تراجع النظام التعليمى خلال السنوات الماضية بدرجة كبيرة فى جميع المراحل التعليمية يرجع لأسباب متعددة منها مستوى المناهج الدراسية وعدم مواكبتها للمعارف الحديثة، وأصبحت الثانوية العامة شهادة غامضة ومليئة بالألغاز والذى يؤكد سوء نظام التعليم كنتيجة طبيعية لسوء إدارة العملية التعليمية حتى أصبح المعلم العنصر الأهم فى العملية التعليمية لا يهتم إلا بالدروس الخصوصية. وحول مشاكل المناهج الدراسية فى المدارس تشير الدكتورة أمانى عبد الفتاح بيومى مدرس الطب الشرعى والسموم بكلية طب قصر العينى إلى انه للوصول إلى تعليم متميز يجب أولا إزالة الحشو من المناهج وتنمية مهارة الطلاب فى كيفية الحصول على المعلومة بأسلوب علمى يعتمد على التفكير والتدقيق وتحليل منطقى ومن ثم التطبيق وليس الحفظ والتلقين وربط كل ما يدرس فى المواد العلمية أو الأدبية أو حتى التربية الإسلامية واللغات بالمجتمع، وحث الطالب على الاطلاع والقراءة فى المجالات التى يحبها حتى تنمى قدراته التخيلية والإبداعية والابتكارية وأن تنمى المناهج روح المواطنة وحب المجتمع ككل دون تمييز حيث أن هناك دراسة صادرة عن منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية رسمت صورة قاتمة لجودة قطاع التعليم فى الدول العربية ونبهت إلى أنه ما دامت الجودة ضعيفة فى المدارس العربية التابعة للقطاع العام، فإن قدرات هذه الدول على تحقيق نسب كبيرة للنمو الاقتصادى والرفع من ناتجها الداخلى العام ضعيف. وتضيف الدكتورة ايمان محمد عبد الوارث أستاذ المناهج وطرق التدريس المساعد بكلية البنات جامعه عين شمس أن المعضلة الأساسية فى تطوير المناهج انها تتم من خلال الحذف والإضافة أو الإلغاء وكلها تسير فى اتجاه واحد التركيز على الكم وليس الكيف والذى يعزز هذا الفكر فى عملية تطوير المناهج كعملية التقويم والتى تقوم على قياس كم المعارف التى اكتسبها الطالب دون النظر إلى المهارات وأن تطوير المناهج جزء من منظومة متكاملة لابد من إعادة مراجعتها. وأشارت إلى انه فى ظل الظروف والتحديات التى يشهدها المجتمع المصرى وخاصة بعد ثورتى 25يناير و30يونيه ينبغى أن يكون التركيز فى عمليه تطوير المناهج على إكساب الطلاب فى مختلف المراحل التعليمية مرجعية معرفية ومفاهيم مهارية قيمة ومن ثم تكوين ثوابت وطنيه لدى الطلاب من خلال تنمية أنماط مختلفة من الوعى السياسى والثقافى الفكرى والسياحى وغيره واكسابهم مهارات تفكير متنوعه إبداعية ناقدة وابتكارية وغرس وتنميه منظومه القيم وإصلاح المنظومة الإدارية بداية من الوزير وحتى مدير المدرسة.