لا أتصور أن ينتقل ميدان التحرير إلي ساحة القصر الجمهوري في مصر الجديدة.. بدأت مواكب البشر تتدفق نحو مقر الرئيس محمد مرسي كل واحد له مطالب ابتداء بالمطالب الفئوية وإنتهاء بالمطالب الفردية.. وكل فريق يعلن العصيان و يطلب مقابلة الرئيس ابتداء بطالبي الوظائف وإنتهاء بطالبي العفو عن متهم أوسجين.. لقد قرر الرئيس الجديد ان يفتح ابوابه للشعب وهذا أمر محمود أن نجد رئيسا لديه استعداد ان يلتقي بالناس ويسمع منهم ويتحدث إليهم.. فقد إعتدنا زمنا طويلا ان نري كبارالمسئولين و الوزراء علي شاشات التلفزيون فقط وكنا نراهم في أحلامنا وهواجسنا المزمنة وهم يسكنون أبراجهم العاجية التي شيدها الأمن والإعلام والحاشية.. ولا شك ان إقتراب الحاكم من أبناء شعبه شيء يستحق التقدير والإشادة ولكن ان يتسلق الناس علي ابواب القصر الجمهوري ويتحدثون مع الحراس ويهتفون ويصرخون ويرفعون مطالبهم للمسئولين في مكتب الرئيس فهذه أشياء تحتاج إلي ضوابط.. وقد تقرر أخيرا إنشاء ديوان للمظالم يكون ملحقا بأحد المؤسسات التابعة لرئاسة الجمهورية وربما كان من الضروري ان يكون قريبا من وسط القاهرة وان يكون به أكثر من فرع حتي يسهل علي المواطنين الوصول إليه..ويبدو ان للمظالم تاريخ طويل في حياة المصريين بدأ مع شكوي الفلاح الفصيح في التاريخ الفرعوني و كان ديوان المظالم من المؤسسات المهمة في مصر منذ العهد الملكي حيث يتوافد المواطنون بما لديهم من المطالب والشكاوي ويلقاهم المسئولون في هذا الديوان بالترحيب والمودة وتحال الشكاوي إلي جهات الاختصاص مع متابعة دقيقة وحاسمة لكل ما يحدث بعد ذلك..لا أعتقد ان وقت رئيس الدولة سوف يسمح بعد ذلك باستقبال كل هذه الوفود والرد علي كل هذه المطالب أو ان يعمل وسط المظاهرات التي تحاصر مكتبه..وحتي لا يقال إن إسلوب الرئيس قد تغير مع الناس فيجب ان يتم الإسراع بإنشاء هذا الديوان بشرط ان يتبع رئيس الدولة وان يتم إختيار شخصية علي درجة عالية من الكفاءة والتميز لتكون همزة الوصل بين احلام الرئيس في التواصل مع المواطنين والحرص علي تحقيق مطالبهم. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة