قليل من المهنية.. كثير من الانفلات الإعلامى.. هذا هو حال بعض قنوات الإعلام الخاص، بعد أن أصبحت وظيفة المذيع مهنة من لا مهنة له، وأتذكر هنا زمن الإعلام الجميل وبالتحديد إعلاميو ماسبيرو الذين تدربوا وتم اختبارهم على يد عمالقة ونجوم فى كل المجالات هم من أجازوهم للظهور على الشاشة، فلم يكن الأمر سهلا أو منفلتا لظهور المذيع على الشاشة كما يحدث الآن، بينما تغير الأمر ليظهر كل من «هب ودب» على الشاشة، وهى السنة التى سنتها القنوات الخاصة «فقط»، بينما لا يزال ماسبيرو هو الوحيد الذى لا يمكن أن يظهر على شاشاته إلا المؤهل والمدرب والذى تم اختباره لصبح مذيعا، وما عكس ذلك يحدث بشكل نادر. لم يكن غريبا أن تخرج علينا مذيعة بإحدى القنوات الخاصة لتمثل أنها تتعاطى الهيروين على الشاشة، ثم تؤكد للمشاهد أنه سكر بودرة.. وغير ذلك من التفاصيل التى تداولتها الصحف والمواقع بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة.. لم يكن غريبا أن تصل حالة الانفلات الإعلامى لهذا الحد الذى لم يتصوره عقل، فمادامت مهنة المذيع أصبحت مهنة من لا مهنة له، فلا تبحث عن المعايير المهنية والأخلاقيات وقيم المجتمع التى نتساءل يوميا عن افتقادها . وهنا أطالب بالتدخل الحاسم من المجلس الأعلى للإعلام برئاسة الكاتب الكبير والمخضرم مكرم محمد أحمد، وكذلك نقابة الإعلاميين برئاسة الإعلامى القدير حمدى الكنيسى، وأرى أنه ليس كافيا معاقبة مذيعة أخطأت فى حق المشاهد وشوهت مهنة المذيع بإيقافها لفترة ما عن الظهور على الشاشة، بل لابد من وضع أسس وضوابط للظهور على شاشات القنوات الخاصة، وأن تتم متابعة القنوات لحماية المشاهدين لتقديم إعلام يرتقى إلى اسم مصر، ويؤدى دورا وطنيا تحتاجه بلدنا فى هذه الآونة والمرحلة المهمة التى تتطلب إعلام «حرب» بمعنى الكلمة.. إعلام يقف مع الوطن. غالبية القنوات الخاصة تحتاج إلى تنظيم، ومن ثم أقترح أن يقوم الجلس الأعلى للإعلام بتشكيل مجموعة من اللجان لوضع آليات وضوابط للعمل الإعلامى وتطبيقها على كل القنوات. ربما لو حدث ذلك لن نشاهد مذيعة تتعاطى الهيروين على الشاشة! [email protected][email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى