انطلقت الدورة الأولى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب عام 1969، وذلك بعد عامين فقط من نكسة يونيو عام 1967، وكانت الظروف السياسية بالغة السوء، ولكن وزير الثقافة، آنذاك، ثروت عكاشة قرر إنشاء هذا المعرض، وذلك خلال احتفال القاهرة بمرور ألف عام على بنائها، وعهد إلى د. سهير القلماوى بتنفيذ الفكرة.وقد أقيم المعرض الأول فى أرض المعارض القديمة بالجزيرة، وسددت الدول المشاركة فيه 30 ألف جنيه مقابل مساحات العرض، حيث كان سعر تأجير المتر فى المعرض عشرين جنيها فقط. وتم التعامل مع انطلاق المعرض بشكل سياسى إلى حد كبير؛ فبينما رأى أصحاب فكرة انطلاقه أن الثقافة وتبادل الخبرات المعرفية من وسائل مواجهة العدوان الصهيونى على أراضينا، إذا بإسرائيل تعلن وضع الناشرين الأجانب الذين أعلنوا مشاركتهم بالمعرض فى القائمة السوداء، ومنع ما يصدرونه من كتب ومؤلفات من التداول فى الأسواق الإسرائيلية، لذلك فلم يكن غريبا أن تحمل افتتاحيات الصحف يومها كلمات السعادة لانطلاق الحدث الذى أقلق مضجع العدو، فخرجت الصحف تقول: «اليوم يفتتح أول معرض دولى للكتاب فى الشرق الأوسط بأرض المعارض بالجزيرة.. بعد أن نجحنا فى شل يد الصهيونية العالمية التى ظلت تعمل للحيلولة دون إقامته».