انتشر خلال الأيام الماضية عدد كبير من حوادث التحرش وكان آخرها قصة سمية عبيد المعروفة ب«فتاة المول» التى تعرضت للتحرش أثناء تواجدها فى أحد المولات بمصر الجديدة، وتباينت الأقاويل حول الحادثة كما يحدث فى أى قضية تحرش ما بين أن الفتاة هى التى أخطأت حين مارست حريتها فى ارتداء الملابس التى تروق لها، وما بين تدنى أخلاق الشباب وتدخلهم السافر فى إيذاء الفتيات بالشوارع وتطور الأمر بالمتحرش هذه المرة إلى الاعتداء على الفتاة بالضرب والسب حين قامت بمواجهته أمام المارة وهددته باستدعاء أمن المول وقامت بتحرير محضر ولكن انتهى بخروج المتهم بكفالة100جنيه فقط. فى البداية تقول ضحى رحمى، عضو مركز النديم لتأهيل النساء ضد العنف، ما حدث بشأن حادثة فتاة المول هو تهاون واضح وصريح فى حق المرأة بشكل عام ومحاولة تعويقها لأخذ حقوقها فى المجتمع الذى تعيش به، ولابد من التركيز على تفعيل قانون التحرش بشكل أكثر ردعا يجعل المتحرش يفكر ألف مرة قبل القيام بهذ الفعل الشائن، والذى يعود على الفتاة بالايذاء النفسى. وأضافت: إن سن قانون مكافحة التحرش الجنسى خطوة إيجابية وأعطت العديد من الفتيات الأمل فى ممارسة حياة طبيعية دون خوف، وفى حال تعرضهن لأى إيذاء جنسى يكن وقتها قادرات على أخذ حقهن بالقانون الذى يضمن لهن الدفاع عن أنفسهن وممارسة حياة كريمة، ولكن لابد أن يطبق القانون بشكل فعلى وأن يكون أكثر فاعلية فى الحد من جريمة التحرش التى أصبحت آفة تهدد الفتيات داخل المجتمع المصرى. وطالبت ضحى بضرورة تفعيل الخطوط الساخنة التابعة لإدارة مكافحة جرائم العنف ضد المرأة التابعة لقطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية للمساهمة فى سرعة إنقاذ الفتيات عند الإبلاغ عن واقعة التحرش وذلك لأن كثيرا من الفتيات قد تتعرض للتحرش ولا تجد من يساعدها فى الإمساك بالمتحرش الذى يهرب فور أن يقوم بهذا الفعل الشائن والمخجل، وعلى المجتمع المدنى المساهمة فى مساعدة الفتيات بدلا من إيقاع اللوم عليها ومطالبتها بالتهاون ومسامحة المتحرش بزعم أنه لن يكرر هذا مرة ثانية. ومن جانبها، قالت «عبير البربرى»، عضو الجمعية العمومية لنساء مصر، إن الإعلام له دور كبير فى التصدى للتحرش ولكنه لا يمارس دوره بشكل صحيح وقد يمارس دوره بشكل خاطئ كما فعلت الإعلامية ريهام سعيد تجاه حادثة فتاة المول، حين قامت بإلقاء اللوم على الفتاة وعلى الملبس الذى ظهرت به بل وعرض صور خاصة من موبايلها الشخصى، فلابد أن يقوم الإعلام بدوره التوعوى للشباب بضرورة احترام مساحات الآخرين وعدم التعدى عليهم حتى ولو كان التعدى لفظيا لأن هذا يخلق عداء بين الفتاة والجنس الآخر مما ينعكس على المجتمع بشكل سلبى فى المستقبل وعليهم احترام المرأة وعدم التعدى عليها لانها من تقوم بإخراج الأجيال المستقبلية والشباب ولهذا لابد أن تتمتع بكامل حريتها داخل المجتمع وألا يمارس عليها أى ضغوط نفسية مثل الذى يحدث عند تعرضها للتحرش والعنف، لافتة إلى أن التحرش يحتاج إلى تكاتف جميع الجهود من توعية وخطاب دينى يحترم النساء وحقوقهن وتغيير مجتمعى شامل فى نظرته تجاه النساء. فيما أكدت ندا نشأت، مديرة وحدة البرامج بمركز قضايا المرأة، أنه على المجتمع بأكمله أن يواجه التحرش بداية من التربية فى الأسرة مرورا بالمدرسة ودور العبادة ووصولا للإعلام الذى يقع عليه الدور الأكبر فى التصدى للتحرش.