غارمات عادت لهن الحياة، بعد قيام «مصر الخير» بفك كربهن، وحل أزمتهن التي تعد أشد قسوة على الإنسان وهي عقوبة السجن، نساء معيلات وأمهات لأطفال وأيتام، لم يجدوا وسيلة لمواكبة متطلبات الحياة وسد حاجاتهن سوي «الدين»، الذي يعقبه صعوبة في السداد، ومن ثم الحبس. وتروي عدد من الغارمات تفاصيل مساعدة «مصر الخير» منهن: «عواطف عبد التواب، 40 عاما، ساعدتها مؤسسة «مصر الخير»، في فك كربها وإسقاط الدين الذي حُبست بسببه بمبلغ 10 ألاف جنيه، حتى قامت المؤسسة بسد دينها، والإفراج عنها، تروي «عواطف»: «مصر الخير ساعدتني وأخرجتني من الحبس لأولادي الخمسة، كنت محبوسة بمبلغ 10 آلاف جنيه استلفتهم لسد حاجة عيالي من أجل العيشة والغلاء، لحد ما تراكم عليا الدين، وصاحب الفلوس، قدم وصل الأمانة للنيابة واتحبست 3 شهور، ولولا مساعدة «مصر الخير» ربنا يجازيهم خير مكنتش خرجت لأولادي». وفي واقعة غريبة من نوعها، تسبب دين بملبغ 20 ألف جنيه، إلى حبس «ثناء محفوظ محمد علي» لمدة 15 سنة، ليست مدة متواصلة وإنما بمعدل حبس وإفراج كل سنتين، فتقول: «اتحبست كتير وكنت كل سنتين أتحبس وأخرج، لحد ما مؤسسة مصر الخير كانت سبب في إنتهاء الكارثة دي اللي مبهدلاني منذ طلاقي»، «ثناء محفوظ محمد علي، مطلقة منذ 39 عاما»، وبحالة بكاء شديد تقول: «اطلقت من 39 سنة، ووقتها كنت حامل في بنتي، ولما كبرت فكرت إني أجوزها وأسترها، وجهزتها بالدين من معرض للأدوات المنزلية، وأداينت بمبلغ 20 ألف، ومن وقتها المعرض بيقدم ضدي قضايا، وكل ما يتم الإفراج عني حكم النقض يكون ضدي وأرجع الحبس تاني، وفي النهاية مؤسسة مصر الخير كانت السبب في سداد كل ديوني ودفعت لي أكتر من 45 ألف جنيه بعد الفوايد». وتبكي الحاجة ثناء بصوت انخرط في البكاء: «عملت عملية غضروف في الركبة وقريب هعمل عملية في مفصل الركبة الشمال مطلوب لها 15 ألف جنيه، ومن فترة أضطريت لترك شغلي كممرضة في مركز طبي في بني سويف، بسبب مرضي»، وتضيف: «بسبب غلو إيجار منزلي الذي أدفع له 400 جنيه شهريا، أسكن حاليا في منزل ابنتي وزوجها بسبب حالتي الصحية». أما في حالة «داليا محروس عبد الحميد»، كان مرض زوجها سببا في حصولها على قرض بمبلغ 9 ألاف جنيه، من أحد البنوك الخاصة، رغبة منهم في إجراء عملية قلب مفتوح له، وتضيف: «أخدت القرض 9 ألاف جنيه، وسددت لمدة 4 شهور قسط شهري بمبلغ 870 جنيه، وملحقناش نركب دعامة، لان جوزي توفاه الله بعد القسطرة»، «داليا» هي أم لإياد عمره 10 سنوات، ولوجي 5 سنوات، اتحكم عليها بسنة، إلا أنها لم تقضي منها أي يوم في السجن بسبب قيام «مصر الخير» بسد القرض للبنك بالفوائد، حتى أسقط الحكم عليها. وكوسيلة منها للحصول على دخل شهري، قامت بشراء ماكينة خياطة، وفي الوقت الحالي تتدرب عليها، إلا أن توافق مديرية الشئون الاجتماعية في بني سويف بصرف لها معاش ضماني لكونها أرملة ولديها أطفال في مراحل تعليمية. وقالت سهير عوض مدير برنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير، إن الغارم هو كل شخص عليه دين ولا يستطيع سداده نظرًا لظروفه المالية، مضيفاً أن المؤسسة تعطي أولوية للفئات الأكثر احتياجا حيث بدأت المؤسسة بمن كانت ديونهم أقل من 10 ألاف جنيه. وأكدت سهير عوض، أن المؤسسة تعمل في 41 سجنًا على مستوى الجمهورية، مشيرة إلى أن المؤسسة لا ينتهي دورها بفك كرب الغارمين فقط، بل تعمل على توفير دخل لهم، عن طريق تعاون دائم بين مختلف إدارات ومشروعات المؤسسة، لتقديم أكبر قدر من المساعدات ويد العون لهم من خلال إقامة مشروعات فردية أو جماعية، أو تقديم مساعدات شهرية أو موسمية أو مصروفات تعليم أو زواج أو علاج للمحتاجين.