بقلم: صافي ناز كاظم عربجي وحمار كلمتان من الزمن القديم تعني الذي كان يسوق عربة كارو يجرها حمار. لم تكن عربجي تطلق علي سائق الحنطور فاسمه كان الأسطي, وهي محرفة عن لقب أستاذ. كان العربجي يعايش الحمار; يؤكله ويشاربه ويبيت معه لذلك سموه بتاع الحمار أو الحمار, وبسبب تلك البيئة التي وجد العربجي نفسه في غمارها كان مضطرا أن يكون ضيق الخلق, غضوبا, فاقد السيطرة علي ألفاظه; فهو شتام ينتقي أقذع الألفاظ ليزود بها مفرداته, ويزعق بالصفات الشائنة والنعوت الفاحشة التي تمس الأعراض وتعاير بالعاهات, ويتلمظ لإنزال الناس عن أقدارهم, ويفتخر بعجزهم عن مباراته في السوقية والابتذال والبذاءة. كنت أري العربجية يجلسون ورأس كل واحد فوق رأس حماره: العربجي يسب ويشتم والحمار صابر مطنش كأنه ليس المقصود أو كأنه أكثر حكمة وعقلا. لم أكره الحمار لكنني لم أحبه كذلك بسبب صبره واحتماله للإهانة من دون ضرورة. في مرة من مرات جلوسي إلي جانبه وأنا طفلة, بسبب اكتمال عدد الجالسين في صالون العربة أبو غطاء, سألت سائق الحنطور: لماذا الذي يسوق الحمار هو وحده الذي نسميه عربجي؟ فأجابني: لأنه, لا مؤاخذة, قاعد طول النهار يشتم حماره ويسبه صارخا: شي يابتاع الكلب, حا يابتاع........ وكلام تاني وحش, إنما إحنا نسوق الخيل, تقدر تقول للحصان بم؟ ما تخلصش منه! قلت مستفهمة: يعني يحصل إيه؟ قال: يحصل إنك مش ح تقدر عليه ح يقلبها نكد عليك! الحصان لازم يتدلع, ماء نظيف, أكل نظيف, سكر, طبطبة, لازم يستحمي, لازم تمشطه, ياااااه حكاية الحصان حكاية, أمال ليه المثل بيقول: لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك؟ عرفت بقي ليه لازم اللي يسوق الحصان مايكونش عربجي؟.