أظن أن تداعيات الأحداث فى المشهد الراهن تحتم علينا أن نراجع أنفسنا بصفة مستمرة دون تصلب فى الرأى أو تطرف فى السلوك بحيث لا يضيق أحد بنقد ولا يتصور أحد أنه فوق المساءلة لأن أوضاعنا الصعبة تفرض علينا التوافق على صيغة تجمع بين الديمقراطية والمسئولية الجماعية التى تجعل من النقد والمساءلة حقا أصيلا وواجبا ملزما من أجل تصحيح الأخطاء وتفادى تكرار وقوعها فضلا عما يمكن أن توفره هذه الصيغة من «روشتة» وقائية تمكن المجتمع من توفير القدرة اللازمة لمواجهة المشاكل والأزمات قبل استفحالها ومعالجة أوجه القصور قبل تراكمها! أتحدث عن مبادىء وخطوط عامة ينبغى أن نسترشد بها جميعا وأولها: تجنب ادعاء الكمال أو العصمة فى أى عمل نقوم به وثانيها: تجنب الوقوع فى خطيئة الوهم بأنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان وإنما ينبغى أن نستمع إلى كل الآراء والاجتهادات مادام أن الطرح والاجتهاد يجيء مستندا إلى الموضوعية وغنيا بالبدائل المتاحة والخيارات الممكنة. إننا نعيش عصرا لا يتحمل سياسات تبيع أوهام الرخاء الخادع أو تعتمد على إنتاج المزيد من حقن التخدير الوقتية وعلينا ضرورة وسرعة الإدراك بأن الطريق إلى التقدم طريق طويل يحتاج إلى جهد شاق يستند إلى إرادة سياسية صلبة لإسقاط الأغلال والقيود التى تكبل انطلاق الوطن نحو غاياته وتحول دون سرعة استعادة الدولة عافيتها حتى تتمكن من حسن استغلال مواردها وتفجير طاقات أبنائها. ولن يكون بمقدورنا أن نتغلب على أوضاعنا الاقتصادية الصعبة دون انتهاج سبيل المصارحة والمكاشفة مهما تكن مرارة المصارحة وقسوتها لأن الرأى العام فى مصر هو الركيزة الأساسية لدعم كل قرار يعيد بعث روح العمل والإنتاج فى شتى مرافق ومؤسسات الدولة بالمال والفكر والجهد تحت رايات الاطمئنان للحاضر والأمل فى المستقبل. ولم أشأ أن أدخل فى تفصيلات وعناوين لقضايا محددة لأن الحيز لا يتسع ولأننى لا أزعم أننى أمتلك خبرة الإفتاء فى قضايا وأمور لها خبراؤها المتخصصون ولكننى فقط أردت أن أبعث برسالة إلى الرجل المهذب الفاضل المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء وأعضاء حكومته الموقرين حول مشاعر وانطباعات من قلب الشارع المصرى الذى مازلت حريصا على التواصل معه فى الريف والحضر على حد سواء.. وتحيا مصر! خير الكلام: من يحتمل الأهوال يقدر على صعود الجبال ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله