أيام قليلة وتبدأ أول انتخابات تشهدها البلاد لاختيار رئيس يأتي معبرا عن إرادة الشعب الحقيقية, الذي نتمني ألا ينخدع بأي شعارات جوفاء أو حملات إعلامية للتأثير علي اختياره, وأن تكون مصلحة الوطن فوق أي اعتبار, خاصة أن البرامج الانتخابية لمرشحي الرئاسة إلا قليلا منها, اشتملت علي جمل إنشائية جميلة تخاطب عواطف الناخبين, دون أن تضع حلولا واقعية للمشكلات التي تعانيها البلاد. فهل يعقل أن المشكلات التي ظل الشعب يعانيها لسنوات طويلة, بعضها يمتد إلي ثورة يوليو2591 كالفقر والأمية, تأتي تلك البرامج ويتعهد صاحبها بالقضاء عليها في مدد محددة دون أن يوضح لنا خططه لتحقيق ذلك, بل يطالب الشعب بمحاسبته إذا لم ينفذ برنامجه, فهل الشعب المصري مستعد لخوض تجربة المغامرين الطامحين للمنصب الرئاسي؟ إن مصر صاحبة أقدم حضارة ليست حقلا للتجارب, ويجب علي النخب المثقفة أن تتخلي عن توجهاتها الحزبية والسياسية, وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق الجميع, وألا يشاركوا في تضليل الشعب المصري, خاصة أن نسبة كبيرة من المصريين تقترب من05% ليسوا مسيسين, ولا ينشدون إلا انتخاب رئيس يحقق طموحهم وأحلامهم, من خلال برنامج واقعي يناسب إمكاناتنا. إن الشعب المصري لن ينخدع بالخطب الثورية التي تتوعد إسرائيل, فهي تعرفنا جيدا, ولا ينكر أحد سياستها العدوانية تجاه العرب والفلسطينيين, وعدم جديتها في السلام, لكن يجب ألا تمثل لنا أكثر من أي دولة أخري أساس التعامل معها, هو احترام السيادة المصرية علي أراضيها. إنني أناشد أبناء وطني أن نتأني في اختيار رئيس بلادنا الجديد, وأن نلزمه بما قاله الإله أوزوريس في كتاب الموتي منذ آلاف السنين, عندما حدد قدماء المصريين ميثاقا للحاكم, قال فيه: أتمني أنني لم أظلم الفقراء, ولم أستبد بالعمال, ولم أهن أحدا, ولم أقتل أحدا, ولم أضر أحدا, ولم أحرم الأطفال من اللبن, ولم أحرم الجوعي من الطعام, ولم أضطهد خصومي, ولم أحاب أصدقائي.. فليكن هذا قسما للرئيس الجديد الذي نحاسبه عليه. المزيد من أعمدة ممدوح شعبان