لم يعترف الإخوان حتى الآن بالخطأ التاريخى الذى اقترفوه طواعية فى حق أنفسهم، ودون أن يورِّطهم أحد، والذى كان من أهم عوامل تدمير حلمهم طوال أكثر من 80 عاماً، كما أدَّى إلى اضطرابات عظيمة فى البلاد، وذلك عندما اختاروا الرجل الطيب الدكتور محمد مرسى ليكون مرشحهم للرئاسة.هذا الاختيار يختصر لك كيف كانت، ولا تزال، تفكر المجموعة القوية التى تقود الجماعة وتقرر لها أمورها، بما فيها ما يتعلق بالقضايا العامة، وما يمس عموم المواطنين. الفكرة وراء القرار بسيطة تنم عن عقلية بسيطة لا تدرك تعقيدات الواقع بعناصره المتعددة والآليات التى تنتظم فيها قوى المجتمع، وتيارات مرئية وأخرى متوارية، وطبقات وفئات من الكثرة التى يصعب حصرها، ومصالح متعارضة..إلخ إلخ لم تر العقلية البسيطة سوى أن مرشحهم نموذج للامتثال ليمين السمع والطاعة، غير بعض العناصر الأخرى داخل جماعتهم من المشهود لهم بأنهم أكثر كفاءة بما لا يُقارَن، ولكنهم من النوعية التى لن تقبل تنفيذ الأوامر بسهولة، فدفعوا به فى خضم المعترك الملتهب، وكانوا سعداء بأنهم يحكمون البلد من المقطم، ويرسلون القرارات إلى سكرتارية الرئيس، التى صارت عملياً سكرتارية خاصة بهم، وتجاهلوا حتى أن يخطروا الرجل بتعليماتهم، حتى إنه علم من التليفزيون بقرار إقالة النائب العام المبثوث من غرفة السكرتارية الملاصقة لمكتبه! ليس هذا مجرد سرد لوقائع قديمة صالحة لإثارة الدهشة، بتعبير الكاتب الجميل يحيى الطاهر عبد الله، ولكنها إشارة للدماغ التى لا تزال تتخذ قرارات يتلقاها بكل الخضوع والحماس عدد من نشطائهم فى مجال التخريب العام! وعندك اعترافاتهم فى اغتيال المستشار هشام بركات كدليل موثق! عقلية لا ترى غضاضة فى أن تكون طلتها اليومية على الشعب بعمليات إرهابية تؤكد تهديدهم السافر “ها نولع مصر”، وترى أن ضرب الاقتصاد سوف يؤدى حتماً إلى ثورة الشعب ضد السيسى، ويندفع خيالهم إلى أن هذا هو السبيل إلى عودتهم للحكم، دون تفسير كيف يترتب هذا على ذاك بهذه التلقائية الطفولية، فيسعون إلى ضرب السياحة، واللعب فى العملة الوطنية، ودعم من يشاركهم فى الإرهاب المسلح، وتدمير أبراج الكهرباء والتليفونات..إلخ إلخ [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب