لم يعترف الإعلام المصري حتي الآن بالدكتور محمد مرسي رئيسا رغم اليمين الدستورية التي أقسمها واحتفالات المحكمة الدستورية العليا وجامعة القاهرة والقوات المسلحة.. الإعلام المصري الخاص والحكومي لم يعترف بأصوات الناخبين التي حصل عليها الرئيس مرسي امام هذا الموقف المريب لم يكن غريبا ان تتحول جميع الفضائيات تقريبا إلي منصات لإطلاق الشائعات الكاذبة علي الرجل ابتداء باللجنة الخاصة لابنه في الثانوية العامة وانتهاء بهدية المفكر التونسي الغنوشي والتي قدمها ابن الرئيس في مطار القاهرة واتضح ان شيئا من ذلك لم يحدث.. بعض المنصات الأخري تخصصت في شتيمة الرجل والإساءة إليه بأحط الكلمات بذاءة وسوقية من أشخاص لم نسمع عنهم من قبل يحملون لقب إعلامي وكانوا يقبلون أقدام وأصابع أي مسئول فاسد في العهد البائد والأكثر من ذلك كله تلك الحملة الظالمة التي تقول إن أمريكا هي التي جاءت بالرئيس مرسي إلي منصب الرئيس وكأن المؤسسة العسكرية والقضاء المصري ووزارة الداخلية يتلقون التعليمات من البيت الأبيض والبنتاجون وليست هناك حكومة مصرية مسئولة من واجبها الآن ان ترد علي هذه الإدعاءات إن مثل هذه الأقاويل لا تسيء فقط لرئيس الدولة المنتخب ولكنها إساءة للدولة المصرية بكامل مؤسساتها وإساءة لتجربة مصرية وليدة في الديمقراطية.. إذا كان الشعب المصري قد أسقط حكم الرئيس السابق فإن الواضح الآن ان الإعلام المصري يتحدي إرادة الشعب ويريد إعادة فلول العهد البائد ومواكب الفساد. إن القضية ليست الأن شخص د. محمد مرسي ولكنها قضية المنصب الرفيع في الدولة المصرية وتواطؤ الإعلام بكل فصائله ضد الشعب ومؤسسات الدولة انا لا أعرف د. محمد مرسي ولم ألتق به في حياتي ولا أتصور انه فوق النقد وانا شخصيا احمل تاريخا طويلا في انتقاد وكشف جرائم النظام السابق وهو في عنفوانه وأنتمي لمدرسة صحفية تحارب الفساد وتطارد المفسدين وما يحدث مع رئيس مصر الجديد الذي لم يكمل في منصبه عشرة ايام لا يدخل في نطاق كشف الحقيقة أو النقد البناء ولكنه محاولة رخيصة لإعادة عقارب الزمن للوراء. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة