نحن نحتاج إلى الأمل بأكثر من احتياجنا لأى شيء آخر فى هذه المرحلة الصعبة والدقيقة لأن الأمل هو الجسر الضرورى للعبور من شواطيء اليأس والإحباط إلى آفاق التفاؤل والرجاء وربما يكتسب هذا الكلام أهميته من توافق توقيت اليوم 5 يونيو بعد مرور 50 عاما على هزيمة 1967 مع ذكرى انتصار العاشر من رمضان فى 6 أكتوبر 1973. أتحدث عن الحاجة إلى جرعات مكثفة من الأمل استنادا إلى ورشة العمل المصرية المنتشرة فوق أرض الوطن والتى هى فى حد ذاتها بمثابة جسر متين سوف يساعدنا على تخطى وتجاوز المتاعب والآلام المرحلية والعبور باتجاه مستقبل أفضل بمثل ما نجحت جسور الأمل فى تضييق الزمن بين 5 يونيو و10 رمضان. نحن بحاجة إلى الأمل المستمر من صدق الضمائر حتى نوفر العزم والإرادة ونستجمع طاقات الوطن مثلما فعلت شعوب كثيرة غيرنا من قبل فى أوقات الأزمات والمحن التى تتطلب من المعنويات بأكثر من الماديات وعدم التوقف أمام لغة الأرقام والحسابات فقط. صناعة الأمل لا علاقة لها بصناعة الأوهام لأنها لا تجافى الحقائق وإنما تستند إليها فى مواجهة ما يطن فى الآذان من تأويلات وتفسيرات يمكن أن تضلل الناس وتدفع بهم إلى الاستسلام لليأس والقنوط. الأمل المطلوب الذى نحتاجه أبعد ما يكون عن السراب الخادع لأن الأمل لا ينطلق ولا ينتشر لكى يحدث مفعوله وتأثيره فى النفوس إلا إذا كان مبنيا على حقائق يراد طمسها أو تغييبها خلف ضباب الأكاذيب والإشاعات وسائر أسلحة الحرب النفسية. إن الأوقات الصعبة فى تاريخ الأمم لا تحتاج فقط إلى المكاشفة والمصارحة ووضع النقاط على الحروف وإجادة استخدام لغة الأرقام وإنما تحتاج أيضا إلى نثر بذور الأمل… ولنا فى دروس نصر 10 رمضان الكثير والكثير مما يؤكد أهمية سلاح الأمل الذى كان هو جسر العبور من خنادق النكسة إلى ضفاف النصر. خير الكلام: بيت يخلو من الأمل مثل مصباح لا ينير ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;