إن مصر فى قلب ووجدان كل إماراتى وعربى لما لها من دور مشهود وملموس فى الدفاع عن قضايا الأمة العربية ودعم أواصر وحدتها وتضامنها. وتعد العلاقات المصرية الإماراتية تعد نموذجا يحتذى فى العلاقات البينية العربية، وأن الزيارة التى قام بها الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبي، تعكس حرصهما معا على الانطلاق قدما بآفاق التعاون بينهما. أظهر الاستثمار الاستراتيجى المبكر والثقة الإماراتية بالنظام السياسى فى مصر عمق رؤية القيادة فى الإمارات، وقدرتها على تشخيص عناصر القوة فى الشقيقة مصر فى وقت كان مهرجو إعلام الفتنة يسعون إلى الحط من قدر مصر ومحاصرتها ومعاملتها كشيء ثانوى فى المنطقة. الحضور المصرى اليوم فى حلف مواجهة الإرهاب وفتنة الإعلام الذى يأتينا للأسف من دولة عربية شقيقة، وأيضاً حضور مصر فى التوازن المصيرى الذى يتشكل ضد إيران، يعكسان محورية الدور المصرى ويزيل الغبار عن دولة رائدة ظلت تقود الفكر والثقافة والسياسة فى المنطقة فعمدوا إلى تهميشها. مصر لن تعود إلى الهامش وهاهم من أرادوا تهميشها يجدون أنفسهم مجرد حاشية فى أسفل كتاب تاريخ المنطقة. موقف دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً الداعم لجمهورية مصر وشعبها الشقيق وقيادتها السياسية ومؤازرة مصر وشعبها اقتصادياً وسياسياً هو خدمة للوطن العربى ككل، نستذكر هنا ما قاله ويقوله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مرارا أن وقفة دولة الإمارات مع مصر وقفة أخ لأخيه... وهى نابعة من محبتنا لمصر وليست كرها فى أحد.. مصر غالية علينا.. مصر مهمة لنا جميعا.. وهى نقطة اتزان فى العالم العربي.. ومهمتنا ومهمة إخواننا وأشقائنا، بل ومهمة العاقل فى العالم العربى هى الحفاظ على هذا البلد. المطلوب هو المزيد من التعاون ضمن تحالفات دولية قوية تضع إستراتيجيتها فى محاربة الإرهاب ضمن قناعات الخبراء والمختصين فى محاربة جذور الفكر الإرهابي، ومصادر تمويل الجماعات المتطرفة، وقطع الطريق أمام إمدادات إيران وطوابيرها وعدم السماح لها باستخدامها ذريعة لبسط نفوذها، وتحقيق أهدافها المدمرة. نجاح القضاء على الإرهاب يستوجب إستراتيجية دولية شاملة وجادة تعتمد على رؤية توافقية تعمل على محاربة جميع التنظيمات الإرهابية بدون تمييز، ومواجهة كل أبعاد الإرهاب فيما يتصل بالتمويل والتسليح والأبعاد السياسية والأيديولوجية، وتحديد مصادر دعم الإرهاب والقنوات التى يمر منها. فمن الضرورى كما قال البيان المشترك. وكما أعلن الرئيس المصرى وولى عهد أبوظبى عن الاتفاق على مكافحة تمويل الإرهاب والتصدى للمنابر الإعلامية الموالية له، فإن هذا الإعلان يأتى لمواجهة أنشطة الإرهاب والاتفاق على الآلية التى تجمع القوى الدولية، للعمل على القضاء على قدرة التنظيمات على تجنيد واستمالة عناصر جديدة وخاصة عبر الفضاء الإلكتروني. والجدية اليوم فى مكافحة الإرهاب تعتمد بشكل أساسى على كيفية التصدى لسياسات النظام الإيرانى ومحاصرته، باعتباره الداعم الرئيسى والمباشر لنشر الفوضى فى العراق وسوريا واليمن وتمويل الجماعات الإرهابية. إن زيارة الشيخ محمد بن زايد هى رسالة لكل عربى بان الإمارات ستعمل يدا بيدا مع المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية اكبر دولتين عربيتين. يدنا بيدهم نعادى من يعاديهما، ونقف صفا واحدا لمواجهة كل التحديات التى تهدِّد الأمن القومى فى الوطن العربي. رسالة دولة الإمارات واضحة ومباشرة: سنقضى على الإرهاب بالتحالف مع الأشقاء. لمزيد من مقالات مهرة سعيد المهيرى