نحتفل هذا العام بالذكرى ال 60 لإقامة العلاقة الدبلوماسية بين الصين ومصر. وها قد مر ما يربو على 54 عاما على بداية التعاون والتبادل بين جامعة اللغات والثقافة ببكين ومصر. لقد استقبلت الجامعة منذ تأسيسها الدفعة الأولى من الطلبة الوافدين المصريين فى العام 1962. وخلال أكثر من نصف قرن كونت جامعتنا أكثر من 3 آلاف متمكن من اللغة الصينية، وملم بثقافتها كما درب قسم العربية بجامعتنا ما يزيد على خمسمائة متقن للغة العربية وقادر على تعزيز التبادل الثقافى بين الدولتين. بعد إنشاء منتدى التعاون العربى الصينى فى عام 2004 ما فتئت العلاقة القائمة بين جامعتنا ومصر تخطو بخطى حثيثة الى الإمام. ومن الجدير بالذكر، التجاوب الإيجابى لسيادة رئيس جمهورية مصر العربية السيد عبد الفتاح السيسى إزاء إطلاق رئيس جمهورية الصين الشعبية السيد شى جين بينغ لمبادرة «الحزام والطريق» وتكاملها مع مبادرة السيسى «بإحياء قناة السويس الجديدة» الأمر الذى سيعطى دفعا جديدا للشراكة الشاملة الصينية المصرية وربحا متبادلا أكيدا. قامت جامعة اللغات والثقافة ببكين بالعديد من مشاريع التعاون مع الجامعات المصرية والمؤسسات المعنية بالتعليم وحوار الحضارات والثقافة والإعلام، وذلك فى إطار مبادرة «الحزام والطريق» ومنتدى التعاون العربى الصينى. أولا: شق طريق فى مجال التعاون التعليمى تعتبر جامعة اللغات والثقافة ببكين من أقدم الجامعات الصينية فى مجال التعاون التعليمى مع مصر وأكبرها نطاقا وأعمقها أثرا. حيث إن أول قسم للغة الصينية هو قسم اللغة الصينية بجامعة عين شمس الذى كان قد أنشئ بالتعاون مع جامعة اللغات والثقافة ببكين. وقد تعلم اللغة الصينية فى جامعتنا أكثر من 60 مدرسا فى هذا القسم فى مختلف المراحل، وهم الآن رواد فى هذا المجال. وأصبح قسم اللغة الصينية بجامعة عين شمس، بعد التطور الكبير الذى عرفه لسنوات عديدة، من أكبر أقسام اللغة الصينية فى العالم، حيث يعمل ويتعلم فيه أكثر من 1700 مدرس وطالب. فى عام 2014 أنشئ فى الصين أول معهد صينى عربى عن طريق التعاون بين جامعة اللغات والثقافة ببكين وجامعة قناة السويس. زود الجانب الصينى هذا المعهد بمبان وما الى ذلك من المرافق التحتية، أما الجانب المصرى فزوده بالمدرسين والكتب المدرسية. وقد شرع فى بنائه فى حديقة التعليم الدولى بدونغ داهاء بمقاطعة لياونينغ وسوف يشهد هذا العام ابتداء العمل فيه، إن إنشاء هذا المعهد إن دل على شىء فإنما يدل على مستوى التعاون الرفيع بين الدولتين فى مجال التعليم العالى، إضافة الى كونه ثمرة لجهود جامعتنا فى التعاون التعليمى مع مصر المبذولة على مدى 60 عاما. ثانيا: دفع التعاون بين البوتقات الفكرية للدولتين فى مجال الحوار الحضارى الصينى المصرى فى عام 2014، زار الرئيس السيسى الصين حيث قابل رؤساء جامعات صينية وعددا من مسئولى مؤسسات البحث، وإبان زيارته لجامعتنا جلس رئيسها تشوى شيليانغ بجانب الرئيس السيسى على المنصة وألقى كلمة بطلب منه، حيث أشار فى كلمته الى توافق مبادرة «الحزام والطريق» الصينية وخطة «إحياء قناة السويس الجديدة» المصرية الذى أكده الرئيس السيسى، وفى هذا السياق أسست جامعتنا مركز الدراسات العربية، وأقامت الشراكة الاستراتيجية مع جامعة عين شمس وجامعة قناة السويس ومؤسسة الأهرام وغيرها من الجامعات والبوتقات الفكرية بحيث أنجزت العديد من الدراسات الأساسية والبحوث الاستشرافية حول مبادرة «الحزام والطريق» وخطة «إحياء قناة السويس الجديدة» الأمر الذى عزز الحوار الحضارى بين الصين ومصر . ثالثا: التعاون من أجل إدخال الثقافتين التقليديتين الممتازتين الصينية والمصرية الى حرم الجامعات. يصادف هذا العام عام الثقافة المصرية الصينية وفى هذا الخصوص، كثفت جامعتنا من جهود تواصلها مع سفارة مصر لدى الصين ونجحت فى توجيه دعوة لفرقة الاسماعيلية للفنون الشعبية الى الجامعة من أجل تقديم عروض للرقص المصرى التقليدى والرقصات الشعبية المفعمة بالروح المصرية. وقد نهل الطلاب الصينيون من معين الجمال المميز لفن الرقص المصرى من خلال تمتعهم بالعروض التى حفزت رغبتهم الشديدة للتعرف على المزيد من الفن الثقافى المصرى. قامت جامعتنا بالاشتراك مع السفارة المصرية لدى بكين ومكتبة الصين الوطنية بتنظيم صالون حوار الحضارات المصرية الصينيةببكين فى مارس عام 2016 سعيا لإبراز روح «التبادل فى الدراسة والاستفادة» فى إطار «الحزام والطريق»، ولتعميق التجربة وتعريف القراء الصينيين والمصريين بثقافتى البلدين. رابعا: استكشاف طرق جديدة للتعاون فى مجال الأخبار، ووسائل الإعلام والنشر تم انعقاد الندوة الدولية للنشر، والإبداع والتنمية فى الصين والدول العربية فى سبتمبر عام 2015 بجامعتنا لأجل النهوض بالتعاون بين الصين والدول العربية فى مجالات الأخبار والنشر، شارك فيها خبراء الإعلام من أكثر من 16 دولة عربية من ضمنها مصر. اتفق الضيوف على أهمية تعزيز التعاون العملى بين الإعلام الصينى والعربى بتحقيق مبدأ الأفضلية، كما سعوا الى تحويل وسائل الإعلام مثل الإذاعة، والتليفزيون الى جسر مهم فى طريق الحرير، وإعطاء نفس قوى لأشكال التبادل المتعددة بين الدول فى مجالات التعليم العالى ونشر الأخبار وتقوية التبادل والتعاون بين وسائل الإعلام الصينية والعربية مما يساعد على تشكيل التوافق وتحفيز رغبة التعاون بين وسائل الإعلام الخدماتية فى إطار «الحزام والطريق». لمزيد من مقالات د. خليل لوه لين