إذا كان وجود أعداد كبيرة من أصحاب الشكاوي يشكل ظاهرة طبيعية, في ظل تراكم مشكلات عديدة طوال السنوات الأخيرة بدون حل, فإن التعامل المنظم مع هذه الظاهرة هو السبيل الوحيد لمواجهتها وحل مشكلات الجماهير. من هنا تكتسب فكرة إنشاء ديوان للتظلمات يبدأ بمكتبين لتلقي شكاوي المواطنين في القصر الجمهوري بعابدين وقصر القبة أهمية كبيرة, لتسهيل التواصل مع أصحاب الشكاوي والعمل علي حلها. لكن هذا المشروع لن يحقق أهدافه إلا بمجموعة من الإجراءات, حتي لا نكرر تجربة ديوان المظالم الذي أنشأه الرئيس الراحل أنور السادات ولم يستمر طويلا, من أهمها نشر مكاتب تلقي الشكاوي في جميع المحافظات وعدم الاقتصار علي القاهرة فقط, والاستعانة بمندوبين من جميع الوزارات كضباط اتصال بين مكاتب تلقي الشكاوي والأجهزة التنفيذية, مع تحديد مدي زمني للرد علي كل شكوي. وفي هذا السياق, يبرز دور منظمات المجتمع المدني والنقابات والأجهزة الشعبية المحلية, في متابعة المشكلات المختلفة وسبل حلها, في جهد يتكامل مع الأجهزة التنفيذية لتحسين الأحوال المعيشية للجماهير. ويجب ألا يقتصر دور الجهاز الجديد علي متابعة الشكاوي التي يتلقاها من المواطنين مباشرة فقط, وإنما عليه أيضا متابعة القضايا والشكاوي التي تنشرها وسائل الإعلام المختلفة, والتي تقدم صورة مباشرة لما يجري في المجتمع, وبذلك يتكاتف الجميع من أجل مصرنا العزيزة.