تدرك سورية الموقف الراهن للدولة المصرية، الذى يتعرض يوميا لمحاولات تضييق الخناق والحصار، والإصرار على فرض العديد من الاملاءات لوضعها فى قالب محدد سلفا، صنعته أياد خططت للمؤامرة الكبرى التى يتعرض لها وطننا العربى، وتدرك سورية على الرغم مما تعرض له طيلة سنوات مضت وإلى اليوم، أن مصر وشعبها يدا بيد إلى جوار سورية، وأنها لن تخذل عروبتها مهما كانت الضغوط أو الاغراءات. طبيعة الحالة والعلاقة بين مصر وسورية قد لا يفهمها البعض، ولكن الشعب يدرك دون أدنى شك، وبعيدا عن عدو مشترك يتربص بنا سويا، ومخطط واحد يستهدف التقسيم لسورية ومصر، فإن هناك عوامل التاريخ الذى يضرب بجذوره فى الأعماق، وهناك الحضارة التى سطعت شمسها على البشرية جمعاء، فأنارت لها الطريق نحو التحرر والتقدم. هناك محاولات حثيثة لتفكيك هذه الروابط العميقة بين البلدين، مستغلة الأوضاع الاقتصادية والسياسية، غير أن من يحاول الوقيعة لا يدرك مغزى ومعنى الصمود الذى يتشبع به الشعب العربى فى سورية ومصر، فمهما كانت تلك المحاولات فستذهب أدراج الرياح، وتنتهى أسماء المتآمرين من صفحة اليوم فى التاريخ، وتبقى مصر وتبقى سورية. إن الصمود الذى يواجه به الجيش المصرى العصابات الإرهابية فى شمال سيناء وغيرها من محافظات مصر، يشير إلى أصالة معدن المصرى، مؤكدا تماسك النسيج الوطنى، وأنه قادر على إحباط محاولات الفتنة التى يسعى إليها البعض من دول إقليمية وغيرها من خارج الإقليم، ولعل مشاهد العرس وأصوات الزغاريد التى زف بها شهداء الجيش المصرى فى أعقاب العملية الإرهابية الأخيرة دليل حى على أن الشارع المصرى لا يهاب الموت، بل يسارع اليه إذا كان ثمنا لرفعة الوطن، وإنقاذه من مخططات الأعداء. إن نماذج التضحية والفداء متواجده بشدة فيمن تشاركا بحرب تشرين وواجها سويا عدوا صهيونيا غاشم لا يزال متربصا حتى يومنا هذا، يجند العملاء ويدفع للمرتزقة من أجل إنهاك الجيوش وتفتيت الأوطان، إن حرب 73 والتى كانت ذكراها هذه الأيام فعدونا حينها لايزال هو العدو اليوم.إن التراب السورى والمصرى الأمس واليوم ترويهما الدماء الطاهرة، دماء شهدائنا الأبرار، أرضنا المباركة من الخالق تأبى أن يدنسها رجس التكفير وعصاباته، وكما كنا فى الماضى مهد الحضارات وأرض الديانات، سنكون اليوم وغدا نطهر العالم من آثام الغرب الاستعمارى وعملائه، ونقدم للبشرية نموذج المحبة والعطاء والفداء، نحن لا نقاتل من أجل ترابنا وحسب، بل نخوض الحرب من أجل العالم أجمع، نخوضها كى نحرر الشعوب من حكام أرادوا بهم وبنا الشر والدمار. إن سورية ومصر كانتا ولا يزالان يحملان رسالة الخالق الخالدة رسالة الحق، كتب علينا ونفتخر بأن نكون درع الحماية والصمود. لمزيد من مقالات د. رياض سنيح;