نجاح أي حكومة يقاس بمدي رضا المواطنين عنها والاحساس بأن لها انجازات ملموسة في الشارع ، خاصة من الوزارات الخدمية كالتعليم والصحة والزراعة والتموين..الخ ، بعيدا عن «الشو الاعلامي» أو تباري المتحدثين باسم هذه الوزارات لتجميل وجه الوزير ووزارته بان كل شيء تمام ، وهو كلام عكس الواقع تماما مما يزيد من الاحتقان ويفقد المواطن الثقة في الحكومة بالكامل ، وهذا ينطبق علي وزير التربية والتعليم الذي فشل تماما في إدارة المنظومة التعليمية التي تشهد تدهورا تربويا وأخلاقيا حادا، وتشجع علي التسرب من التعليم الحكومي إلي التعليم الخاص والدروس الخصوصية، حتي أصبحت هذه المراكز «مراكز قوي» ضد الوزارة ، تتحدي الجميع وتمارس نشاطها علنا ، وتعلن عن نفسها باللافتات والملصقات ، كما أصبحت تمثل عبئا علي الأسرة المصرية محدودة الدخل التي تنفق نحو نصف «دخلها» علي الدروس الخصوصية ، وبمراجعة تصريحات الوزير منذ العام الماضي تجدها نفس تصريحات العام الحالي» تم حصر جميع مراكز الدروس الخصوصية وجار إغلاقها بالتنسيق مع المحافظين، ولانه كلام للاعلام فقط ، فقد شجع علي توحش وتوغل هذه المراكز وزيادة أعدادها ولجوء المدرسين المتميزين للعمل بها بدلا من مدارس الحكومة التي يكتفي المدرس بالتوقيع لها في دفاتر الحضور والأنصراف ، تحت شعار « علي قد فلوسهم ، وبالتبعية لجوء الطلاب الي هذه المراكز لتلقي دروسهم بدلا من المدرسة التي أصبحت خاوية « من التربية والتعليم « حتي أصبح أولياء الامور أول المدافعين عن مراكز الدروس الخصوصية ، حماية لمستقبل أولادهم ، بعد أن تحول نظام القبول بالجامعات وتأهيل الشباب لقيادة المستقبل ، الي مجرد لهث وراء « مجموع أعلي» قد يحصل عليه الطالب بالتسريب أو التلقين أو الحفظ ، وربما وسائل أخري ، ناهيك بالطبع عما حدث من تسريبات لأمتحان الثانوية العامة هذا العام وهي أكبر فضيحة شهدتها الوزارة، ومؤخرا تصريح بالغاء «الميدتيرم « مازال مطروحا للحوار المجتمعي، فهل هذه هي فلسفة تطوير المنظومة التعليمية لبناء مصر المستقبل ، .. فقد تمت إقالة وزير التموين « لفساد منظومة توريد القمح « وأعتقد أن فساد منظومة التعليم أخطر.. وهو ما يستحق المصير نفسه. mou [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى