رغم أن أسرار الحرب فى سوريا لا تزال محجوبة، إلا أنه يكفى، من المعلومات المُسرَّبة ومن بعض الحقائق الواضحة بذاتها، الوصول إلى مؤشرات قوية عن أن ممثلين للعالم أجمع مشاركون فى القتال، إما مباشرة أو من وراء ستار، وأن الأدوار غير القتالية إما علنية وإما من خلف آخرين، وأن التداخل يتنوع بين المد بالسلاح، وبين حمله، وبين الخدمات اللوجستية فى تجنيد الإرهابيين ونقلهم وإيوائهم، وبين التمويل المالى، وبين تسهيل بيع البترول المستولى عليه لصالح الإرهابيين، وبين الدعم السياسى الذى يعرقل اتخاذ قرارات فاعلة ضد العمليات الإرهابية..إلخ. يؤكد بعض الباحثين أن الأموال المصروفة على الإرهابيين وحدهم، فقط على بند السلاح والذخيرة، وعلى مدى 4 سنوات فقط، لا يمكن أن تقل عن المليار دولار! وإن كان من الصعب حتى الآن تقدير البنود الأخرى المتعددة والمتشعبة. وأما الجنسيات المتورطة فى كل هذا فمن الشرق والغرب، ومن الإقليم، بل ومن جامعة الدول العربية. وقد أمكن حصر 80 جنسية يحملها الإرهابيون، منهم من أتوا من بلاد بعيدة من أجل ما يؤمنون بأنه دفاع عن العقيدة، فيلقون بأنفسهم فى التهلكة بعمليات انتحارية للوصول إلى الجنة، ومنهم مرتزقة لم يحركهم إلا المال ويعرفون أن العطاء يزداد كلما قاموا بتخريب أكثر..إلخ ولم يعد من الممكن حتى الآن القيام بحصر دقيق للخسائر فى الأرواح وفى الجراح وفى التهجير، وفى هدم المنشآت وتدمير البنى التحتية وحرق الحقول وتدمير المصانع والمستشفيات وتعطيل المدارس..إلخ إلخ. تقول الأرقام الأولية إن القتلى يزيدون على 400 ألف، وأضعافهم جرحى، منهم القريبون من الموت، ومنهم من يفضل أن يموت ولا يعيش بحالته، وان النازحين بالملايين، وأما عابرو البحار والغرقى فالأرقام مجهولة، وأما ضربات الاقتصاد فتتجاوز عشرات المليارات، وأما الزمن المطلوب للإصلاح الذى لا يعرف أحد متى يبدأ فسوف يأخذ عقوداً، وليس هناك بعد أى تصور لكيفية تدبير الأموال المطلوبة، وأما علاج ندوب النفوس للكبار والصغار فلم يقترب من طرحها أحد بعد. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب