كيف يمكننا تربية أبنائنا على ثقافة المواطنة كى يعرف الطفل حقوقه وواجباته نحو وطنه منذ الصغر؟.. وماهو دور الدولة فى تنمية هذا الشعور وترسيخه لدى أبنائنا فى مراحل أعمارهم المختلفة؟.. تساؤل طرحناه على المختصين والردود فى السطور التالية: بداية يعرف د. رفعت الضبع الباحث وأستاذ الإعلام بإحدى الجامعات الدولية «المواطنة» بأنها عملية انتماء الإنسان الى دولة معينة مستقلة بحدودها مع احترام دستورها وقوانينها، ولقد أقرتها جميع الرسالات السماوية. ويضيف أن المواطنة أحد الرموز لتحقيق الحياة الكريمة لارتباطها بالإنسان الذى يعيش ويعمل وله حقوق سياسية فى مكان محدد ينتمى اليه وتوجد صلة بين الفرد والدولة، كما توجد حقوق وواجبات متبادلة بين الإنسان ووطنه، ويرى البعض أن للمواطنة معايير منها الولادة على أرض دولة ما والجنسية لأحد الوالدين او بالزواج او منح الفرد اللجوء السياسى، أو الإقامة لفترة محدودة او إجادة لغة الدولة و إتباع عاداتها وتقاليدها.. ويتطرق الضبع الى دور الدولة فى ترسيخ ثقافة المواطنة لدى الأبناء قائلا: حقوق الأطفال على الدولة أن توفر لهم مساحة من الأراضى يعيشون عليها يلعبون ويلهون ويعيشون طفولة سوية، كما يجب أن تعمل الدولة على اكتشاف قدرات وميول ومهارات وإبداعات الأطفال وتعمل على تنميتها وتوجيهها الى ما يفيد الطفل والمجتمع، وايضا يجب أن تحقق الدولة التكامل بين الأسرة والمؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدنى لتوفير التربية المتكاملة للطفولة، والتركيز على الأخلاق الحميدة مع تحصين الطفل ضد الغزو الثقافى الهدام والشائعات المضللة وحماية الملكية الفردية والخاصة.. وعندما يكبر الأطفال يشعرون بأن هناك دستورا وقوانين وبرلمانا ونظاما اجتماعيا وسلطة تنفيذية لتطبيق القوانين التى تحميهم، وايضا توفر لهم التعليم والعدالة والمساواة والعلاج والغذاء السليم والمياه النقية والنظافة، وتعلمهم الأخلاق الحميدة من فنون الإتيكيت والبروتوكول والمراسم والتأمين عليهم ضد الأمراض والعجز، كما توفر لهم الإعلام التربوى ووسائل التسلية والترفيه والنوادى والحدائق، وتيسر عليهم التنقل والسفر، وتعرفهم بحضارة الوطن وأمجاده وأصدقاء الوطن وأحبابه وكيفية الدفاع عن النفس والأهل والوطن بما يتناسب مع إمكاناتهم. ولابد للدولة أن تشدد على تأهيل الفتاة والمرأة مع تعليمها الأساليب العلمية لتربية الأبناء وتوفيرحياة كريمة للمرأة ودعمها علميا وتربويا وثقافيا وصحيا ونفسيا وماديا كى تقوم بواجباتها نحو الأطفال، لأن فاقد الشىء لايعطيه، ويجب أن يتحقق ذلك لتوفير الأمن الشامل للمرأة وتحقيق المساواة والعدل، وأن يكون الجميع أمام القانون سواء، وإلغاء مجالس التأديب فى جميع الوزارات والمصالح والجامعات مع الحد من سلطات المسئولين الجزائية وتوفير التدريب المستمر لتنمية مهارات المرأة. وتشدد د. منى حسين الدهان رئيس قسم العلوم النفسية والتربية الخاصة بكلية التربية النوعية جامعة عين شمس على ضرورة اهتمام الأم بغرس قيم ومفهوم المواطنة لدى الطفل منذ الصغر وبالتحديد عند بلوغه العام الثالث من عمره.. وتقول إن المواطنة تتولد لدى الطفل من شعوره بالانتماء لكل ماهو موجود حوله من بيئة شاملة لكل الأشياء والأماكن والأشخاص، وكلما كان يشعر بإيجابية تجاه كل شىء حوله نما شعوره بالانتماء والمواطنة بشكل إيجابى، ومادامت الأم هى الأكثر التصاقا للطفل فى سنوات عمره الأولى إذن فمن خلال تعاملاتها الإيجابية مع من حولها من جيران وأسرة حارس العقار وأقارب وأصدقاء أمام الطفل، وكذلك لابد أن تنتقى المواد الإعلامية التى يشاهدها الطفل بحيث تكون مواد إيجابية تساعده على ترسيخ وتنمية شعور المواطنة.