تعاني مصر فجوة في حجم إنتاج الأعلاف سنويا تتراوح بين 40 و50%، لذا تعتمد بشكل كبير على استيراد العلف من الخارج مثل الذرة الصفراء وفول الصويا والعديد من المكونات الأخرى التى تشكل جزءًا من الأعلاف الحيوانية والداجنة من البرازيل والأرجنتين وأوكرانيا، ما يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على خزانة الدولة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف في الأسواق العالمية والتقلبات التى تؤثر سلبًا على تكاليف الاستيراد . ◄ تقلل من الآثار البيئية السلبية أحد الحلول المقترحة لسد الفجوة العلفية -بجانب زيادة الإنتاج المحلي- هو اللجوء إلى البدائل غير التقليدية، ومن بينها استخدام الطحالب، لا سيما طحالب «الكلوريلا» التى تعتبر مكونًا غذائيًا واعدًا فى مجال إنتاج الأعلاف . ويشهد العديد من دول العالم اهتمامًا متزايدًا بإدخال الكلوريلا كجزء من استراتيجيات تغذية الثروة الحيوانية، ومن بينها اليابان التى تعتبر من الدول الرائدة فى زراعة واستخدام طحالب الكلوريلا، التى يتم استخدامها كمكمل غذائى فى أعلاف الأسماك والحيوانات الأخرى، وأيضًا فى الولاياتالمتحدة، يتم إجراء العديد من الدراسات حول كيفية استخدام الكلوريلا كعلف للحيوانات، وبشكل خاص الأبقار والماعز. ◄ طحالب خضراء يقول الدكتور محمد سعيد وكيل كلية الثروة السمكية بجامعة السويس، إن الكلوريلا نوع من الطحالب الخضراء أحادية الخلية التى تعيش فى المياه العذبة وتتميز بلونها الأخضر الداكن بسبب احتوائها على نسبة عالية من الكلوروفيل، وهى معروفة بقدرتها على التكاثر السريع فضلًا عن خصائصها الغذائية الغنية. والموطن الأساسى لزراعة طحالب الكلوريلا هو شرق آسيا، خاصة فى اليابان، والصين، وتايوان، ورغم اكتشاف الكلوريلا لأول مرة فى أواخر القرن التاسع عشر فى هولندا، فإنها أصبحت شائعة كمصدر غذائى ومكمل صحى فى آسيا بسبب فوائدها الغذائية الكبيرة، واليوم يتم إنتاجها أيضًا فى بعض الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة، لكن الدول الآسيوية لا تزال المنتج الرئيسى لها. ◄ الزراعة والتخزين تتم زراعة الكلوريلا فى بيئات مائية مخصصة فى أحواض مفتوحة وهى عملية دقيقة تتطلب تحكمًا فى الظروف البيئية والمغذيات لضمان نموها الأمثل، ثم يتم الحصاد عندما تصل كثافة الكلوريلا ل2 جرام/لتر (عادة بعد 7-10 أيام)، فيتم فصلها عن الماء عن طريق الترسيب بإضافة مواد كيميائية مثل الشبّة لتجميع الخلايا، أو الطرد المركزى عبر أجهزة خاصة لفصل الخلايا سريعًا. ويمكن تخزين الكلوريلا فى شكل مسحوق أو أقراص فى عبوات زجاجية أو بلاستيكية معتمة محكمة الإغلاق لحمايتها من الهواء، ثم توضع فى مكان لا تصله أشعة الشمس المباشرة فى درجة حرارة مثالية للتخزين أقل من 25 بعيدًا عن مصادر الرطوبة لمنع تكوّن العفن أو التكتل. ويشير إلى بعض الدراسات على أسماك البلطى النيلي، توصلت إلى نتيجة مفادها أن إضافة 10% كلوريلا للعلف أدى لزيادة معدل النمو بنسبة 20%، وفى أسماك السلمون، أدت إضافة 15% لتحسين لون اللحم، أما فى إنتاج الجمبري، فأدت إضافة 5% منها لتقليل معدل الوفيات الناتج عن العدوى البكتيرية. ◄ د.أحمد سليمان: إنتاجها يتراوح بين 17 و20 طنا للفدان ◄ حجم الإنتاج فيما يقول الدكتور أحمد سليمان أستاذ ورئيس قسم بحوث تغذية الحيوان بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع مركز البحوث الزراعية: يقدر حجم المحصول السنوى الذى يمكن إنتاجه من الكلوريلا بحوالى 17-20 طنًا للفدان 30 إلى 50% منها بروتين يحتوى على الأحماض الأمينية الأساسية اللازمة للنمو والتغذية. ◄ فوائد الكلوريلا ويوضح الدكتور سليمان الفوائد المتعددة لاستخدام الكلوريلا كعلف، من بينها أنها قد تساعد على تخليص الجسم من السموم العصبية والمعادن الثقيلة مثل الزئبق، والرصاص التى قد تتسلل إلى الجسم من خلال تناول الطعام الملوث، ورغم أن التعرض لكميات ضئيلة من المعادن الثقيلة قد لا يلحق الضرر بالكائن الحى، فإن تواجد كميات كبيرة منها فى الجسم قد يكون له عواقب خطيرة، مثل تلف الأعضاء، والإخلال بالاتزان الهرموني، والكلوريلا تقوم عند تناولها بالارتباط بجزيئات السموم ومنع امتصاص الجسم لها عند دخولها إليه مع الغذاء وتخليص القناة الهضمية والكبد منها. من جانبها، توضح الدكتورة هانم الشيخ أستاذة تدوير المخلفات وخبيرة البصمة الكربونية بمركز البحوث الزراعية، أن إدخال الكلوريلا فى علائق الحيوانات يمكن أن يسهم بشكل كبير فى سد فجوة الأعلاف بنسبة 15% من الاحتياجات المحلية فى النظام الإنتاجى الحيوانى. وإلى جانب ميزات طحالب الكلوريلا وتأثيرها الإيجابى على جودة إنتاج اللحوم والحليب، فإن لها دورًا كبيرًا فى تقليل التأثيرات البيئية السلبية من خلال رفع كفاءة الهضم وعمليات التمثيل الغذائي، ما يساعد على تقليل انبعاثات غاز الميثان.