أولا: إذا كان هناك بطل لأول انتخابات حقيقية تشهدها مصر لاختيار رئيسها الجديد فهو بدون شك المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي برغم كل الأخطاء والشكوك التي اتهم بها, أوفي بوعده وأجري الانتخابات في موعدها ووفر لها أقصي الضمانات لكي تجري في نزاهة. فلأول مرة تدخل الكاميرات لجان الانتخاب في أثناء عمليات الفرز وعلي عينك يا ناخب تجري عمليات الفرز بشفافية غير مسبوقة. ثانيا: كان لارتفاع درجة الحرارة الشديدة يومي الانتخاب أثر كبير في انخفاض عدد الناخبين بالنسبة لما كان متوقعا, إذ لم تتجاوز نصف عدد المقيدين, بينما بالنسبة للانتخابات السابقة فقد سجل الذين حضروا رقما قياسيا خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن كشوف الانتخابات السابقة كانت كشوفا غير حقيقية تضم عددا غير قليل من الذين لم يحضروا. ثالثا: كما كان متوقعا انحصرت المنافسة بين خمسة من ال13 مرشحا, وكما كان متوقعا لم يستطع أي مرشح حسم المعركة والفوز بالضربة القاضية علي منافسيه, رغم أن أفراد الجماعة وهم التنظيم الوحيد الكبير الممتد في كل ربوع مصر كانوا ينتظرون أن يفاجئوا المصريين اليوم بإعلان مرسي رئيسا لمصر, ولكن المفاجأة حصول مرسي علي 25 في المائة فقط من أصوات الناخبين رغم كل الجهود التي بذلتها الجماعة. رابعا: مرسي كان متوقعا بسبب التنظيم الذي يدفعه أن يكون في معركة الإعادة ولكن المفاجأة في النتائج جاءت أولا من أحمد شفيق الذي حصل علي 23 في المائة ثم من حمدين صباحي الذي تفوق علي أبوالفتوح ثم من عمرو موسي الذي جاء الأخير في سباق الخمسة. خامسا: المأزق الحقيقي هو للناخبين الذين راهنوا علي حمدين صباحي وأبوالفتوح مستبعدين الجماعة والمنتمين للزمن السابق, واليوم يجدون أن عليهم أن يختاروا في معركة الإعادة بين من استبعدوهم! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر