أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    «التعليم» تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية «بنين و بنات»    طقس إيداع الخميرة المقدسة للميرون الجديد بدير الأنبا بيشوي |صور    رسالة قرينة الرئيس السيسي للمصريين في عيد شم النسيم    يستفيد منه 4 فئات.. تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات    أسعار سبائك الذهب BTC اليوم الاثنين 6-5-2024 في محافظة قنا    أسعار الجمبري اليوم الاثنين 6-5-2024 في محافظة قنا    تكثيف صيانة المسطحات الخضراء والمتنزهات بالمدن الجديدة بالتزامن مع فصل الربيع    «الري»: حدائق القناطر الخيرية تفتح أبوابها أمام زوار أعياد الربيع وشم النسيم    اقتراح برغبة لإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    تكثيف صيانة المسطحات الخضراء والمتنزهات بالمدن الجديدة مع عيد شم النسيم    في ظل مخاوف الاجتياح.. الأونروا: لن نغادر مدينة رفح    الرئيس البرازيلي: التغير المناخي سبب رئيس للفيضانات العارمة جنوبي البلاد    رئيسة المفوضية الأوروبية: سنطالب بمنافسة "عادلة" مع الصين    إيران تدرب حزب الله على المسيرات بقاعدة سرية    دقيقتا صمت مع صفارات إنذار.. إسرائيل تحيي ذكرى ضحايا المحرقة    موعد مباراة الأهلي والزمالك في نصف نهائي دوري السوبر لكرة السلة    "أنا حزين جدا".. حكم دولي يعلق على قرار إلغاء هدف الزمالك وما فعله حارس سموحة    "احنا مش بتوع كونفدرالية".. ميدو يفتح النار على جوميز ويطالبه بارتداء قناع السويسري    مفاضلة بين زيزو وعاشور وعبد المنعم.. من ينضم في القائمة النهائية للأولمبياد من الثلاثي؟    كولر يضع اللمسات النهائية على خطة مواجهة الاتحاد السكندرى    تفاصيل القبض على عصام صاصا مطرب المهرجانات بتهمة دهس شخص والتسبب في وفاته بالطالبية    عيد الأضحى 2024: متى سيحلّ وكم عدد أيام الاحتفال؟    أشجار نادرة وجبلاية على شكل الخياشيم.. استعدادات حديقة الأسماك لشم النسيم    "هزار تحول لخناقة".. شاب يمزق جسد صديقه في سوهاج    توافد المواطنين على حدائق القناطر للاحتفال بشم النسيم .. صور    حمادة هلال: جالي ديسك وأنا بصور المداح الجزء الرابع    نور قدري تكشف عن تعرض نجلها لوعكة صحية    اليوم ذكرى ميلادها.. كيف ابتكرت ماجدة الصباحي «السينما المتنقلة»؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    هل يجوز قراءة القرآن وترديد الأذكار وأنا نائم أو متكئ    نصائح لمرضى الضغط لتناول الأسماك المملحة بأمان    «الرعاية الصحية» تطلق فعاليات المؤتمر العلمي الأول لفرعها في الإسماعيلية    عصير سحري تناوله بعد الفسيخ والرنجة.. تعرف عليه    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    قبل الامتحانات.. ما مصادر التعلم والمراجعة لطلاب الثانوية العامة؟    وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    نيويورك تايمز: المفاوضات بين إسرائيل وحماس وصلت إلى طريق مسدود    البحيرة: رئيس كفر الدوار يتابع الاستعدادات لبدء تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    "ماتنساش تبعت لحبايبك وصحابك".. عبارات تهنئة عيد الأضحى المبارك 2024 قصيرة للأحباب    مع قرب اجتياحها.. الاحتلال الإسرائيلي ينشر خريطة إخلاء أحياء رفح    في يوم شم النسيم.. رفع درجة الاستعداد في مستشفيات شمال سيناء    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 6 مايو    وسيم السيسي يعلق علي موجة الانتقادات التي تعرض لها "زاهي حواس".. قصة انشقاق البحر لسيدنا موسى "غير صحيحة"    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    أحمد سامي: كنا قادرين على الفوز ضد الزمالك بأكثر من هدف والبنا لم يكن موفق    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«انفراجة» فى أزمة السكر
نشر في الأهرام اليومي يوم 05 - 11 - 2016

السكر سلعة استراتيجية حيوية ، وقد ثبت أن جشع بعض التجار هو السبب الرئيسى للفجوة التى حدثت بين العرض والطلب ، ومع تدخل أجهزة الدولة بحسم بدأت وزارة التموين تطرح كميات تروى عطش السوق المحلية ، وإن كان من المنتظر حدوث انفراجة ملحوظة خلال فترة لا تتجاوز شهرين مع تشغيل مصانع قصب السكر فى قنا التى تنتج وحدها نحو قرابة 40 % من إنتاج السكر فى مصر.
كما أن بنجر السكر سيوفر كميات كبيره حيث أن مساحة الأراضى المنزرعة بنبات البنجر كانت فى 2015 تقدر ب 500 ألف فدان وزادت فى 2016 الى 555 ألفا ، كما ارتفعت انتاجية الفدان من 13 طنا الى 25 طنا للفدان ، ولدى الدولة خطة حتى 2018 لترتفع انتاجية البنجر ل 700 الف فدان .. هذا ما رصدناه فى السطور القادمة .

البنجر «تائه» بين الانتاج والتسويق

* أكثر من نصف إنتاج السكر المحلى من البنجر
* الفلاحون : الشركات تستغلنا ونمتثل لقراراتها دون نقاش
* مدير معهد المحاصيل السكرية: نستورد بذور البنجر لعدم ملاءمة الجو لانتاجها

إنجى البطريق
بنجر السكر يعد أحد المصدرين الأساسيين لانتاج السكر - مع قصب السكر - فهو يمثل أكثر من 50% من انتاج السكر بمصر ورغم ذلك يعانى الفلاح من أزمات كثيرة سواء فى توفير السماد أو البذور أو التسويق .فى هذه السطور نطرح هموم الفلاح مع واحد من أهم المحاصيل الاستراتيجية وطرق العلاج حتى نقلل الفجوة بين إنتاجنا واحتياجاتنا من السكر.
سهل الحسينية بمحافظة الشرقية أحد أهم المناطق التى تنتج بنجر السكر الذى يجد فى الاراضى المستصلحة حديثا ذات الملوحة العالية مصدرا لرفع نسبة السكر به ، ومعظم المزارعين هناك يزرعون البنجر ويعانون العديد من المشاكل.
بداية يقول محمد ابراهيم عوض نائب رئيس مجلس مدينة الحسينية بمحافظة الشرقية ان البنجر من اهم المحاصيل الزراعية فى الاراضى المستجدة ذات الملوحة العالية ، حيث إن الملوحة العالية فى الاراضى تنعكس بزيادة نسبة السكر فى البنجر ، ولذلك يرغب جميع أصحاب الأراضى المستجدة والخريجين فى زراعة البنجر حيث إنه يمتص الملوحة ويحولها لسكر ،ولذلك نجد أهالى منشأة أبو عمر وقرى الخريجين بال 57 ألف فدان هم الأكثر زراعة للبنجر وان الفدان مستهدف منه 15 الى 23 طن بنجر وفق جودة الارض وتتحدد فيه نسبة السكر حسب جودة التربة .
ويضيف ان البنجر يعتمد على كمية كيماوى وأسمدة عالية فيتم تسميد الفدان من 6 الى 9 شكاير حسب جودة الارض والجمعية لا تصرف سوى 3 شكاير للفدان .
ويضيف ان البنجر محصول رئيسى فى هذه الأماكن حيث يبلغ ايراد الفدان من 6 الى 9 آلاف جنيه حسب جودة التربة ، ويباع الطن ب 400 جنيه تقريبا ، وهناك علاوة تبكير وعلاوة لنسبة السكر لذلك يضطر أغلبية المزارعين الكبار الى زراعة البنجر فى الشتاء خاصة العروة البدرية التى تزرع فى أول سبتمبر لأنها تأتى بعائد أعلى فى الناتج النهائى ، وتكون العمالة المستغلة عددها بسيط لأن البنجر لا يحتاج عمالة كثيفة ، فالفدان يحتاج 20 عاملا فقط منذ بداية زراعته حتى نهاية الجنى والعامل أجره 70 جنيها اى ان الفدان يصرف عمالة 1400 جنيه ويحتاج كيماوى 7 شكائر ثمن الواحدة 90 جنيها باجمالى 630 جنيها .
ويقول السعيد دويدار - مزارع إنه لا يحصل على حبة كيماوى واحدة او رش يأتى من الجمعية الزراعية ونحن نصرف على الفدان 8 آلاف جنيه ولا يجنى لنا مكسبا طيلة الستة أشهر خدمة وزراعة سوى 2000 جنيه ، ولكن نتحمل لان هناك من يزرع عدة افدنة قد يذهب عمله بلا عائد فالتحميل والتعبئة تستنزف منا مبالغ كبيرة والفدان له شيكارة تقاوى ب 100 جنيه ومعه علبة دواء واحدة فقط من الجمعية رغم اننا نضع له 4 مرات كيماوى كل مرة شيكارتين اذن الفدان يحتاج من 8 الى 10 شكائر ، وبعدها ينضج المحصول بعد 6 شهور حينها نتصل بمندوب المصنع ليرسل لنا سيارات التحميل سواء مصانع الاسكندرية أو كفر الشيخ ثم يبعث لنا سائقا بسيارة نقل كبيرة من المفترض أن المصنع يحاسبه على سعر النقلة بالكامل ، ولكن السائق يفرض علينا اتاوة ، واذا رفضنا اعطاء السائق لا يغطى الزرع ويقوم ببعثرته على الطريق ، ويخصم اصحاب المصانع منا قيمة الفاقد ، واحيانا يحددون ثلث الحمولة ولا يحاسبوننا عليه على اعتبار انه شوائب واحيانا يزيدون نسبة الشوائب اذا لم نرض السائق فيوصى برفع نسبة الشوائب كعقاب للفلاح الذى لم يرض السائق ، ولكننا مجبرون على القبول بحكم المصنع ، والفدان يدر من 22 الى 25 طنا حسب خصوبة التربة ، والمحصول قل خلال العامين الماضيين ، لذلك لابد من خلال المتخصصين أن يراقبوا التقاوى التى يعطيها لنا المصنع الذى نتعاقد معه لأن هناك تقاوى لها شعيبات لا تترك المجال للزرع لينمو وهناك أنواع متعددة وفق ما يوفره لنا كل مصنع وقد يوفر المصنع الواحد عدة أنواع من التقاوى .
ويشكو ابراهيم محمد ابراهيم من أن لديه 3 مقطورات تركوا على الارض حتى جفوا تماما وهو ما يقدر ب 9 أطنان لم نجد من يشتريها حتى جفت تماما وأصبحت بلا قيمة وحاولنا مرارا أن يأتى المندوب ليأخذها ولكن لم يرسلوا سيارات التحميل مما دفع بعضنا ممن كانوا يزرعون 10 أفدنة أن يتخلوا عن الزراعة هذا العام .
ويضيف عيد جمعة لبن أنه أحيانا يسقط البنجر ويموت لأننا لا نجد ماء لنرويه به ، فالترع فارغة منذ 25 يوما ومن المفترض ان يرتوى البنجر كل 15 يوما وفى المقابل تجد اراضى تسقى كل اسبوع لاننا لا نسقى جميعا فى وقت واحد ، فهناك زراعة مبكرة وزراعة متوسطة وزراعة متأخرة حيث أن الترعة مرحلة ثالثة محرومة من مياه الشرب فى ترعة السلام ، والميزانية تغيب عليهم وعندما تصل زراعتهم تموت من العطش.
ويضيف أننا نحتاج كيماوى للفدان 10 شكائر ، والجمعية لا توفر لنا سوى واحدة فقط للفدان ب 100 جنيه والبنجر يحتاج نفقات كثيرة بداية من التحشيش ورش الدودة التى زادت بشكل كبير هذا العام حيث كلفنا رش الدودة حتى الآن 2000 جنيه ل 3 أفدنة ولم تنته ، وحتى «العناصر» وهى نوع من أنواع السماد السائل لم نشتريها حتى الآن وبعد كل هذا نبيع انتاج ال3 أفدنة ب 10 آلاف جنيه .
ويضيف أحد الفلاحين أنه زرع العام الماضى 10 أفدنة بنجر ، وحصد 12 طنا ، وآخر حصد 20 طنا لكل فدان وهذه انتاجية أقل لأنه حصد العام الذى سبقه 24 طنا للفدان ، ولذلك قررنا هذا العام أن نوقف زراعة البنجر ونزرع «قمح» حتى نقوى الارض ونحسن انتاجيتها .
وأكد الفلاحون ان الحل من وجهة نظرهم لمشاكل زراعة البنجر يبدأ من التسويق حيث ان المصانع تفرض 3 تقليعات عندما يأتى موسم الحصاد فنقلع العروة الاولى ثم تليها العروة الثانية والثالثة ووقتها تأتى السيارات لتحميل المحصول وحينما يقترب من الانتهاء يتجاهلنا السائق لذلك نعطيهم( دخان) أو (بقشيش) زيادة ليأتى ويحمل باقى المحصول ولا يتناسانا فاذا لم ندفع لن يأتى السائق وسيظل المحصول ملقى على الأرض ويفسد.
ويشكو بعض المزارعين من سوء أحوال الطرق وخاصة مع الامطار فى فصل الشتاء الذى يحصد فيه المحصول حيث نجمعه فى فبراير فيخشى السائق على سيارته من الطرق الوحلة غير الممهدة لأن ثمن السيارة يتجاوز المليون ونصف المليون جنيه ، فقد تتسبب الطرق فى انقلاب السيارة فى ترعة أو تتعرض لحادثة لا قدر الله كما أن تلك الطرق وبعد المسافات وعدم وجود مواصلات يجعلنا غير قادرين على حضور أى ندوات ارشادية بعيدة عن القرية.
وقال عبد العزيز سيد احمد مزارع إن الحشائش والديدان هذا العام لم تصلح معهم معالجة فقد نزلنا الارض 6 مرات لتطهيرها ولكن دون جدوى ، كما ان الشركات تتعاقد معنا دون أن تعطينا حتى صورة العقد ، ولا يوجد أحد يحمينا فما يعطوه لنا نضطر أن نقبله ولذلك نطالب بضرورة وجود جهه محايدة تعطينا حقوقنا وتراقب نسبة الشوائب وتنفيذ عقود الاتفاق التى لا نعلم عنها شيئا .
اما المهندس كمال عبد الوهاب مدير الادارة الزراعية بمنشية ابو عمر فيقول : بالنسبة للبنجر فيوجد 5 آلاف فدان فى منطقة سهل الحسينية وحدها ونحن لا نعطى سمادا من الجمعيات الزراعية لأحد الا لحاملى الحيازة ولا نعطيه الا بعد أن يحضر لنا المزارع خطابا من الهيئة العامة للتعمير يفيد أنه أدى ثمن الارض بالكامل وأصبح له ولاية عليها ومن حقه التمتع بالخدمات.
اما بالنسبة للتعاقد على بيع البنجر فيتم بين المزارع والشركات من خلال مندوبيها وليس للجمعيات الزراعية اى ولاية عليها ونعقد الندوات الارشادية لتوضيح طرق المقاومة للمزارعين .
ويؤكد عبد المنعم البنا رئيس مركز البحوث الزراعية أن مساحة الأراضى المنزرعة بنبات البنجر كانت فى 2015 تقدر ب 500 ألف فدان وزادت فى 2016 الى 555 ألفا ، كما ارتفعت انتاجية الفدان من 13 طنا الى 25 طنا للفدان .
ويضيف أن لدى الدولة خطة حتى 2018 لترتفع انتاجية البنجر ل 700 الف فدان من خلال الندوات الارشادية التى تستهدف تعريف الفلاح بكيفية تحسين انتاجيته وتوصيلها لأعلى انتاجية ممكنة .
وقال إن لدينا فجوة فى انتاج السكر لابد من تقليلها حيث ان احتياجاتنا من السكر 3 ملايين طن سنويا ننتج منها فقط 2.4 مليون طن فلدينا فجوة 600 ألف طن ونحاول تقليلها .
أما الدكتور عبد الله الشافعى مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية فيقول اننا ننتج 1.1 مليون طن من قصب السكر و1.3 مليون طن من بنجر السكر ، كما أننا لا ننتج تقاوى بنجر السكر لعدم توفر الظروف الجوية الملائمة فى الوقت المطلوب لأزهار البنجر فنستورد حوالى 2000 طن تقاوى بنجر السكر (البذور) وكل فدان يحتاج تقريبا حوالى 4 كيلو .
واضاف ان المشكلة فى ضعف انتاجية البنجر كونه يزرع فى جور ما بين النبات والاخر من 15 الى 20 سم وهناك الفدان يكون به من 40 ألفا الى 70 ألفا نبات وكل نبات من المفترض ان يعطينا واحد كيلو ، واذا حدث هذا سيكون هناك محصول جيد ، ولكن المشكلة فى الكثافة النباتية ، فالزراعة فى مصر تتم بنظام الدورة الزراعية فالنبات الذى نكرر زراعته فى نفس المكان تستوطن آفاته داخل الارض من حشرات وأمراض مع تكرار زراعته ، لذلك ترجع مشكلة الكثافة النباتية مبدئيا لعدم اتباع المزارعين نظام الدورة الزراعية ، خاصة فى منطقة النوبارية ، حيث ان هناك 3 مصانع سكر بنجر وهى الاسكندرية والنوبارية والنيل ، والاراضى فى النوبارية حديثة العهد بالاستصلاح حيث قام الفلاح بنقل الطمى اليه من الوادى القديم محملا بالنيماتودا وبذور الحشائش ، ونبات بنجر السكر تحديدا ضعيف المنافسة والمقاومة والتحمل لأن الجزء الاقتصادى به (الثمر) يقع فى باطن الارض (مدفون) حيث انه نبات جذرى ولهذا تقلل تلك المنافسة الكثافة النباتية وحتى اثناء العزيق (المكافحة الالية للحشائش) فالفلاح يطيح بجزء من النباتات فى الأرض مما يؤدى الى النيما تودا التى تشعب الجذور وتدمر نسبة السكر بها .
الى جانب الخطأ الذى يقع فيه الفلاح بعدم تجهيز التربة جيدا لأن النباتات تخرج من الارض ضعيفة جدا فاذا لم تكن الارض ناعمة جدا ومجهزة من خلال الحرث والتنعيم لا يحدث انبات للتقاوى نتيجة خشونة الارض ووجود عدد كبير من القلاقيل والتى تشرب المياه وتتكسر وتردم النباتات وتمنع خروج البذرة .
اضافة الى أن بنجر السكر شديد الحساسية لغزارة الرى وجذره فى باطن الارض وبه سكر مما يتسبب فى اختناقه وتوقفه عن النمو واصابته بالبكتيريا والفطريات اللاهوائية التى تصيبه بالعفن . كما انه عند الرى الغزير يحدث هدم الخطوط وما عليها من تقاو وينقلها فى التربة مبعثرة فى أماكن مختلفة ويضطر المزارع الى اجراء عملية الترقيع لمعالجة اهماله باعادة الخطوط من خلال اخذ النباتات ووضعها فى اماكن محددة وتنتج نباتات متشعبة لأنها أصبحت نباتات مشتولة وليست قمعية الشكل مما يجعلها منخفضة جدا فى نسبة السكر ومرتفعة فى نسبة الالياف مما يجعل شوائبها أعلى ، كذلك صعوبة قلع النبات يجعل خروجها محملة بالكثير من الطين الذى تحمله اللوادر من التربة اثناء تقليع البنجر .


..والحل قادم من «قنا»
أسامة الهوارى


«وسط أزمة السكر المفتعلة التى يقف خلفها جشع التجار تستعد محافظة قنا «عاصمة السكر» فى مصر للاعلان عن بدء موسم كسر محصول قصب السكر بعد 60 يوما من الآن ، أى فى يناير المقبل حيث يبلغ إنتاجها قرابة 40 % من انتاج القصب فى مصر، وتضم ثلاثة مصانع من اجمالى 8 مصانع على مستوى الجمهورية «وهى نجع حمادى ودشنا وقوص» تنتج قرابة 400 الف طن من السكر الخام.
بداية يقول محافظ قنا اللواء عبدالحميد الهجان إن المحافظة تستحق ان يطلق عليها انها «عاصمة السكر» فى الجمهورية ، حيث يبلغ انتاجها حوالى 37% من اجمالى المساحات المنزرعة بقصب السكر فى الصعيد ، وتحتاج زراعته الى جو حار .
وأضاف أن اجمالى مساحة القصب المنزرعة فى محافظة قنا 118 الف فدان تغذى ثلاثة مصانع للسكر داخل المحافظة هى مصنع نجع حمادى ومصنع دشنا ومصنع قوص ، وهناك مهرجان سنوى مع بداية كسر المحصول ، وفى نهاية الموسم يتم تكريم المزارعين الأكفاء الذين استطاعوا أن يحققوا برعايتهم لمحصولهم أعلى انتاجية للفدان ، ويتم تكريمهم كل عام وهو ما يحفز المزارعين ويخلق تنافسية بين مزارعى القصب للحصول على لقب أفضل مزارع لقصب السكر.
ويوضح أنه تلقى خلال الفترة الماضية عدة اقتراحات من مزارعى القصب والخبراء سيرفعها قريبا للمسئولين ،أبرزها : الاستفادة بالتقنية الحديثة فى كسر محصول القصب خاصة للجمعيات الاهلية الموجودة فى كل قرية ومركز ، بحيث يتم امدادها بمعدات حديثة تقوم على كسر المحصول بشكل مميكن أى أن تكون الماكينات الحديثة هى الغالبة على الامر بعيدا عن الاساليب البدائية التى تستنزف جهودا واموالا وعمالة من المزارع ، وهو ما يحقق ما يراد تحقيقه للمزارع فى وقت قياسى وهو ما يعنى توفر جهد وإهدار لجزء - ولو قليل - للمحصول وكذلك يقلل نسبة الشوائب ، وهو ما سيعود بالنفع على المزارع أولا لأن الوقت والعمالة ستقل وتزيد جودة المنتج بدون شوائب ، وكذلك الامر بالنسبة لمصانع وشركات السكر التى ستتلقى منتجا بلا شوائب وستقلل عملية اهدار الوقت فى تنقية المحصول من الشوائب قبل البدء فى انتاج السكر ، ومن ثم فإن قطاع الجمعيات الاهلية بالتنسيق مع المحاصيل السكرية ووزارة الزراعة من الممكن ان تقطع شوطا لتنفيذ هذا المقترح ، اضافة الى السلالات الجديدة التى تزيد وترفع نسبة الانتاجية وتضاعفها فى اطار العلم الحديث والتكنولوجيا ، ونحن فى مصر منذ عهد محمد على لدينا عقود من الخبرة فى هذا الشأن
فيما تؤكد الدكتورة أمل إسماعيل وكيل وزارة الزراعة بقنا ان المحصول هذا العام فى المحافظة سيكون اعلى من العام الماضى وان كان بنسبة قليلة نتيجة لوجود مساحات جديدة تم استصلاحها وزراعتها بالمحصول فى مركز دشنا ونجع حمادى وأضافت أن بيان المساحات المنزرعة بمحصول قصب السكر بمحافظة قنا يشير الى ان هناك قرابة 119 ألف فدان جرت زراعتها هذا الموسم منهما 6617 فدانا خارج الزمام و105 آلاف فدان ضمن الائتمان و5719 فدانا استصلاح و450 فدانا هيئات سيتم توريد انتاج قرابة 109 آلاف فدان لصالح مصانع وشركات السكر وفقا للتعاقدات و 4100 فدان تقاوى للموسم الجديد و5273 فدان لصالح إنتاج العسل الأسود .
وحول الأصناف الجديدة التى سيتم زراعتهما والتوسع فيها قالت إن هناك صنفين جرت زراعتها هذا الموسم ، وهما جيزة 2003 /47 وتم زراعة 35 فدانا منه والصنف الثانى هو كوبا 14/57 وتم زراعة 47 فدانا منه وساهم مجلس المحاصيل السكرية وشركة السكر فى تكلفة إجراءات زراعة تلك المساحات.
وعن وجود حالات اصابة لمحصول الموسم الجديد تم رصدها قالت : الحمد لله المساحات لا تذكر وجرت على الفور عملية مقاومتها لا تتجاوز 88 فدانا ظهر فيها « التفحم السوطي» بنسبة 5% وقام مجلس المحاصيل السكرية بالتصدى لها أما آفة الحشرة القشرية فهى الأهم فقد بلغت المساحات المعالجة ضدها 583 فدانا وتم رشها بمبيد «الملاتوكس «على حساب المحاصيل السكرية
وعن إنتاج العسل الأسود باعتباره احد الصناعات القائمة على قصب السكر قالت لدينا 173 عصارة عسل تعمل من جملة 256 والمساحة التى تستهلكها تلك العصارات لصناعة العسل لا تزيد على 5 الاف فدان وهى تنتج 19 الف طن تقريبا.
وفيما يتعلق باستفسارنا حول دورات التوعية والارشاد للمزارعين لهذا المحصول الاستراتيجى قالت هذا ما يتم بالفعل فى كافة الجمعيات الزراعية وقد تم تنظيم 12 ندوة إرشادية لمزارعى القصب أصحاب الحقول النموذجية ومجاوريهم بمشاركة معهد بحوث الارشاد الزراعى ومصانع السكر ومديرية الزراعة ومعهد بحوث المحاصيل السكرية وذلك بعد تنفيذنا ل 6 حقول نموذجية لمحصول القصب ضمن خطة النهوض بإنتاجية الفدان على مساحة 19 فدانا ، وقد بدأنا نستعد لاعلان حالة الطوارئ لاستقبال موسم كسر المحصول فى قنا بالمرور على الحقول والزراعات بشكل دورى للاطمئنان على عدم وجود اصابات داخل المساحات المنزرعة تؤثر على جودة ووزن المحصول سواء بالنسبة للفلاح او للمصانع.
من جانبه قال الكيميائى صديق همام مدير مصانع سكر دشنا إن المعاينات الارشادية للحقول هذا العام تحمل البشائر بجودة محصول هذا العام وأن الانتاج سيكون أعلى من الموسم الماضى حيث لا يوجد قصب «راقد» أى أطرافه نائمة على الارض وهو ما يعنى ان الإنتاجية ستكون اعلى ان شاء الله، وقال ان مصنع سكر دشنا سيبدأ إنتاجه قبل نهاية يناير بعد مصنعى نجع حمادى وقوص اللذين يبدآن انتاجهما فى مطلع يناير ، وان انتاج دشنا سيزيد عن العام الماضى نتيجة للمساحات المستصلحة حيث تم توريد 751 الف طن قصب العام الماضى تنتج قرابة 75 الف طن سكر نتتظر زيادتها ان شاء الله هذا الموسم .
وأشار الى أن المصنع وفقا للتعليمات بدأ فى الاستعداد واعمال الصيانة الدورية وتكثيف عمليات المتابعة لكافة الاراضى المزروعة بالزمام ، وكذلك متابعة والمرور على خطوط الديكوفيل «خطوط السكة الحديد المخصصة لنقل محصول القصب من الزراعات» وحتى المصانع وصيانة شبكة الديكوفيل .
