في حياة كل منا.. أشخاص ظرف وآخرونتاريخ, النوع الاول تنتهي علاقتك بهم بانتهاء الظرف او اللحظة التي تلتقيهم فيها, اما النوع الثاني فهم الذين تشعر بأن علاقة تاريخية تربطك بهم وتظل تلك العلاقة الي ماشاء الله حتي لو لم تقابلهم سوي مرة واحدة في العمر. ومن هذا النوع الدكتورة مها العطار خبيرة علم الطاقة, فحينما تتعامل معها لأول مرة تشعر وكأنك تعرفها منذ عدة سنوات من فرط بساطتها وعلمها الفياض وتصرفاتها التي تتسم بالتلقائية والتواضع الجم. التقيناها للحديث عن علم الطاقة الذي تخصصت فيه ومارسته في الصين التي تعد في صدارة الدول المهتمة بهذا العلم, فكان معها هذا الحوارالذي تناولت خلاله عدة موضوعات شديدة الحساسية والاهمية. .................................................................. بشكل مبسط ما هو علم الطاقة وكيف أصبح معروفا في الصين بهذا الشكل اللافت للنظر؟ علم الطاقه قديم جدآ, كل شيء من حولنا عبارة عن طاقة, الأجسام, الأشياء, العناصر, وهناك أنواع كثيرة من الطاقة, هو باختصار توازن عناصر الحياة الخمسة مع حياة الإنسان.. بمعني آخر ان العناصر الخمسة وهي: الماء, النار, الأرض, المعدن, الخشب, بمعادلة محسوبة يتم عمل توازن طبيعي مما يؤثر علي حياة الإنسان للأفضل, وأي خلل في هذه العناصر فإنه يتسبب في تفاقم المشاكل التي تؤثر علي طبيعة حياة الإنسان.. وهذا كان من صميم بحثي, وللعلم مصر هي أول من استخدم الطاقة, في الأهرامات, والمعابد, والعمارة, والصين كانت ومازالت تستخدم هذه الثقافة حتي الآن والفرق بيننا وبينهم أن سر علم الطاقة اختفي مع الكهنة المصريين الذين كانوا يملكون هذا العلم, أما في الصين فقد اختلف الامر كثيرا حيث تم توريث هذا العلم من الأجداد للأبناء والأحفاء ومازالوا يعيشون به حتي الآن, ويتعاملون مع بعضهم البعض باعتباره ميراث الأجداد الذي يمهد لهم الطريق للعيش في سعادة مع المكان والطبيعة والكون. وهل من السهل اكتساب مهارات علم الطاقة والتعمق فيه ام انه يتطلب قدرات خاصة ليصبح الشخص خبيرا في هذا المجال؟ ليس من السهل طبعآ.. أنا بدأت فيه منذ نحو ثلاث سنوات ومازلت أبحث في اسراره وأقرأ.. هذا العلم قديم جدا.. وكل يوم تكتشف فيه الجديد.. وكلما تتعمق فيه تكتشف المزيد من أسراره فتزداد إصرارا علي البحث عن الأسرار الأخري. وكيف استطعت دخول هذا المجال والعمل به في الصين التي لو جاز التعبير هي الآن تمثل بلد المنشأ لهذا العلم ؟ حينما تعرضت لمشاكل كثيرة في حياتي ولا اعرف السبب, لم اجد امامي بعد الله سبحانه وتعالي إلا اللجوء الي المشايخ والسحرة ومن يدعون درايتهم بعلم الطاقة ويظهرون في وسائل الإعلام ولم أجد لديهم حلا لمشاكلي, فلجأت إلي العلم خاصة إني حصلت علي الدكتوراه في فلسفة الفنون, ومن هنا كانت البداية فقد سافرت إلي الصين بدعم من الحكومة الصينية التي هيأت لي الظروف المناسبة علي استكمال بحثي في هذا المجال, وقد تم تكريمي كفنانة أيضا من نائب وزير الثقافة الصيني وتم عرض أعمالي في5 متاحف صينية, هذا هو المعلن أما ما قمت به في تلك الأثناء فهو انني حرصت علي الذهاب الي العديد من الأماكن والمناطق القديمة التي تم تصميمها بالطاقة, والتقيت مع خبراء في هذا العلم جراند ماستر وهم الذين كان لهم الدور الاكبر في استكمال المعلومات البحثية في مجال الطاقة, والتي أصبحت أعمل بها الآن, حيث أعمل في إحدي الشركات بالصين كخبيرة للطاقة. الحسابات التي تستند الي علم الطاقة يراها البعض نوعا من التنجيم وقراءة الطالع تماما كما هو الحال بالنسبة لمن يعملون بالحسابات الفلكية.. فكيف تردين علي هذا القول؟ بالطبع ليست تنجيما وهي ليست حسابات فلكية فقط, إنها مجموعة من العناصر يتم حساب العلاقات بين هذه العناصر بجداول وأرقام كما في الطبيعة تمامآ, ثم يظهر لنا ناتج هذه العملية, ولنأخذ مثالا في الطبيعة في عنصر النبات هناك عنصر يدعمه وهو الماء, وعنصر يدمره وهو النار.. إذا استخدمنا عنصرا بدون وعي ممكن أن يدعم وممكن أن يدمر, كذلك الإنسان هو أيضا يتكون من هذه العناصر, نتيجة علاقته بباقي العناصر في حياتة تكون النتيجة, وهذا ما يفعله خبير الطاقة, يحسب تفاعلات العناصر ويخرج بنتيجة, هناك عنصر السنة وهناك عنصر الشهر وهناك عنصر اليوم بجانب عنصر الإنسان, هذه المعادلة لو عرفها الإنسان تكون فارقة في حياته كلها. وهل يتعارض هذا العلم مع الاديان السماوية ؟ علي العكس تمامآ, وهي المفاجأة التي اكتشفها إن علم الطاقة قد تم ذكره في كل الديانات السماوية, وكذلك المعتقدات القديمة, هناك آيات في القرآن وفي الإنجيل والتوراة تتشابه إلي حد كبير مع علم الطاقة, وتتحدث عن العناصر الخمسة,, وهذا التشابه في كل المعتقدات القديمة إيضآ من مصرالقديمة إلي الصين إلي الهند إلي اليابان وغيرها.. وهذا يؤكد أن مصدر هذا العلم واحد وهو الله عز وجل, وهو مايدعو إلي التأمل.. أن الله قد أنزله علي الإنسان ليعمل به ليعيش سعيدآ في حياته, وأن الله قد سبب لنا الأسباب ودعانا لأن نأخذ بها, وهذا هو علم الطاقة يرشدنا الي الأسباب في النجاح والفشل, الحزن والفرح.. وهكذا. أفهم من هذا الكلام أن هذا العلم يرتبط ارتباطا وثيقا بالديانات السماوية.. فكيف توصلت لهذه النظرية ؟ توصلت لها عن طريق البحث والدراسة وخلفيتي الدينية, فبعض الناس في الخارج يعتمدون علي العلم ليكون لهم النجاح في الحياة, أما نحن عندنا الخلفية المؤمنة أن كل شيء بيد الخالق عز وجل, وأن النجاح والفشل من عند الله, وهذا هو ما دعاني للتأمل أن الله وضع أسبابا للفشل ووضع أسبابا للنجاح, ودعانا إلي الأخذ بالأسباب, لذلك قال في كتابه العزيز.. إنما يخشي الله من عباده العلماء.. لأن العلماء هم أكثر الناس الذين يكتشوفون أسرار الكون الذي وضعها الله.. وكلما اكتشفوا سرا جديدا فإن ذلك يزيدهم إيمانآ بقدرة الله عز وجل. تقولين إن دول العالم تعرف أهمية علم الطاقة وتعمل به فما هي أبرز هذه الدول؟ الصين, اليابان, فنزويلا, سنغافورة, كوريا, أمريكا, كندا, معظم دول أوروبا.. وخبراء الطاقة يعملون في الخفاء نظرآ لأهمية الموضوع وحساسيته وخصوصيته, وهم موجودون في معظم دول العالم, يعملون مع رؤساء الدول, والوزراء, ورجال الأعمال, والفنانين, والمشاهير, وإذا سألت أحدا لا يجيب, بل من الممكن أن يكذب, لذلك لاداعي لذكر هؤلاء الرؤساء, نظرآ لخطورة الموضوع, فعن طريق الطاقة من الممكن أن تعرف نقطة ضعف خصمك ومصدر قوتك وتستخدمها. طالما أن الرؤساء يتعامون مع هذا العلم علي هذا النحو فهل ينطبق ذلك علي الشركات والمؤسسات الكبري؟ للشركات قصة أخري مع الطاقة.. حيث تستعين الشركة بالخبير لنجاحها عن طريق قياس طاقة مبني الشركة, وتوزيع أماكن المكاتب والاجتماعات, كذلك شعار الشركة وعنوانها, ثم يتم تصميم المنتج وفق قوانين الطاقة, وقد يلعب الخبير علي إضعاف الشركات المنافسة, من خلال طرق كثيرة من أهمها العناصر المدمرة.. وهو ما استخدمته إحدي الشركات الكبري في تصنيع التليفون المحمول ونجحت في ان تتسبب في خسارة الشركة المنافسة لها, وكانت النتيجة أنها قامت بشراء هذه الشركة الخاسرة لتتولي إدارتها مجددا وفق خططها التي اعدها خبراء الطاقة الذين يعملون بها. هذا عن الشركات والمؤسسات, كيف يستطيع الشخص العادي أن يستفيد من هذا العلم ؟ هذا العلم للبشرية كلها وليس لفئة معينة من الناس, كل واحد ممكن يعرف عناصره ويتعامل معها, ويتعرف علي العناصر المدمرة له والعناصر الداعمة, وهو ما أحاول صناعته هنا في مصر وذلك من خلال التعريف بهذا العلم والترويج له عبر وسائل الإعلام, وقد صدر لي كتابي الأول بعنوان حياتنا وطاقة المكان.. وأنشأت صفحة علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك اسمها طاقة المكان د. مها العطار وذلك لمساعدة الناس علي معرفة عناصرهم والتعامل معها. بمناسبة الكلام عن علم الطاقة في مصر لماذا لم تحاولي إفادة الدولة المصرية به قبل أن تقرري السفر الي الصين للعمل به هناك؟ المشكلة في مصر هي الجهل بالعلم.. من قال لا أعلم فقد أفتي.. وهناك الكثيرون الذين لا يعلمون يكون صوتهم هو الاعلي.. وهذه مشكلة تقابل أصحاب الفكر والعلم الجديد, والإنسان عدو ما يجهل, لذلك فإننا نقوم الآن بتعريف الناس بهذا العلم بشكل مبسط في البداية ثم تأتي فيما بعد مرحة الإفادة الحقيقية لانها مسألة حتمية ولا مفر منها لو كنا بالفعل نريد ان نحتل مكانا متميزا بين دول العام. وهل الاماكن تتسبب في إصابة الإنسان بمخاطر حتي لو لم يكن له دور فيها؟ عند قياس الأماكن تظهر لنا طاقات سلبية كثيرة, وحالات صعبة من إنعكاس هذه الطاقات علي الناس, عند قياس المكان نجد إنه يمكن أن يسبب لصاحبه الكثير من الخير أو الشر, المكان عند قياسه بعلم الطاقة يظهر لنا مايعكسه علي الإنسان, فنجد حالات من المرض بأنواعه, أو الطلاق, أوالخيانة, أو الموت, أوالعنوسة, العقم.. وأشياء سيئة كثيرة.. وهناك طاقات إيجابية ممكن أن يعكسها المكان علي الإنسان مثل النجاح في العمل, الشهرة, الحب والرومانسية, إنجاب الأطفال, المال والرزق, السفر.. وغير ذلك, ونجد أن إنسانا قد انتقل للعيش في مكان آخر ليصيبه ما في المكان الجديد وهو ماكتبه الله له, وهذه هي الأسباب الذي كتبها الله, ودورنا أن نبحث في الأسباب ونأخذ بها. ما أهم وأبرز التحليلات التي توصلتي اليها من خلال حساباتك في علم الطاقة لهذا العام ؟ لقد حللت عنصر هذا العام.. ووجدت أن هناك الكثير من الأحداث التي يمكن أن تقع نتيجة تصادم العناصر أو توافقها.. مثلا وجدت أن عنصر السنة يتم تصادمه مع عنصر شهري فبراير ومايو.. في الكثير من الحوادث علي الطرق والسفر.. وقد حذرت علي صفحتي من هذا الصدام, وبعد تحذيري بيومين حدثت حادثة قطار ألمانيا, وحادث قطار بني سويف. الحذر لا يمنع القدر.. فهل ما تطلقينه من تحذيرات يمكن أن توقف ما قدره الله عز وجل من حوادث مهما كانت قسوتها؟ أذكرك بقصة سيدنا عمر بن الخطاب عنغزوة الشام ووجد هناك مرض الطاعون فأمر الغزوة بالرجوع, فحدثه الصحابي الجليل أبوعبيدة أتهرب من قدر الله ياأمير المؤمنين.. فرد عليه سيدنا عمر اهرب من قدر الله إلي قدر الله.. وهكذا لخص سيدنا عمر القضية.. القدر هو ماكتبه الله علي الإنسان.. ولكن أنزل الله مع القدر رحمته.. فالدعاء يغير القدر.. لذا فإنه من الممكن أن يغير الإنسان من قدره.. ويأخذ بالأسباب التي كتبها الله له, وعلم الطاقة يعلمنا الأسباب التي علينا الاخذ بها, كما أنه يعلم طرق العلاج وحل المشكلات التي يتعرض لها الإنسان. سبق ان قلت أن السنة الصينية تتكرر كل60 عاما بنفس التفاصيل الدقيقة وإن اختلفت الاجواء المحيطة, فماذا يحمل لنا العام الصيني الجديد من احداث كبري ؟ تحسابات هذا العام تشير إلي أن هذه السنة متشابهة إلي حد التطابق منذ60 عاما مع سنة1956 وهو عام العدوان الثلاثي علي مصر, والذي شهد أيضآ انتشار وباء الإنفلونزا الآسيوية في الصين. وفي1956/6/30, طائرة الخطوط الجوية المتحدةDC-7اصطدمت في الجو فوق جراند كانيون في ولاية أريزونا, مما أسفر عن مقتل128 راكبا.في1956/7/25 غرقت سفينة إيطالية في المحيط بعد اصطدامها بسفينة سويدية وسط ضباب كثيف, مما أسفر عن مقتل51 شخصا.في9/12 طيران ترانس كندا تحطمت الطائرة في منطقة جبلية في كولومبيا مما أسفر عن مقتل62 راكبا.. لذلك أستطيع القول ان التاريخ سوف يعيد نفسه من الصراعات بسبب الماء, والحوادث جوية مع ظهور نفس الأجواء السياسية المعقدة والملتهبة. كيف ترين قضية سد النهضة الإثيوبي من خلال حساباتك التي تعتمد علي علم الطاقة ؟ من خلالدراستي وتحليليلعناصر هذا العام تشير لوجود تفجر في أزمة سد إثيوبيا قد تصل لدرجة الحرب مثل عام1956 تمامآ, وهناك ثلاث جبهات ستحارب فيها مصر هذا العام, ولكن من الاطمئنان أن هذه الحرب سوف تنتهي بسرعة هذا العام أيضا وستكون لصالح مصر. بعيدا عن توقعات النجوم والأبراج التي يرددها البعض, فهل لعلم الطاقة توقعات بالنسبة للمشاهير في السياسة والاقتصاد والادب والفن ؟ من أبرز هذه الأحداث النجم محمد سعد والأحداث المؤسفة التي مرت به, والتحليل الذي يؤكد مروره بعشر سنوات سيئة في حياته, نتيجة صدام عناصره الشخصية مع عناصر الفترة الزمنية التي يمر بها, وأن الحل في تجاوز هذه المشكلة هو ضرورة استخدام علم الطاقة. وللعلم نفس مشكلة الممثل محمد سعد تعرض لها من قبل النجم العالمي ليوناردو دي كابريو, والذي سبق وأن رشح لست جوائز أوسكار, ولم يفز بجائزة منها نتيجة هذا الصدام في عناصره. بل تعرض لأحداث مؤسفة من قضايا وحوادث كثيرة في هذه الفترة من حياته, وقد اعترف للكثير من حوله إنه يفكر في الانتحار, نتيجة لهذه الحوادث والتفاعلات الداخلية السيئة في جسمه, وإحساسه بالفشل وضيق الصدر, وقد نصحة البعض بإستخدام علم الطاقة ليحل به مشكلاته في هذا التصادم, وقد أخذ بالنصيحة وإستعان بالفعل بخبيرة شهيرة في علم الطاقة ساعدته في الفترة الأخيرة, وقد كانت النتيجة في ظهور الفنان في الأحداث مرة أخري ولكن بشكل إيجابي, لقد استمع لنصيحة الخبيرة في استخدام المواعيد الجيدة, والألوان المناسبة في الملابس, ومتي يظهر ومتي يختفي, اختيار فريق العمل الذي ينجحه, اتجاهاته الجيدة, ونصائح كثيرة تقوم بها خبيرة الطاقة تساعده علي النجاح والخروج من الأزمة. وكانت النتيجة أنه حصل مؤخرآ علي الجائزةالعالمية, علي الرغم من أنه كان يعيش في أسوأ فترة في حياته, ولكن باستخدامه لعلم الطاقة استطاع أن يتجاوز أكبر أزمة في حياته.. سبحان الله الذي سبب الأسباب ودعانا إلي الأخذ بهذه الأسباب. ما الشيء الذي تود الدكتورة مها العطار أن تقوله في ختام الحوار ؟ علم الطاقة علم فارق في الإنسانية, ويجب أن نعرفه ونأخذ به في حياتنا, هو علم مصري, وكان له السبب في نجاح العديد من دول العالم إلا نحن, وقد أن الآوان لأن نأخذ به ونجعله في مقدمة الاهتمامات, لنعرف الأسرار التي يمكن أن تجعلنا في المقدمة بإذن الله سبحانه وتعالي.