين صدرت فى يونيو عام 2014، بمعاقبة المتحرش بالسجن بين ستة أشهر وخمس سنوات الا اننا مازلنا نواجه ثقافة مجتمع يرفض ذهاب الفتاة للإبلاغ عن المتحرش بزعم ان ذهابها لقسم الشرطة للإبلاغ بالجريمة يعرضها للفضيحة وقد يسيء الى سمعتها رغم انها هى المجنى عليها لكن أصوات التطرف ما تلبث ان تهاجمها بدلا من مهاجمة المعتدى عليها .. هذا بالاضافة الى ان المتحرش قد لا توقع عليه العقوبة المقررة فى القانون المصرى وأضف الى هذا ان صدور الاحكام يستغرق وقتا طويلا قد يدفع المجنى عليها الى عدم الابلاغ ، ثانيها: من الضرورى ان تقوم أسرة الفتاة او السيدة بدعمها فى قضيتها الا ان هذا لا يحدث الا فى حالات نادرة رغم انه دور ضرورى لأسرتها بدعمها فى التصدى للمتحرش والإبلاغ عنه ومقاضاته حتى تنال حقها فى عقاب المجرم،كما يتطلب ان تتحلى الفتاة او السيدة بشجاعة المواجهة مما يجعلنى اتوقف عند أحدث واقعة تحرش صدر ضدها حكم بالسجن 5 سنوات مؤخرا مما يجعلها بدايه قد تشجع الكثير من الفتيات والنساء المصريات على الابلاغ عن المتحرش وتوقيع عقوبه السجن المشدد عليه، حيث أصدرت محكمه جنايات القاهره حكما بالسجن 5 سنوات على سائق توك توك بتهمة التحرش بالصحفية الشابة هند عبد الستار بعد نحو سنه من التقاضى ، الحكم ب 5 سنوات فى رأيى قد يشجع المصريات على مقاضاة المتحرش، وكانت الصحفية الشابة قد تعرضت للتحرش بجوار منزلها وتمكنت من التقاط رقم التوك توك وشجعها والدها على الخوض فى رحله التقاضى الطويل . ثالثها : ضرورة نشر القيم المصريه الاصيلة والعودة للأخلاق الحميدة لمحاربة هذه الآفة المجتمعية التى من اسبابها انعدام التربيه فى البيوت وتدهور الأخلاق فى الشارع المصرى والجهل المنتشر. رابعها : ضروره تكثيف المراقبة الامنية فى شوارعنا لتأمين الحماية للفتيات حيث رأينا واقعة تحرش جماعى مؤسفة لفتاة من محافظه الشرقية فى مارس الماضى تتبعها مجموعه كبيرة من الشباب الفاشلين فى حى القوميه بمدينه الزقازيق ولم ينقذها الا حضور الشرطه وإطلاق أعيرة نارية لتفريقهم وتوصيل الفتاة الى منزلها فى سيارة الشرطة وتم القبض على مجموعة من المتحرشين وتم تحويل بعضهم الى النيابة للتحقيق معهم. خامسها : ان دور الاعلام أساسى وضرورى للتصدى وإحداث الردع المطلوب لدى افراد المجتمع والتوعية بالقانون الصادر فى 2014 وحتى يمكن القضاء على هذه الظاهرة المؤسفة والمتفشيه فى الشارع المصرى حيث ذكرت دراسة بالأمم المتحدة فى 2013 ان 9 من كل 10 مصريات قد تعرضت لشكل من أشكال التحرش، بالاضافة الى دور الدراما والفنون فى الارتقاء بالسلوكيات واحترام مكانه المراه، سادسها: ضروره بث القيم واحترام الآخر فى نظام التعليم المصرى وعودةالتربية فى المدارس وليس اقتصارها على التعليم فقط كانت المدارس فى وقت دراستنا تبث التربية والاخلاق واحترام الآخر وكانت تساعد البيوت فى بث مكارم الأخلاق والقيم الرفيعة . سابعها : لابد ان ننشر ثقافة التنوير واحترام المرأة، وان نوفر لها الحماية اللازمة فى الشارع فحتى الان ورغم القوانين فان المراة المصرية والفتاة لاتزال تعانى عدم ألامان فى أثناء سيرها فى الشارع نتيجة تدهور الأخلاق والعنف. لمزيد من مقالات مني رجب