رفع سعر الطن ل 500 جنيه
وقبل انطلاق قطار القصب معلنا بدء موسم الكسر لمحصول القصب تأتى صافرة تحذير اطلقها الحاج يوسف احمد عبدالراضى رئيس الجمعية العامة لمزارعى ومنتجى قصب السكر قائلا مزارع قصب السكر مظلوم لأن زراعة القصب اصبحت غير مجزية فالتكاليف مرتفعة والعامل الذى كان يعمل مقابل حصوله على حشائش القصب لمواشيه ، واسمهم «الرغابة» اصبح اليوم يعمل مقابل 60 جنيها ولمدة 3 ساعات فقط ، ناهيك عن الرى فالمحصول يحتاج 20 رية ، وقبل بداية موسم العصير فإن كسر المحصول يواجه خطوط الديكوفيل المخصصة لنقل القصب ، ونطالب بسرعة اصلاحها حتى لا نواجه ما واجهناه الموسم الماضى حيث كانت خطوط الديكوفيل فى زمام نجع حمادى وغيرها محطمة وهو ما اضطر المزارع الى نقل المحصول فى جرارات زراعية ولم يحصل على قيمة توصيل المحصول الذى هو مسئولية شركة السكر وفقا للعقد ، وطبعا هناك عمالة لشحن المحصول ، فالمزارع لابد أن يحصل على مستحقاته عقب التوريد لأن لديه التزامات كبرى .
مخاوف من تأخر المستحقات
فيما يقول عوض عبد الستار عمدة قرية الحلفاية ان حجم المعاناة التى يتحملها مزارع القصب طيلة عام كامل والتى يظل خلالها منتظرا ان تعطيه شركات السكر مستحقاته ، وأصبحت كل أحلام مزارع القصب ان يرتفع سعر الطن 50 جنيها هذا الموسم فقط خاصة مع ارتفاع سعر العمالة اليومية والتى تشكل بعدا اجتماعيا مهما فالعمالة تكفل أسرا كثيرة من نساء ومعاقين ورجال أى أنها تساعد الدولة فى القضاء على البطالة طيلة العام مع بداية غرس العيدان مرورا بالتسميد وصولا للرى وأخيرا الكسر
« بنود التعاقد لم تعدل منذ نصف قرن «
ويطالب أحمد أبو الوفا نقيب الفلاحين بمحافظة قنا بتعديل بنود التعاقد بين مزارع القصب ومصانع السكر ، ويقول : هل يعقل أن أتعاقد فى عام 2016 بعقد لم تعدل نصوصه منذ عام 1961 أى منذ اكثر من 50 عاما لم تعدل وكأن الشركة والمصانع توقف بها الزمن منذ نصف قرن ويتساءل : كيف نظل متعاقدين بنفس العقد؟ ويطالب برفع نسبة الشوائب الى 5% بدلا من 2٫5% لأن هذا يؤثر على معدلات التوريد اليومية وهذا نص قديم فى ذات العقد
ويرى بدرى عبدالباقى من قرية فاو غرب بدشنا ان اكبر الازمات التى تواجه مزارعى القصب فى محافظة قنا خاصة مع انطلاق الموسم الجديد هى «نولون» قصب السكر ، وهو نقل الحصول فنتيجة لتهالك خطوط الديكوفيل الخاصة بالمصانع والموكل لها نقل المحصول وفقا للتعاقد يضطر المزارع لنقل المحصول بالجرارات لذلك اصبح من المهم ان يتم زيادة النولون للتخفيف عن كاهل المزارعين وصرف مستحقات مزارعى القصب من المصانع وعدم تأخير مستحقات المزارعين مثلما حدث العام الماضى ، فالمزارع يعانى طيلة العام من مصاريف حماية المحصول.
تركنا المزارعين فى محافظة قنا وهم يستعدون للفرحة ببدء موسم كسر المحصول بعد اسابيع قليلة وهو ما ستختفى معه مافيا السكر بمجرد أن تدور ماكينات مصانع السكر فى محافظة قنا «عاصمة السكر بمصر» .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.