بسبب ارتفاع درجات الحرارة يعمد بعض الصائمين إلى تكرار الاستحمام، فهل يبطل ذلك الصيام؟ وما حكم من أصابه القىء أو قام بنقل الدم لضرورة صحية؟ أجابت دار الإفتاء: إن القيء الذى يُغلب الإنسان أثناء صيامه، والتبرد بالماء بسبب الحر، ونقل الدم لا تبطل الصوم. وأنه إذا غلب القيءُ الصائم من غير تسبب منه لذلك فصيامه صحيح ولا قضاء عليه، ولكن عليه ألا يتعمد ابتلاع شيء مما خرج من جوفه، وألا يُقصِّر فى ذلك، فإذا سبق إلى جوفه شيء فلا يضره. ومن تعمد القيء بنفسه فإن صومه يفسد ولو لم يرجع شيء منه إلى جوفه، وعليه أن يقضى يومًا مكانه، لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم : «مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ». ويجوز التبرد والاغتسال بالماء للتخفيف من حر الصيف؛ لِمَا رُوِى فى الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة وأم سلمة رضى الله عنهما «أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ جُنُبًا فِى رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ حُلُمٍ، فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ». ولِمَا أخرجه الإمام مالك وأبو داود من طريق أبى بكر بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِالْعَرْجِ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ مِنَ الْعَطَشِ أَوْ مِنَ الْحَرِّ). وعلى الصائم أن يحرص على عدم دخول الماء إلى جوفه من الفم أو الأنف، فإذا حصل دخولُ جزء من الماء فى الجسم بواسطة المسامِّ فإنه لا تأثير له؛ لأن المُفطِّر إنما هو الداخل من المنافذ المفتوحة حسًّا للجوف كما سبق. أما عن نقل الدم أثناء الصوم فذكرت الفتوى أن جمهور الفقهاء قالوا: إنه لا يبطل الصوم، لأن الفطر مما دخل لا مما خرج، لكن بشرط أن يأمن الصائم على نفسه الضعف أو الضرر.