◙ آلاف من الطلاب يدرسون اللغة العربية ومنهم من حصلوا على درجتى الماجستير والدكتوراه ◙ القضايا التعليمية والبحثية والاقتصادية ومواجهة الإرهاب ومستقبل الشباب على مائدة الملتقى ◙ الصينيون: مكانة مهمة لمصر فى العالم العربى والقارة الإفريقية وقوة لا يستغنى عنها
فى ختام العام الثقافى المصرى الصينى 2016 أقامت جامعة بكين للدراسات الأجنبية ملتقى للحوار الفكرى شاركت فيه مجموعة من العلماء وأساتذة الجامعات والمثقفين والصحفيين والإعلاميين «عبر طريق الحرير» تناول الواقع والمستقبل فى التعاون التعليمى والبحثى والثقافى بين الدولتين ومبادرة «الحزام والطريق» للعرب والصين والتعاون الاقتصادى والتجارى والتعاون الإعلامى وبناء جسر الترابط الشعبى بين وسائل الإعلام المصرية ووكالة أنباء شينخوا الصينية ومستقبل الشباب وفرص العمل. وتناول الحوار من جانب المصريين المشاركين الأزمات الاقتصادية وقضية الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط والعالم ومواجهته ودور الشباب تجاه المستقبل ومصر والتحديات والحفاظ على أمن وأمان المواطن ودور القوات المسلحة فى حماية الحدود والمرحلة الانتقالية والقرارات الاقتصادية والاستثمار ودور المجتمع فى تحمل الصعوبات. والتقينا خلال الملتقى طلاب صينيين يتحدثون اللغة العربية بطلاقة بل يدرسونها فى جامعة بكين وأعدادهم تصل إلى الآلاف ومنهم من حصل على درجة الدكتوراه ومن فى سبيله للحصول عليها وشبابا يكافح ويجاهد من أجل النجاح فى عملهم بجانب المشاركة فى العمل الخيرى والأهلى فى كل المجالات. كما استقبل الوفد الصحفى المصرى بمطار بكين بالورود السيد جونج مينج رئيس جمعية طريق الحرير الصينية الذى أكد اهتمام الجمعية بإقامة المشروعات المختلفة بمصر فى كل المجالات ووفقا للخريطة الاستثمارية فى مصر حيث تضم الجمعية العديد من رجال الأعمال الذين لديهم رغبة فى الاستثمار فى مصر بجانب لقاء بأعضاء السفارة المصرية والمستشار معتز مصطفى نائب السفير ببكين . وخلال حوار مع عدد من رجال الأعمال الصينيين وزيارة للجمعية أكدوا رغبتهم فى عمل العديد من المشروعات ولكنهم ليس لديهم معلومات كافية عن احتياجات مصر من المشروعات والاحتياجات حيث أكد الوفد المصرى أن هناك اصلاحا اقتصاديا وقانونا جديدا للاستثمار ورغبة مصرية ومناخا جديدا للاستثمار. وأكد الدكتور يان قوه هوا نائب رئيس جامعة بكين الدراسات الأجنبية أن ملتقى الحوار الفكرى الصينى المصرى عبر «طريق الحرير» تمت إقامته بدعم كبير من وزارة التعليم العالى والبحث العلمى المصرية ومن المكتب الثقافى المصرى لدى الصين، وبحضور ستة صحفيين بارزين من وسائل إعلام رئيسية مصرية، والمستشار وان يونغ تشاو فى إدارة غربى آسيا وشمالى إفريقيا بوزارة الخارجية الصينية، وشريف هاشم المستشار السياسى بالسفارة المصرية لدى الصين، والدكتور حسين إبراهيم المستشار الثقافى المصرى، وخبراء وعلماء وأساتذة جامعات صينيين، وتصادف هذه السنة الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر. وأشار إلى أن الرئيس الصينى شى جين بينغ قام خلال زيارته لمصر فى مطلع هذه السنة بتدشين فعاليات «العام الثقافى الصينى المصرى» مع الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى. وفى غضون هذه السنة، أقامت الصين ومصر نشاطات ثقافية وافرة وجذابة، مما فتح للصداقة صفحة جديدة. أما ملتقانا هذا، فيعتبر أيضا من فعاليات «العام الثقافى الصينى المصرى» ويسهم فى تعميق الصداقة الصينية المصرية من خلال إقامة هذا الملتقى. كما أشار إلى أن مصر تقع عند نقطة تقاطع «الحزام والطريق»، ولها مكانة مهمة فى العالم العربى وفى قارة إفريقيا على السواء، فتعد قوة لا يستغنى عنها فى بناء «الحزام والطريق»، وسترجع مشاركتها على شعبى البلدين بفوائد كثيرة ملموسة. وهدفنا فى الملتقى أن نحقق حواراً معمقاً بين الخبراء الصينيين والمصريين فى مواضيع منها الفرص والتحديات التى تواجه البلدين فى عملية البناء. وأشار السيد وانغ يونغتشاو ممثل وزارة الخارجية الصينية إلى مرور ستين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، وأن الدولتين نظمتا سلسلة من فعاليات العام الثقافى الذى يعتبر هذا الملتقى فعالية مهمة فى إطارها حيث تربط بين الشعبين الصينى والمصرى تقاليد عميقة. وتعتبر مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات مع جمهورية الصين الشعبية، حققت إنجازات مثمرة فى التبادل والتعاون فى مجالات السياسة والاقتصاد والمالية والثقافة وغيرها. وتعبر الصين عن تهانيها وتقديرها على التقدم الإيجابى الذى شهدته مصر حكومة وشعبا فى تنمية مختلف القضايا بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه الحكم عام 2014. وخلال السنوات الثلاث الأخيرة شهدت العلاقات تطورا ناجحا وحققت سلسلة من الإنجازات. وأوضح الدكتور بسام سوى تشيغ فوه مدير مركز الشيخ زايد لدراسة اللغة العربية والدراسات الاسلامية بجامعة بكين انه تراكمت للصين ثروات مالية هائلة وقدرات تكنولوجية وإنتاجية متقدمة نسبيا بعد 36 سنة من مسيرة الإصلاح والانفتاح وأصبح حجم الاقتصاد الصينى فى نهاية 2015 يبلغ 10.8 تريليون دولار أمريكى «ثانى أكبر اقتصاد فى العالم» واحتياطى العملات الأجنبية 3330 مليار دولار أمريكى «الرقم الأول فى العالم» وأصبحت الصين متقدمة فى بناء منشآت البنية التحتية والصناعة والقطاع المعلوماتية وغيرها. وهذه التجربة الصينية فى التنمية هى التجربة التى نجحت فى الارتقاء بالبلاد من إحدى أفقر دول العالم إلى ثانى أكبر اقتصاد عالميا خلال بضع وثلاثين سنة فقط، إنها تجربة فريدة من نوعها لأنها ليست مفروضة على الصين من الخارج بالقوة، ولا تعنى تقليدا لأى نموذج جاهز أو نقلا لأى نظرية ثابتة، بل هى نتيجة الاجتهاد الصينى المبنى على أرضية الواقع الصينى، مع الاستفادة من تجارب جميع الشعوب. وقال أن الصين تعانى حاليا مشكلات هيكلية مثل فائض القدرة الإنتاجية وضعف الطلب المحلى، والصعوبات فى زيادة التصدير إلى البلدان الغربية بسبب سياساتها الحمائية وفشل النموذج الغربى المفروض بالقوة أو بإغراءات مادية على دول كثيرة فى العالم، منها بلدان عربية وأصبحت العواقب السلبية للعولمة الرأسمالية من تهميش بلدان العالم الثالث. وأكد الدكتور حسين إبراهيم المستشار الثقافى المصرى لدى الصين انه فى السنوات الثلاث الأخيرة تطورت العلاقات بين مصر والصين بشكل مذهل ، وزار الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى الصين مرتين فى عام 2014 و2015 ، وقام الرئيس شى جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، بزيارة مصر فى نهاية شهر يناير عام 2016، ثم حضر الرئيس عبد الفتاح السيسى، قمة العشرين التى عقدت فى مدينة هانغتشو بالصين فى سبتمبر 2016 واتفق الجانبان على البرنامج التنفيذى بين البلدين، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة ، خلال السنوات الخمس . وأضاف انه احتفالا بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين تقرر أن يكون عام 2016 هو عام الثقافة المصرى الصينى ، وشهد هذا العام ومازال عشرات الفعاليات الثقافية والتعليمية والعلمية فى البلدين. وأوضحت هذه الفعاليات الثقافية أن للثقافة تلك القوة الناعمة يمكن أن تلعب دورا مهما فى دعم مبادرة الحزام والطريق من خلال التقارب بين الشعبين المصرى والصينى ليدرك ما تعود به هذه المبادرة من مشاريع ترفع من مستوى المعيشة. وأشار إلى أن التبادل التعليمى الحكومى والخاص بين مصر والصين شهد فى السنوات الثلاث الأخيرة تطورا لا مثيل له ، سواء التبادل بين الجامعات، أو التبادل الطلاب، نجد أن هناك عدد الطلاب المصريين الذين يدرسون فى الصين يقدر فى الوقت الحالى بحوالى ألف ومائتين طالب وطالبة موزعين فى أنحاء المقاطعات الصينية. منهم من يدرس اللغة الصينية وثقافتها ومنهم من استخدم اللغة الصينية فى دراسة القانون والعلاقات الدولية والتجارة والأقتصاد والإعلام ومنهم من يدرس الطب والهندسة والزراعة وعلوم الحاسب وفى مجال التعليم المهنى تمكن الجانبين المصرى والصينى أن يبدعا نمطا للتعاون التعليمى المهنى الحديث، على سبيل المثال، التعاون فى مجال التعليم الفنى بين مؤسسة مصر الخير ومعهد بكين المهنى لتكنولوجيا المعلومات تحت رعاية وزارة التعليم العالى والبحث العلمى المصرية ، حيث هناك عشرات الطلاب المصريين جاءوا إلى الصين للدراسة هندسة الميكاترونيكس وهندسة الالكترونيات وهندسة تكنولوجيا المعلومات باللغة الصينية.