حتي وإن أدلي المصريون في الخارج بأصواتهم في مقار السفارات والقنصليات في جو هادئ, فلا يعني ذلك أبدا ان تجري إنتخابات الإعادة في أكثر من13 ألف لجنة علي امتداد مصر دون أحداث عنف واشتباكات تبدو دلالاتها في الجو الخانق الذي نعيشه. وحتي علي فرض إجراء الإنتخابات بصرف النظر عن الضحايا فلن تكون النتيجة المعلنة بداية صفحة من السلام والاستقرار, بل سيكون العكس تماما. يدلل علي ذلك أن المواطنين لم يعودوا يخافون وأنه إذا كانت الميادين مملوءة بالذين يبدون رأيهم علانية ضد الفريق شفيق, فليس معني ذلك أن الذين لم ينزلوا مثلهم الميدان ويبلغون أضعاف عددهم يؤيدون الدكتور مرسي. ولأن الجميع يشعرون بالمأزق الصعب فقد تعددت الأفكار لمواجهته. ففي الميدان ينادون بعزل شفيق قبل الانتخابات, ومنعه من دخول جولة الإعادة( طب إزاي) وعدد من المفكرين إتجهوا إلي إصدار ما سموه وثيقة العهد والمبادئ التي يتعين أن يوقعها كل من المرشحين وإلتزامهما بها بعد أن يصبح أحدهما رئيسا.( طب ما إلتزمش؟) وفي الغرف المغ لقة رفض الدكتور مرسي فكرة المجلس الرئاسي الذي يرأسه ومعه حمدين صباحي وعبدالمنعم أبو الفتوح لأنه طبعا غير مستعد للتنازل عن عرش يريد أن ينفرد به. وفي الوقت نفسه تجري بعض القوي محاولة جمع13 مليون توقيع لتشكيل مجلسي رئاسي. وإذا كنا قد استغرقنا أربعة أشهر ولم نتمكن من الاتفاق علي جمعية تأسيسية للدستور من مائة عضو يعني الخيار فيها واسع, فكم شهرا بل كم سنة سنحتاجها لتحديد ثلاثة أعضاء فقط في مجلس الرياسة. وأكرر: لا حل سوي تعليق الانتخابات ثلاثة أشهر يتم فيها وضع الدستور وصدور حكمي الدستورية في دعاوي العزب والبرلمان, واعتبروا ذلك قرارا خاطئا أضيفوه إلي سلسلة الأخطاء التي ارتكبناها, ولكن ستكتشفون أنه أصح قرار. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر