أصيب فلسطينيان، الجمعة، برصاص جيش الاحتلال خلال اقتحامه بلدتين في الضفة الغربيةالمحتلة. جاء ذلك في وقت صعّد فيه مستوطنون من اعتداءاتهم عبر تجريف أراض زراعية، ونصب بؤر استيطانية متنقلة، وإضرام النار في أراض فلسطينية، وفق وكال الأناضول. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، بإصابة شاب (23 عامًا) بالرصاص الحي في الظهر، خلال اقتحام جيش الاحتلال بلدة سعير، شمال شرق مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، وجرى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. وقال شهود عيان، إن قوات جيش الاحتلال اقتحمت البلدة وداهمت مسجد العيص القديم، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان، أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي، وأُصيب الشاب في محيط المسجد قبل أن يُنقل إلى مركز صحي بالبلدة ثم إلى المستشفى. وفي بلدة تقوع قرب مدينة بيت لحم جنوبي الضفة، ذكرت الجمعية أن شابا (19 عامًا) أُصيب بالرصاص الحي في الفخذ، عقب اقتحام الجيش الإسرائيلي للبلدة. وقال الناشط المحلي محمد البدن، إن قوات جيش الاحتلال أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت، واحتجزت المصاب لبعض الوقت قبل أن تسلمه لطواقم الهلال الأحمر. في السياق ذاته، واصل المستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم في أنحاء متفرقة من الضفة، إذ قاموا بتجريف أراضٍ ونصب بيوت متنقلة شرق مدينة بيت لحم، وأضرموا النار في أراضٍ زراعية شمال شرق مدينة رام الله (وسط)، وهاجموا منازل ومركبات شمال مدينة أريحا (شرق). وقال مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان حسن بريجية، إن مستوطنين جرفوا أراضي في بلدة بيت تعمر شرق بيت لحم، ونصبوا فيها بيوتا متنقلة (كرافانات). وفي شمال شرق رام الله، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن مستوطنين أضرموا النار في أراض زراعية بمنطقة مرج الذهب قرب قرية المغير، ما أدى إلى احتراق مساحات واسعة. كما عرقل مستوطنون عودة سكان تجمع نبع العوجا البدوي شمال أريحا إلى منازلهم، وهاجموا مركباتهم بالحجارة، ما تسبب بأضرار فيها، حسب الوكالة. وقرب الموقع ذاته، هاجمت مجموعة من المستوطنين منزل المواطن فرج عواد سليمان في تجمع عرب المليحات شمال أريحا، واعتدوا عليه برش غاز الفلفل، ما تسبب له بإصابات واختناق، وأثار الرعب في صفوف عائلته، بحسب بيان للمشرف العام على منظمة "البيدر" حسن مليحات. ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية)، نفذ المستوطنون 860 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025. ووفق تقارير فلسطينية، فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية. وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدسالشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 962 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألف فلسطيني، وفق معطيات فلسطينية. وتواصل إسرائيل حرب إبادة واسعة ضد فلسطيني قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.